Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Nov-2022

الكشف المبكر.. الخطوة الأولى للشفاء وحفظ الثدي

 شروق البو- الغد- تؤكد ناجيات من سرطان الثدي؛ أهمية الفحص المبكر في إنقاذ الحياة بالدرجة الأولى وحماية هذا العضو من الاستئصال، بالإضافة إلى تقليل فترة العلاج ومراحله وشدّته.

 
وتبلغ نسب الشفاء من سرطان الثدي المشخص في المرحلتين الأولى والثانية في الأردن 90%، وفق بيانات مركز الحسين للسرطان، الذي يدير برنامج توعية وفحص مبكر على امتداد الوطن.
 
وفي هذا الصدد، يدعو خبراء إلى ضرورة الحرص على الفحص الدوري للثدي؛ حفاظًا على شكله الطبيعي والحياة بشكل عام، ووقايةً من أي مضاعفات للمرض في حال الإصابة به، إلى جانب تقليل كلف العلاج وتقليص مُدّته.
 
الكشف المبكر يقي من فقدان الثدي
الناجية من سرطان الثدي ابتهاج العفيف تروي جانبًا من رحلتها مع هذا المرض، الذي اكتشفته عن طريق الصدفة بسبب الفحص المبكر، ما يؤكد أهمية هذه الخطوة في الحماية والوقاية من المضاعفات الخطيرة.
 
تقول العفيف: “اكتشفت المرض. ما كان عندي لا أعراض ولا كنت أشكي من إشي ولا بوجّعني إشي، رُحت أعمل فحوصات طلع عندي سرطان، كان الكشف المبكر إلُه دور كبير بإني أكون ناجية من هذا المرض”.
 
وتُضيف أن “الكشف المبكر هو الطريق الأولى للشفاء (…) لمّا كشفتُه كان لسا الورم بالبداية وكان علاجي تقريبا سنة لازم يكون لكن أخذته بـ6 شهور”.
 
وبعد أول جرعتين كيماوي اختفى الورم، حسبما تستذكر بأمل. “بعدين عملت عملية بسيطة جدا، لو كان المرض متأخر العملية بتكون أكبر ونوع الكيماوي غير”.
 
بدورها، تذكر الناجية من سرطان الثدي ربى بلبل: “كنت دائما متعودة أفحص فحص ذاتي للثدي بالإضافة إلى فحص الماموغرام والألتراساوند، هاد الشي الي ساعدني أكتشف المرض من مراحله الأولى. وبسببه تجنبت استئصال الثدي والعلاج الكيماوي”.
 
وتردف بلبل: “بنصح كل امرأة بمتابعة الفحص الدائم لأنه هاد الشي رح يحميكي ويقلل من مضاعفات المرض جدا ويزيد نسبة الشفاء”.
 
ووفق النشرة التوعوية “الكشف المبكر يُنقذ الحياة” الصادرة عن مؤسسة ومركز الحسين للسرطان ووزارة الصحة، يؤدي اكتشاف سرطان الثدي والعلاج المبكر له في أغلب الأحيان إلى الشفاء التام، وإضعاف فرصة انتشار الورم السرطاني خارج المنطقة المصابة.
 
من جانبها، تُبين الناجية من المرض إيمان النعيرات أن “الفحص المبكر واكتشاف الأمر باكرا كما حدث معي لم يفقدني الثدي بل فقط كان استئصالا لقناة الحليب ولم أتعرض للكيماوي ولا للعلاج الهرموني”.
 
وتتابع النعيرات: “الموضوع كان فقط ١٦جلسة شعاعية وحبّة من الدواء لخمس سنوات وهذا بفضل الله”، ثم الكشف المبكر.
 
وتؤكد أن صورة الماموغرام ولمرة واحدة في كل عام تبقي كل سيدة نبراساً ينير لعائلتها الطريق؛ “لذلك أعطي من وقتكِ لجسدكِ هدية والتقطي لها صورة للحياة”.
 
مديرة وحدة الكشف المبكر عن السرطان في مركز الحسين للسرطان الدكتورة يسار قتيبة الشيخ نوري تحذّر من جانبها من تدنّي نسبة الشفاء كلما كانت مرحلة الإصابة بسرطان الثدي متقدمة عند تشخيص المرض.
 
وتقول الشيخ نوري إن المصابة “قد تصبح بحاجة لاستئصال الثدي، كما تتعرض لأنواع أكثر من العلاج وتعاني بوتيرة أشد”.
 
سرطان الثدي منتشر بين النساء
بحسب الشيخ نوري، فإن سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات التي تصيب المرأة.
 
