هذه ال5 مزالق نفسية .. لا يحميك منها سوى درع المعرفة
سوشيال ميديا
طروب العارف
البشر هم أكثر المخلوقات الاجتماعية على هذا الكوكب. يمكننا تشكيل تحالفات والوقوع في الحب ومشاركة كلمات المرور الخاصة بنا، لكننا أيضًا ماهرون في خلق الارتباك والفوضى داخل أذهان الآخرين.
من الناحية النفسية، ما هو أسوأ شيء يمكن أن يفعله شخص ما بشخص آخر؟
بلا شك أنكم تتوقون لمعرفة هذه الأمور. ولهذا السبب، بادر كيفن بينيت، دكتوراه، وأستاذ تدريس علم نفس الشخصية الاجتماعية في جامعة ولاية بنسلفانيا بنشر هذه الأمور على موقع سيكولوجي توداي طمعًا في أن نتعرف على هذه التكتيكات على حقيقتها، وعندها يمكننا استعادة قوتنا، وتأكيد حدودنا، وعدم الانهيار نفسيًا في عالم مليء بالمتلاعبين وقد يكونوا من أقرب المقربين لنا.
1-التلاعب النفسي
تخيل أن شخصًا ما يقنعك ببطء ومنهجية بأن ذاكرتك معيبة، ومشاعرك غير صالحة، وأنت في الواقع فاشل. هذا هو التلاعب النفسي حيث يزرع شخص ما الشك بشكل منهجي في ذهنك، مما يجعلك تشكك في إدراكه وذاكرته وحتى عقله.
لقد أصبح هذا التكتيك شائعًا بشكل مقلق في العلاقات السَّامَّة وهو شكل خبيث من أشكال التعذيب العقلي لأنه يهاجم أساس واقعك.
وفي الحالات القصوى، يمكن للمهاجم إقناعك "أنت الضحية" بأمور حدثت، إن لم تحدث في الحقيقة، مما يؤدي إلى ارتباك عاطفي عميق وشك في الذات. وهنا، قد تفكر "هل قلت ذلك حقًا؟ هل بالغت في رد فعلي"؟ يؤكد بينيت أن هذا هو بالفعل تلاعب عاطفي في أسوأ حالاته لأنها تقوض ببطء الثقة بالنفس - مما يتركك تعتمد على المتلاعب في نسخته التي قدمها لك حول "ما حصل".
2- تفجير الحب
إذا كان التلاعب النفسي هي الحرق البطيء للتلاعب، فإن تفجير الحب هو القنبلة اليدوية.
يحدث هذا الهجوم عندما يغمرك شخص ما بالاهتمام المفرط والمودة والثناء في المراحل الأولى من العلاقة بغية للسيطرة. إنها كلها رموز تعبيرية للقلب والزيارات المفاجئة مع الزهور في البداية، لكن الهدف ليس الحب - إنه التحكم.
بمجرد أن تكون مدمنًا على اندفاع الدوبامين، يبدأ مفجر الحب في التراجع، مما يجعلك تتوق إلى تلك المودة مثل مدمن على النت لاستخدام الهاتف النقال.
هذا التكتيك النفسي شائع في العلاقات المسيئة حيث يقوم المتلاعب بإعداد دورة من الارتفاعات الشديدة والانخفاضات التي تسحق الروح، مما يخلق أخطبوط عاطفي يترك الضحية معتمدة عاطفياً ويسهل التحكم فيها. وهنا، حذَّر بينيت من أن العلاقة التي تتقدم بسرعة كبيرة هي خط أحمر.
3- الشعور بالذنب
الشعور بالذنب وهو نوع من أنواع الابتزاز العاطفي وهو شعور فظيع يعتمد عليه المتلاعب باستخدامه كسلاح ضدك ويشهره لإجبارك على فعل ما يريد، مما يجعلك تشعر بالمسؤولية عن سعادته - أو في كثير من الأحيان، بؤسه.
ركز في هذه العبارات مثل " بعد كل ما فعلته من أجلك"... أو "إذا كنت تحبني، فستكون"... هي خطوط ابتزاز عاطفية كلاسيكية. وما الهدف منها؟ هو بالفعل محاصرتك في شبكة من الالتزامات، حيث تجعل رغبتك في تجنب الذنب هدفَا يمكن المتلاعب من التحكم بك بسهولة فهو ينقل اللوم عليك بمهارة عن مشاكله، مما يضمن أن شعورك بالذنب يحجب عنك رؤية ما يحدث بالفعل.
4- التثليث
التثليث هو خدعة علاقة سامَّة للحفاظ على السيطرة. هو شكل من أشكال التنمر يحدث عندما يقوم شخص ما بإدخال شخص آخر في العلاقة لجعلك تشعر بالسوء تجاه نفسك.
هذا التكتيك يخلق المنافسة والغيرة الارتباك وأثناءه، يجلس المتلاعب يشاهد الفوضى التي أثارها ويستمتع بها.
وللعلم فهو تكتيك مفضل لدى النرجسيين والشخصيات عالية الصراع لأنه يزعزع العلاقات ويبقي الجميع في حالة تخمين. كما أنه شكل من أشكال العدوان يهدف إلى خلق شعور بعدم الارتياح وانعدام الأمن لديك "الضحية"، ويبدو أن الجاني يصنع الدراما من فراغ.
في هذه الحالة، ينصح بينيت بأن تحاول قدر الإمكان تجنب التثليث في المستقبل عند حدوثه. غالبًا ما يستلزم ذلك البقاء محايدًا عندما يطلب منك شخص ما اختيار الجوانب. وهذا يعني أيضًا تجنب القيل والقال أو التواطؤ مع الناس عندما يحاولون طلب الدعم.
5- العلاج الصامت
في هذا التكتيك، أسوأ شيء يمكن أن يفعله شخص هو...الإهمال. فيه "يعاقب" المتلاعب "الضحية" بشكل فَعَال برفض التواصل، وحجب الانتباه وهذا سلاح نفسي مُدَمِّر يخلق فراغًا عاطفيًا حيث تُترك أنت "الضحية" لتخمين ما الخطأ الذي ارتكبته وليس هذه فحسب، بل ويرسل رسالة مفادها إنك لا تستحق الاهتمام ولست جديرا بالتقدير
وبمرور الوقت يؤدي هذا العقاب إلى الشعور بالوحدة وتدني احترام الذات. علمًا لأن البحاث تُظهِر أن التجاهل يمكن أن يُنَشِّط نفس مناطق الدماغ المرتبطة بالألم الجسدي.
كان لـ بينيت استنتاجا بَيَّن فيه أن أسوأ أشكال التلاعب هي تلك التي تكشف ببطء إحساسنا بالذات، مما يتركنا نشك في قيمتنا أو واقعنا أو علاقاتنا.
سواء كان الأمر يتعلق بالإساءة النفسية أو تفجير الحب أو الابتزاز العاطفي، فإن الهدف الأساسي هو نفسه دائمًا: إنه التحكم.