Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Nov-2017

سوريا تتحدث 80 لغة! - صالح القلاب

الراي -  تشير بعض المعلومات المتداولة وإنْ في دوائر محدودة أنَّ سورية تتكلم الآن بثمانين لغة والمقصود هنا أن هذا البلد العربي التي فتح نظام الأسد أبوابه على مصاريعها لكل ما يعرفه العالم من تنظيمات إرهابية ومن عصابات سلب ونهب وتزوير عملة وترويج مخدرات ومن إستخبارات تقوم بما يسمى الدفاع الإيجابي حماية لدولها من «داعش» و»النصرة» و»القاعدة» ومن تجار الأسلحة حتى المحرمة دولياًّ التي أستخدمت من قبل هذا النظام البائس مراراً وتكراراً وعلى غرار ما حدث في خان شيخون .

وهذا يجعل إنه على المتفائلين أكثر من اللزوم بنهاية قريبة لهذه المأساة، التي لم تبدأ في عام 2011 وإنما قبل ذلك بأربعين عاماً عندما إغتصب حافظ الأسد السلطة من رفاقه خلال إنعقاد المؤتمر (القومي) العاشر الإستثنائي وحول النظام من نظام تداولي وإنْ بالإنقلابات العسكرية إلى نظام عائلي متوارث في دائرة ضيقة وإلى نظام طائفي وليس نظام الطائفة، أن يتريثوا كثيراً وأن يدركوا أن حلّ كل هذه العقد التي غدا عليها الوضع السوري بحاجة إلى سنوات طويلة.
كانت نصيحة الوالد للولد بأن الحكم يقتضي قبضة حديدية وأن هذا الشعب، أي الشعب السوري، لا تنفع معه إلا القوة وإنَّ إراقة الدماء هي التي تحافظ على الأنظمة وأنه لا يجوز وضع الورد والرياحين في موضع السيف وأن الشعار الذي يجب أن يبقى مرفوعاً هو: «العصا لمن عصى» ولذلك فإن إستخبارات بشار الأسد قد ردت على أطفال درعا الذين تأثراً بأجواء بدايات «الربيع العربي» كتبوا على جدران
مدرستهم بأقلام طباشيرية ملونة بعض شعارات هذا الربيع العربي التي شاهدوها على شاشات الفضائيات بـ»تقليع» أظافرهم وبسحلهم في الشوارع فكانت إنطلاقة هذه الثورة التي لا تزال مستمرة ومتواصلة .
ولعل الأسوأ أن هذا النظام بدل الإستجابة ولو للحد الأدنى من مطالب شعب من المفترض أنه شعبه لم يكتف بإستنزاف كل قوته وفعْل أكثر من ألف مرة مما فعله أبوه وعمه في حماه بل ذهب بعيداً في فتح أبواب سورية «القطر العربي للسوريين» للإيرانيين وتوابعهم كحزب االله والحشد الشعبي وعصائب أهل الحق وفوق هؤلاء الجيش الروسي الذي أحل قاعدة «حميميم» محل القصر الجمهوري والذي أصبح مطلق الأيدي في هذا البلد العربي ولخمسين عاماً تتجدد تلقائياً حتى يوم القيامة.
الآن ورغم تفاؤل المنضوين في حزب تحالف الأقليات القومية والطائفية والعرقية فإن القتال لا يزال مستمراً في غوطة دمشق وعلى بعد من مرمى حجرٍ من القصر الجمهوري ومن قيادة الفرقة الرابعة وأن هناك مناطق رئيسية وأساسية لا تزال في أيدي تشكيلات وقوى المعارضة وفي أيدي قوات ما يسمى :»سوريا الديموقراطية» وكل هذا بينما الميليشيات الإيرانية تحتل باقي ما تبقى من هذا البلد وبينما أصبح لإيران «مستوطنات» في دمشق القديمة كمستوطنات الإسرائيليين في الضفة الغربية.
ولهذا فإننا نقول للذين يبنون قلاعاً وقصوراً من الرمال ويعتبرون أن الإنتصار قد بات محسوماً و»أن الأسد للأبد» إنَّ لا أحلام المنام ولا أحلام اليقظة بإمكانها أن تحسم مواجهة بكل هذا الحجم وبكل هذا المستوى من التعقيد وأن ثورة كانت بدأت من الصفر في مارس (آذار) عام 2011 لا يمكن القضاء عليها بالسهولة التي يعتقدها البعض وأنه في هذا المجال يجب الأخذ بعين الإعتبار أن ثورة صمدت كل هذه السنوات الطويلة ليس في وجه الدولة العظمى روسيا وفي وجه إيران الدولة المحشوة حشواً بالأحقاد المذهبية والطائفية سوف تصمد حتى النصر.