وتُضيف: “في عام 2017، سجل الأردن 5828 حالة سرطان جديدة، بينها 2713 حالة بين الذكور بواقع 47% من إجمالي الحالات، و3115 حالة بين الإناث بواقع 53% من إجمالي الإصابات”.
 
في الإجمال، “بلغ مجموع حالات سرطان الثدي في الأردن 1276 حالة عام 2017؛ منها 1266 حالة بين الإناث و10 حالات بين الذكور، وكان معدل الأعمار عند التشخيص 52.2”.
 
في هذا العام، اكتشفت 9248 حالة سرطان جديدة في الأردن من بينها 7094 إصابة بين الأردنيين.
 
وتوزّعت الحالات بواقع 3333 بين الذكور، و3761 حالة بين الإناث، بحسب أحدث الإحصائيات الصادرة عن مركز الحسين للسرطان.
 
ووفق المركز، جاء ترتيب إصابات السرطان المسجلة بين السيدات الأردنيات كالآتي: الثدي (38.9%) أي نحو 1463 حالة جديدة بين الأردنيات، والقولون والمستقيم (8.4%)، والغدّة الدرقية (7.2%)، والرحم (4.9%)، والدم (3.6%).
 
فحوص متنوعة حسب الحال
وحول طرق الكشف عن سرطان الثدي، توضح الشيخ نوري أن ذلك يكون من خلال الفحص الذاتي للسيدة مرّة شهريا، ثم الفحص السريري الذي يُجريه الطبيب.
 
وتخضع الفتاة/ المرأة أيضا لتصوير الثدي بالماموغرام والألترا ساوند، بالإضافة إلى أخذ خزعة من الكتلة في حال اكتشافها، علما أن اختيار الفحص يعتمد على عدة عوامل؛ أبرزها سن المصابة وحجم الكتلة ونوعها وشكلها وموقعها.
 
وتكون المرأة أكثر عرضة لسرطان الثدي عندما تبلغ الأربعين وما فوق، وكذلك السيدة التي لديها تاريخ شخصي للإصابة بسرطان الثدي في عمر العشرينات أو الثلاثينات. إذ قد تُصاب مرة أخرى في الثدي نفسه أو بالجانب الآخر.
 
وتُضيف مديرة وحدة الكشف المبكر عن السرطان أن “السيدة التي لديها تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي (إصابة الأم، الأخت، الابنة، العمة، الخالة بسرطان الثدي) من النساء الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، وكذلك المرأة التي تُنجب أول طفل بعد سن الثلاثين، بالإضافة إلى مَن يصل عمرها 35 عاما ولم تتزوج وتُنجب بعد”.
 
ووفق المتحدثة ذاتها، فإن السيدات اللاتي لديهن تغيرات جينية هن أكثر عرضة لسرطان الثدي، وكذلك السيدات اللاتي تبدأ لديهن الدورة الشهرية في وقت مبكر (بين سن 10 و11 عاما) وتنقطع لديهن في سن (50 – 53) عاما، بالإضافة إلى السيدات اللاتي أخذن هرمونات تعويضية في سن اليأس؛ مثل هرمون الإستروجين.
 
كما تلفت الشيخ نوري إلى ارتفاع فرصة الإصابة بسرطان الثدي لدى “السيدة التي تعرضت لعلاج بالأشعة بسبب إصابتها بسرطان لمفاوي أو سرطان الغدة الدرقية على سبيل المثال. وكذلك السيدة التي تعاني زيادة في الوزن بعد سن اليأس، أو التي لا تُمارس الرياضة أو تشرب الكحول أو تُدخّن التبغ”.
 
وتتوزع أماكن الكشف المبكر عن سرطان الثدي بين مؤسسات القطاع العام التابعة لوزارة الصحة، والوحدات المتنقلة، والخدمات الطبية الملكية، والمستشفيات الجامعية، بالإضافة إلى القطاع الخاص.
 
يُذكر أن الوحدات المتنقلة لسرطان الثدي هي مبادرة تابعة للبرنامج الأردني لسرطان الثدي بالتعاون مع مركز الحسين للسرطان، وهما عبارة عن وحدتين بدأ عملهما منذ العام 2012.
 
ويقوم عمل هاتين الوحدتين على “تقييم واقع” للأماكن في المحافظات المختلفة، وتحديدا المناطق الأقل حظا أو غير المخدومة بالماموغرام، بحيث تنتقل الوحدة إلى ذلك المكان مدة 6 أشهر أو سنة، وتُقدم الخدمة مجانا للسيدات، ثم تتم قراءة الصور وتشخيص أي حالة في مركز الحسين.