Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Jun-2020

في انتظار ما سـَ«يُقرّره» الأعداء.. أي بُؤسٍ «عربِيّ» هذا؟*محمد خروب

 الراي

تعجّ وسائل الإعلام العربي على اختلاف تصنيفاتها وأصنافها وخصوصًا مرجعياتِها, بكثير من الأخبار والتحليلات والتسريبات والإنطباعات الصهيو/أميركية, ولا بأس لديها من إضافة بعض «البهارات» التي يبرَع بها المُهروِلون العرب نحو إسرائيل، والداعية في مُعظمها إلى طيّ صفحة الصراع الدمويّ الطويل الذي باتَ وجوديًا وأشدّ خُطورة من أي وقت مضى, منذ قرن من بدء تنفيذ هذا المشروع الاستعماري العنصريّ الإستيطاني على أرض فلسطين، وخصوصًا فيما يبرَع به هؤلاء المهروِلون باتّكائهم على المقولة المزيّفة حول حوار الأديان والتعايش «التاريخي» مع اليهود في المجتمعات العربيّة، وخصوصًا في إعادة ترتيب أولويات الأمة وكتابة جدول أعمالها, على نحو يتقدّم فيه العَداء لإيران على أي «عداء» أو «خلاف» مع أي طرف إقليمي أو دوليّ آخر, وخصوصًا مع «إسرائيل» التي لم يعد هؤلاء يرونها عدوّة أو غازية أو مُحتلّة لأراضٍ عربية غير فلسطين التاريخيّة فقط، بل شريكاً يُبدون استعدادهم للتعاون معه في قضايا وملفات أخرى, ويجدون متعة في الإشادة بها والترويج لها, على نحو يبعث على الإشمئزاز ويثير المزيد من المَخاوف بقرب إقدام هؤلاء على «مساعدة» نتانياهو في الإفلات من المحاكمة التي تهدد مستقبله السياسيّ والشخصيّ، بل وأيضًا منْح أشرعتِه رياحًا جديدةً إذا ما وعندما وجدوا أنّ إقامة علاقات دبلوماسية كاملة (أو جُزئية), ستُسهِم في رفْع اسمه وتزيد من فُرص بقائه في مُقدمة المشهد الصهيونيّ.
 
ما يدعو للتشاؤم حدود الغضب والإشمئزاز من هذه الهرولة التطبيعية العربية البائسة نحو العدو الصهيوني, هو «انتظار» معظم العرب (حتّى لا نقول جُلّهم) ما يصدر أو سيصدر عن إعلام العدوّ الصهيونيّ من تسريبات عن خِلافات, نحسبها مُفتعَلة وضحلة التأثير إن لم تكن معدومة, على مشروع الضمّ الاستيطاني العنصريّ الزاحف، وخصوصًا ما يَصدر عن أركان إدارة ترمب المُرتبكة التي تكاد الآراء والتسريبات تُجمِع أنّ «فبركة» ما, تقِف خلف شائعات «اشتراط» إدارة ترمب مُوافقة كاحول-لافان ورئيسه بيني غانتس على خطة الضمّ, كي تمنح «بركاتها» وتُعطِي نتانياهو إشارة البدء كي يمضيَ قدمًا في عملية الضمّ, سواء كانت مُتدحرِجة (حتّى لا يُحرِج بعض حُلفائه العرب), أم اتّخذت طابعًا أكثر سُرعة كي لا يسقط الائتلاف الحاليّ وتتعمّق الخلافات داخله, على نحو يَمنح نتانياهو ذريعة (أو يَرفع من وتيرة مَخاوف غانتس من نتانياهو, الساعي لعدم السماح له بترَؤس الحكومة بعد عامين من الآن) ذريعة الذهاب إلى انتخابات رابعة, بما هي فرصة نتانياهو المُتوَجّب عليه اهتبالها, ليس فقط لـِ«رَكل» غانتس واشكنازي (وزير خارجيته) من المشهد وتركِهما في صحراء السياسية والكنيست, بمقاعد من منزلة واحدة (أقل من عشرة نواب) في أي انتخابات قادمة, بل والإجهاز على المُعارضة (اليسارية كما يحلو لنتانياهو وصفها مُتندِّراً)، ودائمًا في تسيُّد المشهد الصهيوني الجديد والتفاخر بأنّه هو وحده الذي (بعد بن غوريون) تمكّن من رسم خرائط إسرائيل الجديدة قفزاً عن خريطة النكبة في العام 1948 التي أعلنها – ولو بشكلٍ مؤقتٍ ومَرحلِي- الزعيم «الواقِعي» بن غوريون, الذي رأى (ببصيرته وبُعد نظرِه) ضرورة القضم التدريجيّ لأراضي فلسطين التاريخية, بدل إعلان الإنتصار النهائي في «حرب التحرير» ضد المُستعمِر البريطاني «المُؤيّد للعرب» كما تقول الرواية الصهيونية المُؤسطرَة, والتي بات بعض العرب يُؤيدها بحماسة واستعداد للإسهام في تكريسها على أرض فلسطين.
 
أسبوع واحد فقط يَسبِقنا عن الأول من تموز, بما هو «مَوعد نتانياهو» للبدء بتنفيذ خطة الضمّ, وليس ثمّة ما يُوحي بأنّ لدى معظم عرب اليوم خطة بديلة (الخطة ب) لإحباط مشروع الضمّ الصهيوأميركي، ما يُثير المَخاوف بأنّ كلّ ما يجري ضخّه من تسريبات, إنّما يُقصَد من ورائه منْح الأعداء فرصة لتمرير مشروعهم الخطير, في وقتٍ يزداد فيه سفك الدماء العربية على أكثر من «ساحة» عربية, مُهدّد معظمها بالتقسيم أو الإحتلال أو التحوّل الى دُول فاشلة, كما ينخرِط مُعظم العرب في حروب «بَينِيّة» تتكئ على ثقافة تصفية الحسابات والأحقاد الشخصِيّة.