Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Oct-2016

غزة من جديد - عميره هاس

 

هآرتس
 
الغد- بيدين مكبلتين وعين واحدة مغطاة يمكن طرح سؤال: ما الذي يريده "الشباك" ايضا من سكان قطاع غزة؟ إن غياب الشفافية لاعمال هذا الجهاز الذي يسيطر على حياة الفلسطينيين والتمثيل الديماغوجي والمشوه للواقع، يهدف إلى التصعيب على ايجاد الاجابة. إنه يعمل من اجل منع طرح السؤال لأنه في المجتمع الإسرائيلي "الشباك" هو مقدس (الى أن يكتشف قادته الخارجين من الخدمة امريكا وكارثة السيطرة على شعب آخر).
لا يجب الاستخفاف بالعين الواحدة المفتوحة. فهي تكفي للقول إن "الشباك" ومن يُرسله يلعبون لعبة قذرة جديدة في غزة، اضافة الى ألعاب الهندسة الاجتماعية القذرة الاخرى التي تتسلى بها اسرائيل (سجن كبير مغلق، لقد قلنا ذلك). السؤال بحد ذاته هو نصف جواب.
وكل ذلك من اجل العودة والقول إن تصاريخ الخروج الدائمة سحبت من 12 من أصل 14 موظفا فلسطينيا رفيع المستوى في اجهزة الارتباط مع إسرائيل (ادارة الشؤون المدنية). نعم، لأن الموضوع هنا هو من تحولوا فجأة الى ممنوعين من الخروج (موظفو السلطة الفلسطينية يكونون في احيان كثيرة من فتح)، وليس عددهم القليل نسبيا قياسا بعدد رجال الاعمال والتجار الذين سُحبت تصاريحهم، والعدد المتزايد للمرضى في حالات شديدة وتم رفض خروجهم. إن غزة تستحق الحديث عن الرسامين والموسيقيين والمدونين والرياضيين فيها، وكذلك السخرية والتهكم الذاتي. لكن "الشباك" يتدخل في البرنامج.
"الشباك" يتفاخر بأن عدد التصاريح قد زاد مقارنة مع عددها قبل الحرب في 2014. وهذا مثل زيادة التصدير: من صفر تصدير من القطاع – الى ثلاث شاحنات محملة بالبندورة وشاحنتي توت و40 كرسي الى الأردن. "هذه قفزة بنسبة آلاف في المائة". هذا ما يقوله الإسرائيليون وهم يضحكون على من يستمع اليهم.
تحت الضغط الدولي من اجل تخفيف الحصار قامت إسرائيل بتليين معايير الخروج بشكل قليل. لذلك هناك تزايد في عدد طلبات التصاريح. 56 ألف طلب تم تقديمه في العام 2013، أما في النصف الأول من 2016 فتم تقديم 107 آلاف طلب. إلا أنه في العام 2013 تم الموافقة على 82 في المائة من الطلبات (حوالي 46 ألفا)، أما في هذه السنة، من كانون الثاني (يناير) حتى نهاية حزيران (يونيو) تمت الموافقة على 46 في المائة (حوالي 50 ألف طلب). ولكن حتى لو كان هناك 100 ألف تصريح، فما زال الحديث يدور عن 5 في المائة فقط من سكان القطاع. السجن بقي سجن كبير، وبدون "الاسباب الامنية" ايضا الإسرائيليون لا يهتمون.
من بين موظفي السلطة الفلسطينية، ليس هناك من التقى مع ضباط وموظفين إسرائيليين أكثر من اولئك الذين في اجهزة الارتباط. ومع مرور الوقت فان هذه الاجهزة بدل أن تمثل المصالح الفلسطينية المدنية (من اجل حرية الحركة)، تحولت الى ممثلة لموقف إسرائيل تجاه الفلسطينيين. الآن يريد "الشباك" أن نصدق أن بعض الموظفين أصبحوا مشبوهين أمنيا، لذلك تم سحب تصاريحهم الدائمة. مثلما أراد مني التصديق بأن مديرة رفيعة المستوى في البنك تحولت فجأة الى مشكلة أمنية، لذلك تم سحب تصريحها الدائم. ومثلما أراد مني الاقتناع بأن فتى مريض بالسرطان وعولج منذ ولادته في اسرائيل وهو يحتاج الآن الى زراعة فك في حيفا، وتحول الى شخص خطير. ولكن سخاء "الشباك" يُمكنه من الخروج الى الاردن.
 لماذا إذا لم يعتقل في حاجز ايرز الموظفين وموظفة البنك والمرضى؟ لماذا لم يتابعهم كي يقوم بالقاء القبض عليهم متلبسون؟ لأن الشباك يعرف جيدا أن ذلك كلام فارغ، وهو يريد ابتزاز شيء آخر: معلومات اخرى عن الآخرين. واهانة اخرى. وانبطاح آخر. وإضعاف آخر لجهة ذات صلاحية فلسطينية. تلذذ آخر بالقوة غير المحدودة.
 ليس هناك حاجة الى انتظار الأرشيف كي يُفتح من اجل الحصول على الاجابة، لأن "الشباك" ومن يقوم بارساله يريدون سفك آخر للدماء. لأن قطاع غزة لا يخضع لأوامرهم وهو يصمم على البقاء كجزء من المجتمع الجغرافي الفلسطيني.