Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Nov-2022

الكلاب والقافلة

 الغد-يديعوت أحرونوت

 
بقلم: ناحوم برنياع
 
معضلة: ماذا يفعل الكلب الذي يعرف ان ليس مهما كم ينبح، فالقافلة ستمر – وهي تمر منذ الآن. هذا الكلب هو أنا، لكني لست وحيدا. ما يحصل في الساحة السياسية منذ الانتخابات يقلق غير قليل من الناس. يوجد بينهم محامون، مسؤولون في جهاز انفاذ القانون واذرع الامن، صحفيون، رجال اعمال، شخصيات عامة. كلهم حماة حمى بحكم عملهم او بسبب مشاركتهم الوجدانية.
لا ينبغي أن يستبعد ان يكون بعضهم صوتوا لليكود. فهم يلاحظون انزال الحلم ويصعب عليهم أن يقرروا هل هذه بقايا حملة الانتخابات ام هو نزول الى قارعة الطريق باتجاه الهوة. يفترضون بأنه رغم حالات الدراما، فإن حكومة نتنياهو السادسة لا بد ستقوم. احيانا تبرز مصاعب بالذات لان الجميع يعرف ان في النهاية كل شيء سيتدبر.
لقد منح الناخبون كتلة نتنياهو اغلبية في الكنيست. ارادوا حكومة تتشكل من الليكود، من الحريديم ومن حزبين كهانيين. كانت هذه ارادتهم والارادة واجبة الاحترام. عرفوا مسبقا الى أين تقصد هذه الاحزاب دحرجة الدولة. عرفوا بأن المرشح لرئاسة الوزراء متهم بالجنائي؛ وان المرشح لوزير كبير مدان بجريمة ضريبة؛ وان المرشح لوزير الامن الداخلي هو مجرم ارهاب مدان والمرشح لوزير العدل يسب ويشتم المحكمة العليا. عرفوا بان المرشح، بنظر نفسه على الاقل، لمنصب وزير الدفاع هو متملص من الخدمة في الجيش ومحب لإشعال النار الامنية. كما أنهم عرفوا بخطط الكتلة المنتصرة: احد لم يخدعهم.كل شيء قيل، في المقابلات الصحفية، في البوستات، في خطابات الانتخابات.
القافلة على ما يرام: بقوة ريح الاسناد التي تلقتها من الناخبين تندفع الى الامام، الى المجد او الى الهوة. المعضلة هي معضلة حماة الحمى: هل سيحاولون وقف القافلة، هل سينبحون عليها، هل يغمضون العيون وينتظرون الى أن تمر الموجة.
قضية تعيين آريه درعي وزيرا هي مثال جيد. درعي فاز في الانتخابات بنصر شخصي مبهر: لاول مرة رفع شاش الى فوق، هو وحده، بدون حجب الحاخام عوفاديا وبدون صور نتنياهو. كل من انتخب شاس افترض بيقين بان درعي سيتولى احد المناصب الوزارية الكبرى في الحكومة. يحتمل ان كان يتوجب على رئيس لجنة الانتخابات المركزية القاضي اسحق عميت ان يوضح لدرعي، وعبره لناخبيه، بانه توجد هنا مشكلة؛ يحتمل أنه كان يتوجب على المستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا أن تفعل ذلك. لرجال القانون يوجد على هذا جواب ثابت: نحن لا نتعاطى مع اسئلة افتراضية. هذا هو سبيلهم للتملص من القرارات الحاسمة وتفويت القطار. المستشار السابق، افيحاي مندلبليت فوت هكذا الفرصة لإنهاء قضية نتنياهو بصفقة قضائية معقولة.
ماذا سيفعل القاضي عميت الآن؟ فاذا سوغ تعيين درعي فانه سيجعل من نية المشرع اضحوكة. اذا ما شطبه سيدفع الكنيست لأن تغير قانون اساس بواسطة تشريع شخصي، فضائحي، يشق الطريق لموجة تشريعات فاسدة. لشدة المفارقة، ليس فقط ناخبو الكتلة يريدون الآن درعي كوزير – بل الكثيرون من اولئك الذين صوتوا للكتلة الثانية. فدرعي كفيل بان يكون عنصر استقرار، مثبت، في داخل حكومة هوامشها متهالكة.
ان اعمال شغب الشباب اليهودي في الخليل في نهاية الاسبوع هي مثال جيد بقدر لا يقل. فقد نهل المشاغبون من النبع ذاته الذي نهل منه الوزير المرشح للامن الداخلي. وهم يفترضون بأن الحكومة التي ستقوم ستتعاطى بتسامح مع فوضاهم. الشرطة ستكون شرطتهم. بعضهم ربما سيتجندون اليها. وهم يرون سلوك المفتش العام: بداية يتهم بن غبير بالاضطرابات الدموية التي غمرت البلاد في أيار (مايو) الماضي؛ والآن يتصاحب ويتزلف. وهم يفهمون مع من هم يتعاملون.
فهل على حماة الحمى أن يحاولوا شطب عصبة المجرمين التي ينوي بن غفير جلبها معه؟ هل سيكتفون بالموعظة، موعظة منمقة لا يوجد خلفها فعل؟ هل يهددون بالاستقالة؟ هل يستقيلوا؟
ماذا سيفعل كبار رجالات النيابة العامة عندما يعين يريف لفين أو بتسلئيل سموتريتش، شخصان اقسما على تقويض جهاز القضاء، كل واحد بطريقته، وزيرا للعدل. هل سيقولون انه لاجل انقاذ المؤسسة هم ملزمون بمواصلة القيام بمهام مناصبهم أم يبحثون عن مستقبلهم في السوق الخاصة. ماذا يفعل الصحافيون الذين يغطون انباء وزارة العدل؟
ماذا سيفعل كبار رجالات جهاز الامن عندما يعلن رون ديرمر، المرشح لمنصب وزير الخارجية عن الحرب على ايران وعلى اميركا في نفس الوقت. هل سيسخرون من ديرمر من خلف ظهره ويتجاوزونه في الطريق الى واشنطن ام سيقفون عن رأيهم؟ وتوجد امور اخرى – القائمة تطول.
بمفهوم ما اسهل العمل في الانظمة الدكتاتورية: كل موظف يعرف مكانه، كل قاض، كل نائب عام، كل صحفي. في اسرائيل يمكن لعصبة المجانين ان تتصرف بمرح. بحرية تعبير مزدهرة، مع مشاركين مضحكين، غير ضارين على نحو ظاهر، للبلاد الرائعة.
ان من وظيفة الكلاب أن ينبحوا. هذه ليست مسألة طببيعة، هذه رسالة. واذا لم ينبحوا فانهم يخونون وظيفتهم.