Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-May-2022

آخر منعطفات الوباء: نقص بيانات نتائج الاختبار

 الغد-هيئة التحرير – (الواشنطن بوست) 16/4/2022

 
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
 
اتخذ وباء “كوفيد – 19” دائم التغير منعطفًا آخر غير متوقع في الآونة الأخيرة. في الولايات المتحدة، ثمة فائض في مجموعات الاختبارات التشخيصية التي كانت نادرة في السابق، لكن هناك نقصاً في البيانات حول نتائج الاختبارات، وهو مقياس مهم لمعرفة حالة الوباء. وإذا كانت هناك زيادة متجددة في انشار المتغير “ب أ- 2” من متغير “أوميكرون”، أو أي متغير آخر، فإنها قد لا تظهر في التعداد اليومي للحالات الجديدة، الذي كان علامة على الخطر أو التقدم على مدار العامين الماضيين. ولكن، بينما تفتقر الأمة إلى بعض أنواع البيانات لتوجيه خيارات الصحة العامة الذكية، فإن قياسات أخرى يمكن أن توفر أدلة.
بالعودة إلى الوقت الذي ضربت فيه موجتا “دلتا” و”أوميكرون”، أدى نقص الاختبارات حينذاك إلى تعقيد القرارات الرئيسية بشأن الاستجابة للوباء، مثل متى يجب فرض ارتداء أقنعة الوجه، ومتطلبات اللقاح، أو غيرها من الإجراءات الاحتياطية. والآن تمت زيادة عرض مجموعات الاختبار إلى مئات الملايين كل شهر؛ وقد أصبحت الآن متاحة مجانًا عن طريق البريد وفي المكتبات والمراكز المجتمعية. والكثير منها هو من نوع مجموعات اختبار الأجسام المضادة التي تُجرى في المنزل، والتي توفر ميزة مهمة من حيث الراحة والسرعة. وقد تضاعَف استخدام اختبارات الأجسام المضادة في المنزل أكثر من ثلاث مرات خلال موجة “أوميكرون” مقارنة بـ”دلتا”. ثمة هدف واحد أصبح في متناول اليد: الاختبارات الآن وفيرة ومجانية.
ولكن لا يتم الإبلاغ عن نتائج معظم الاختبارات التي تُجرى في المنزل، ما أدى إلى خلق ثقب أسود في فهم انتشار الفيروس. وتشير عالمة الأوبئة، كاتلين جيتيلينا، من مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس إلى أن معهد القياسات الصحية والتقييم يقدر أنه مقابل كل 100 حالة إصابة في الولايات المتحدة، يتم تسجيل ست أو سبع فقط رسميًا في أنظمة المراقبة. وتقول إنه خلال ذروة موجة الـ”دلتا”، تم الإبلاغ عن حوالي 43 في المائة من الحالات؛ وخلال ذروة أوميكرون، تم الإبلاع عن 26 في المائة، والآن يتم الإبلاغ عن 7 في المائة فقط، “وهي نسبة منخفضة للغاية. إننا نطير عمياناً”. ومع تراكم المناعة الناجمة عن التطعيم والإصابة السابقة بالعدوى، قد تكون العديد من الحالات الآن من دون أعراض، وقد لا يكلف الناس أنفسهم عناء إجراء الاختبار من الأساس. ومع تحور الفيروس، قد تتضاءل حساسية الاختبارات. وقد لا يتم اختبار غير المؤمن عليهم لأن الحكومة أسقطت مؤخرًا شرط قيام مقدمي الخدمة بتسديد كلفتها. وخلاصة القول، كما تقول السيدة جيتلينا، هي أن الفجوة بين عدد الحالات المبلغ عنها والعدد الحقيقي تتزايد بشكل كبير. وكتبت: “لسوء الحظ، مصداقية أرقام الحالات تتداعى”.
ما الذي يجب فعله؟ يمكن للمؤشرات الأخرى أن تساعد. وقد أثبتت مراقبة مياه الصرف الصحي أنها تقدم إنذاراً مبكراً قيّماً للزيادة المفاجئة في الإصابات، لكنها لا تتم على مستوى الدولة ولا توفر رابطًا مباشرًا مع أرقام الحالات السريرية. وتظهر بعض مواقع مراقبة مياه الصرف الصحي زيادات كبيرة في الإصابات في الشمال الشرقي للولايات المتحدة. كما أن معدلات إيجابية الاختبارات مهمة أيضًا لأنها يمكن أن تشير إلى الظروف المتغيرة. وتتجه إيجابية الاختبارات إلى الارتفاع في الولايات المتحدة، لكنها ما تزال أقل من 5 في المائة. وما تزال حالات دخول المستشفيات منخفضة حاليًا، مقارنةً بذروة تفشي متغير أوميكرون، على الرغم من أنه بحلول الوقت الذي تبدأ الحالات فيه في الارتفاع، ربما يكون انتشار الفيروس قد أصبح متقدمًا كثيراً وكبحه أكثر صعوبة.
لا شيء من هذا مثالي، بطبيعة الحال. تحتاج الولايات المتحدة إلى بناء نظام حقيقي في الوقت الفعلي على الصعيد الوطني لمراقبة الفيروس الجينومي، وهو نوع من نظام الإنذار المبكر والمراقبة الذي يتتبع انتشار الفيروسات من خلال مخططها الجيني، لتزويد جميع الجهات ذات العلاقة بالبيانات اللازمة لمعرفة ما يحدث ومساعدتهم على اتخاذ قرارات سليمة بشأن ما ينبغي فعله بشأنه.
 
*تمثل المقالات الافتتاحية وجهات نظر صحيفة “الواشنطن بوست” كمؤسسة، كما يتم تحديدها من خلال النقاش بين أعضاء هيئة التحرير، وتوجد في قسم الآراء ومنفصلة عن غرفة الأخبار.
*نشر هذا المقال الافتتاحي تحت عنوان: The pandemic’s latest unexpected turn: A lack of test result data