Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jan-2021

دور بايدن

 الغد-هآرتس

 
بقلم: أسرة التحرير 20/1/2021
 
استقبلت الولايات المتحدة والعالم أمس رئيسا أميركيا متوقعين أن يجلب معه أملا في الشفاء. فبعد أربع سنوات من حكم متقلب، تضمن مظاهر التحريض، والغش وسرقة العقل، التي نشرها دونالد ترامب دون قيود – فان الامل في أن يرمم جو بايدن الحطام الذي خلفه وراءه الرئيس المنصرف يبدو واقعيا.
ترامب، الذي زين قبعته بشعار “فلنعد أميركا الى عظمتها” فعل كل شيء كي يحقق العكس. أميركا ترامب حققت أحد معدلات مرضى الكورونا الاكبر في العالم، وتدهورت علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي، ودخلت في حرب تجارية مع الصين وقوتها في الشرق الاوسط تتبدد.
بقعة ضوء واحدة خلفها وراءه ترامب: التطبيع الذي ساهم في احلاله بين اسرائيل وأربع دول عربية. وهذا انجاز هائل يبدو أنه كان سينتظر سنوات طويلة لمولده لو لم يتلق دفعة واسنادا من ترامب. هذه هي طاولة العمل الذي خلفها ترامب لبايدن وهو سيحتاج لكل التمنيات والمساعدات التي يمكن أن يتلقاها كي ينظفها. بينما يعد انتصار بايدن في معظم دول العالم مهب ريح من العقلانية والانسانية، بحكومة اسرائيل ورئيسها بنيامين نتنياهو تتملكهما روح عجز وخوف. فبعد رئيس اميركي تبنى بحماسة كل نزوة لنتنياهو، قطع علاقاته مع الفلسطينيين، واعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل وبهضبة الجولان كأرضها السيادية، واعطى ضوءا اخضر، او على الاقل أصفر متذبذبا، لضم المناطق، والان يقف في رئاسة الولايات المتحدة رئيس يتبنى فكرا يرى في المستوطنات عائقا للسلام وخرقا للقانون الدولي، يؤمن بحل الدولتين ويعارض خرق حقوق الانسان. وعليه فينبغي لتسلم بايدن مهام منصبه ان يفرح كل اسرائيلي محب للسلام، ذي فكر ليبرالي. ولكن على كل اسرائيلي، يساريا كان أم يمينيا، ان يعلم منذ الان بان التوقع بان تخرج أي ادارة اميركية عن اسرائيل الكستناء من النار – محكوم بخيبة الامل. بايدن هو رئيس الولايات المتحدة وصديق اسرائيل، ولكنه لا ينتخب أو يشكل حكومات في اسرائيل. لم يعرض حتى الان سياسته بالنسبة للشرق الاوسط وبالاساس لم يعرض سياسته بالنسبة للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. اذا كانت اسرائيل ترغب في معونته في دفع مسيرة السلام الى الامام – سيتعين عليها ان تثبت بداية بانها ناضجة لمثل هذه المعونة.
اختبارها سيكون في 23 اذار(مارس). وهي ستحسم فيه اذا كانت جديرة بحليف في البيت الابيض، يمكنه أن يساعدها على الخروج من المصيبة التي اودت بنفسها اليها – او ربما ستواصل السير في المنزلق السلس نحو ضياعها.