الراي - لا يعقل ان يدفع مالك السيارة سنويا عشرات الدنانير ان لم تكن مئات ،جراء مخالفات سير سجلت عليه ، وكثر هم الذين يقولون انها ظلم وجباية ،وهناك من ذهب بوصفها ب (...) لان الشك يغلب اليقين في صحتها.

 

امثلة ذلك كثيرة يتداولها الناس ،وتسمع بها في ممرات دوائر الترخيص ،وعلى نوافذ دفع المخالفات ،من سيارة تخالف يوميا امام منزل صاحبها ،واخرى تخالف في مكان لم تصله ،وحمولة زائدة بالاطنان لسيارة لا يتجاوز وزنها طنا ،عدا عن مخالفات السرعة وقطع الاشارة الضوئية دون دليل ، والاغرب ان المواطن يخالف في حال الاصطفاف بأي مسمى وقوف عرضي او طولي او مائل رغم عدم وجود شواخص.

 

المواطن يرى ان رجال السير يقومون بادوار غير مهامهم في تنظيم السير وضبط المخالفات الظاهرة ،بل اصبح جل عملهم مخالفات واملاء الدفاتر لان أغلبهم–وهم من اخواننا وابنائنا–يقول هكذا طلب منهم ، ومنهم من يفصح اكثر عندما يعترض المواطن على المخالفة لعدم وجود ممنوع الوقوف واي اشاخصة مرورية بان الضابط طلب منه ذلك.

 

المواطن يعرف ان المخالفات تجبى لصالح « الامانة « والبلديات ،وهناك دعم يقدم لدوائر السير سنويا لقاء عملهم ، وان هناك محاكم يمكن اللجوء اليها في حال الاعتراض ، لكن يصعب على المواطن ذلك لاسباب ،انه يتفاجىء بالمخالفات عند الترخيص ،واعتراضه غير مقبول الا في المحكمة.

 

وفي حال اعترض يأخذ الامر وقتا ،اوخاصة عندما يكون هناك طلب لحضور جلسات محاكمة يستدعى لها منظم المخالفة الذي في الغالب لا يحضر بسهولة ،فعليه اضاعة وقته وماله لمتابعة الاعتراض والمحاكمة ،ودفع غرامة تأخير ترخيص السيارة ،وقد يجد مخالفة عند المحكمة لعدم وجود مواقف ، ولصعوبة الاعتراض يفوض امره لله ويدفع المخالفات على مضض من حساب قوت اولاده وخاصة ان كان سائق اجرة.

 

الناس لا تريد مناكفة مع رجال السير ،وتحترم ادوارهم ،ولكن لا تريد لهم ان يكونوا جباة في غير حق لصالح الاخرين ،فلهم حرارة الشمس وبرد الشتاء والتعب.

 

الامانة والبلديات ترى في مخالفات السير منجما ماليا مهما قدرت عوائده فالاجمالي يكون اكبر ،بناء على طلب واتفاق بين الامانة والبلديات ودوائر السير بزيادة عوائد المخالفات لتغطية نفقات طارئة وخاصة في « الامانة « كما اسر احد المدراء.

 

في النهاية ،كحق لاي مواطن يجب ان توثق المخالفة بالصورة عدا عن التاريخ والساعة ،ولا يقبل التعذر بصعوبة ذلك الاجراء لان سيل المخالفات المعترض عليها طغى وناهز الملايين ، فلا ضير شراء اجهزة تصور السيارة في مكان المخالفة تؤكد صحتها ، والا يبقى الشك غالبا على اليقين في جباية المخالفات ويبقى رجل السير الذي نجل ونحترم موقع اتهام.