Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Aug-2017

"ربيع".. رحلة البحث عن الهوية والانتماء

 

عمان- الغد- “من أنا.. من هم أهلي؟.. من أي ضيعة أتيت، وأين وجدتموني.. إلى من أنتمي؟”.. أسئلة كثيرة يطرحها الفيلم الروائي الأول “ربيع” لمخرجه اللبناني الأرمني فاتشي بولغورجيان، متناولا أبعاد الحرب الأهلية وميراثها.
خلال عرض الفيلم، ضمن مهرجان الفيلم العربي- عمان بدورته السابعة، بحضور بطله العازف الضرير “جبور بركات” الذي يجسد دور ربيع شاب كفيف يبحث عن هويته بعد أن اضطر لإصدار جواز سفر إثر دعوة لفرقته الموسيقية في جولة في أوروبا. على إثرها يكشف أن أوراقه الثبوتية مزورة، فتبدأ رحلته في البحث عن أصوله بدءا من حضن والدته التي ربته “جوليا قصار” وخاله “توفيق بركات”.
أصبح ربيع محققا يبحث في تاريخ حياة خاله الذي كان ضابطا في الجيش، وعلى مدى 105 دقائق، تكون القصص غير مستكملة ناقصة مختلفة تحاول أن تخفي واقع ما حصل لوالدي ربيع الحقيقيين، في إشارات رمزية للمجتمع اللبناني لما حصل خلال الحرب الأهلية، والجرائم التي ارتكبت والأعداد الكبيرة من المفقودين والقتلى.
وما بين فخ الهوية والانتماء، يبقى الجميع صامتا حين يتعلق الأمر بذكر أحداث من الماضي، متجاهلا حدوثها، والتنقيب عن إجابات لأسئلة صعبة في الريف اللبناني.
الفيلم يميل للإفراط في كسب استعطاف المشاهد، من خلال خلق صورة مبالغ بها للواقع نفسه، وصور مظلمة للحقائق غير المكشوفة، على الرغم من أداء ربيع “جبور” الصادق، لا سيما أنه ضرير في الحقيقة، ويسلط الضوء على العلاقات المعقدة في مجتمع كثير الاختلاف والتنوع.
وللربط بين الموسيقى ورحلة البحث عن الهوية وجهة نظر معينة، فهي تعبر عن أفكار المخرج نفسه وجزء من تاريخ حياته، وفقدان الشعور بالانتماء، ليكون “العمى” هو ثيمة الفيلم في الحديث عن الحرب وكل ما يدور في المجتمع نفسه بسبب تعقيداته، والبرود العاطفي والإنكار النفسي لما حصل في تلك الفترة، مع استبعاد إظهار أي جانب طائفي.
ولجوليا قصار أداء جميل في “ربيع” نالت عنه جائزة أفضل ممثلة في مهرجان دبي الدولي في دورته الثالثة عشرة، بسبب تلك الشخصية المضحية المحبة لأم ترفض التنازل عن ابنها، وفي الوقت نفسه تريد مساعدته مقابل حماية أسرار وماضي شقيقها رغم قساوته، إلا أن الانتماء العائلي والرغبة في نسيان الألم يجعلان الجميع يتغاضى عما حصل وربما يريد نسيانه. وبين شاب يملك بصيرة  للبحث في الحقيقة وبلوغ غايته، هنالك مجتمع بأكمله يختبئ وراء ما هو ظاهر للعيان  فيما يتعلق بآثار الحرب الأهلية بين (1975-1990).
النهاية نفسها، التي قضت باستسلام ربيع لواقعه؛ محيرة وربما صادمة، عبر تجاهل كل الحقائق التي حاول البحث عنها ورغم ما توصل اليه لكنه رضي هو أيضا، وبطريقته غنى “ابعتلي جواب”.. وكأنه ينتظر ردا مختلفا.
فاز الفيلم بجائزة “ريل” الذهبية الكبرى من اختيار الجمهور في مهرجان كان السينمائي، وجائزة المهر لأفضل ممثلة في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وجائزة أفضل فيلم روائي في مهرجان براتيسلافا السينمائي الدولي، وجائزة الفنون الدولية في مهرجان سالونيك الدولي للأفلام، وجائزة لجنة التحكيم “الاكتشاف” في مهرجان نامور للأفلام الفرنكوفونية، وتنويه خاص من لجنة التحكيم في مهرجان بولا السينمائي. وقد شارك في العديد من المهرجانات من ضمنها: مهرجان BFI لندن السينمائي ومهرجان ميونيخ السينمائي الدولي ومهرجان ساو باولو السينمائي الدولي ومهرجان Fameck للفيلم العربي ومهرجان مونبيليه الدولي لأفلام البحر الأبيض المتوسط وغيرها من المهرجانات.