Tuesday 19th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Jul-2020

الصراع الأميركي الصيني: اقتسام العالَم.. أم نهاية «الأُحادية الأميركية»؟ (1 ــ2)*محمد خروب

 الراي

خرج الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو بتفسير جديد عن أسباب الصراع الآخذ بالإحتدام بين الصين والولايات المتحدة. صراع مُرشح لمزيد من التصاعد وفق ترجيحات علماء السياسة والإستراتيجيات والإقتصاد والمُستقبليات, ناهيك عن الخبراء العسكريين ومحافل مراكز الأبحاث والدراسات, وإذا ما تفاقم وتعمّق فإنه قد يُفضي الى حرب ساخنة تطوي صفحة الحرب الباردة «الثانية», التي بدأت قبل عامين (تموز 2018) عندما فرضت واشنطن رسوماً جمركية فاقت في زيادتها 25% على استيراد بضائع ومنتجات صينية عديدة, لم تجد بيجن بداً سوى الرد بالمثل, على نحو زاد من غضب أصحاب الرؤوس الحامية في الجانبين, الى ان جاءت جائحة كوفيد – 19 لتصبَ المزيد من الزيت على النار المُشتعلة ذات البعد التجاري, لكنها تستبطِن قضايا خلافية ذات علاقة بسعي واشنطن الى كبح صعود الصين, ومُحاصرة نفوذها المتزايد في المحيط الهادي, مُستغلّة ملفات خِلافية مُعقدة بين الصين ودول مُجاورة لبحر الصين الجنوبي ترى لنفسها حقوقاً في البحر نفسه وثرواته وخصوصا أهميته الاستراتيجية.
 
إضافة إلى «ملف تايوان», الذي لا تتوقّف الإدارات الأميركية عن فتحه والعبث به كلما شَجَرَ خلاف بين الدولتين, وبخاصة في حال ارادت واشنطن التحرّش ببيجين او إعاقة علاقة سياسية او اقتصادية أو تجارية وخصوصا عسكرية ما بين الصين ودولة ما في ها العالم ,ما بالك إذا كانت تلك الدولة تتوفّر على ثروات كربوهيدراتية او موقع استراتيجي او سوقا كبيرة لتصريف المنتجات؟ ورأينا كيف تجلى ذلك بوضوح وعدوانِية أميركية موصوفة في المشروع الصيني الأضخم المعروف بـِ«الطريق والحزام» أو «طريق واحد...حزام واحد», والذي تصل كلفته الإجمالية الى مايزيد عم 900 مليار دولار, رغم اعتراف الولايات المتحدة بالأُسس التي قامت عليها العلاقات الصينية ــ الأميركية منذ «الإختراق» الذي حقّقه الثنائي الجمهوري نيكسون- كيسنجر, بهدف «جذب» الصين الى جانب اميركا في صراعها المرير مع الإتحاد السوفياتي, عبر استغلال الخلاف «العقائدي» بين موسكو وبيجن, وكان لهما ما أرادا, ولكن على قاعدة الإعتراف بمبدأ «صين واحدة», ما مهّد لجلوس بيجين على المقعد الدائم في مجلس الأمن بديلا من تايوان التي انكمشت وتراجع الإهتمام بها, وان كانت الولايات المتحدة أبقتْ على علاقاتها التجارية والعسكرية تحديداً معها, كونها «ورقة» يمكن اللعب بها, متى ارادت الضغط على الصين أو ابتزازها... دون إهمال مسألة «هونغ كونغ» التي لا تقل لدى الإدارات الميركية المُتعاقبة (كورقة) أهمية عن بحر الصين الجنوبي وتايوان. وهو ما نراه في الأزمة المتصاعدة التي افتعلتها إدارة ترمب مع الصين بعد بدء العمل رسميا بقنون الأمن القومي في هونغ كونغ ومسارعة واشنطن غلى فرض عقوبات على مسؤلين صينيين ما أثار غضب وحفيظة الصين التي هددت باتخاذ إجرءات مضادة ضدد مسؤولين أميركيين, إضغفة الى التصريح الإستفزازي الذي أدلى به بومبيو والذي رأت فيه الصين تدخلاً سافرا وغير مقبول في شؤونها الداخلية.