Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Apr-2022

دعيبس: الفن لا يطعم خبزا.. لكنه عالم لا نستطيع الابتعاد عنه
الغد - أحمد الشوابكة- يجسد الفنان الشاب محمد علي دعيبس في المسلسل البدوي والقروي “هند”، الذي يبثه التلفزيون الأردني حالياً على شاشته، ضمن دورته البرامجية لشهر رمضان المبارك للعام الحالي، شخصية الشاب “رشيد”.
ويشارك في المسلسل، نخبة من نجوم الدراما الأردنية والسعودية، وهو من إنتاج عصام حجاوي وإخراج سائد بشير الهواري وتأليف الكاتب الدكتور سليمان أبو شارب؛ حيث تجسد الفنانة “كاترين علي” شخصية “هند” الفتاة العشرينية، وهي فلاحة قروية تمتاز بحضور جذاب، وجمال فائق، تجعل كل من يقابلها من الرجال يتمناها زوجة له. تقع في حب رجل من البادية، لكن العادات والتقاليد السائدة بين قومها وقريتها تمنعها من الارتباط به، بل تجد نفسها مضطرة للزواج من ابن عمها رشيد، الذي يجسده “محمد دعبيس”، رغم أنها أعلنت صراحة أنها لا تريد الزواج منه، وسط اعتراضات قومها الشديدة، فلا يجوز لها الاعتراض بتاتا على الزواج، ومن ناحيتها لا تستطيع أن تعترف أنها أحبت رجلا من خارج القبيلة، وأنها ستخضع للعقاب القبلي فورا.
لم تكن تعلم هند أنها ستخضع للعقاب فعلا في صبيحة يوم عرسها، وليس أي عقاب، إنما ستواجه عقوبة الإعدام على تهمة شنيعة ألصقت بها، فقد استيقظ أهل القرية على مقتل رشيد، وقد وجهوا أصابع الاتهام نحو هند دون غيرها، وذلك بسبب هروبها ليلة زفافها، ولمقتل زوجها بخنجرها المعروف، وكذلك لتصريحاتها المستمرة أنها لن تعيش معه مهما كلفها الأمر.
وتبدأ رحلة هروب هند من الموت، ضمن محطات عصيبة ومواقف صعبة تواجهها تباعا، ضمن إطار درامي مشوق، ففي كل محطة تذوق أنواعا مختلفة من الموت، لكن دون أن تلفظ أنفاسها الأخيرة. غريزة البقاء تدفع هند للمقاومة حتى آخر أنفاسها لتنجو من الموت.. هل ستنجو فعلا؟
ويرى دعيبس الحاصل على درجة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة تخصص تمثيل وإخراج مسرحي من الجامعة الأردنية، أن الفن لغة للتعبير عن النفس والآخرين، وترجمة إبداعية للمشاعر والأحلام والخيال، ونقل للأحداث والأفكار، فالفن يحقق قيمة جمالية، ويعبر عن المشاعر والخيال، مؤكداً “أن للفن دور وتأثير كبير في حياة الفرد والمجتمع، وأثره بالسلوك وتغيير القناعات بالإيجاب أو السلب، حسب من يستخدمه ويصنعه ويقدمه”، مشيراً إلى أن الفن لا وطن له، ولذلك فإن الفنان الحقيقي يمكن أن ينجح في أي مكان بما أنه يقدم الفن الجيد والمرغوب الذي يرضي ذوق الجمهور ويشبع حاجته.
ويراهن دعيبس، في سياق حديثه لـ”الغد”، على الإنتاج الخاص ببقاء الدراما الأردنية حاضرة في المشهد الدرامي العربي، في ظل غياب الدعم الحكومي لها، مؤكدا في الوقت نفسه أن الوطن مليء بالطاقات الشبابية، داعيا الجهات القائمة على الحركة الفنية كافة لاستغلال هذه الطاقات إيجابيا من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي لهما، من أجل إعادة الدراما الأردنية إلى مكانتها الطبيعية، كما كانت بالسابق في الطليعة، والسباقة في الإنتاج الدارمي على المستوى العربي.
مع إقراره بأن الفن لا يطعم خبزاً، وخصوصاً في الوقت الحاضر، لكن عشقه للفن أجبره على ألا يبتعد عن عالمه الذي وصفه بالجميل، والذي يحبه ويعشقه منذ الصغر، داعيا إلى ضرورة أن تنشئ مؤسسات الإذاعة والتلفزيون الأردني محطة فضائية خاصة بالدراما الأردنية، أسوة ببقية المحطات العربية التي تعنى بالحركة الدرامية الفنية، مشيرا إلى أن وجود محطة خاصة بالدراما يسهم بشكل قوي في ترويج العمل الدرامي الأردني، وينعش الفنان الأردني الذي هو بأمس الحاجة إلى الترويج الإعلامي والتعريف بإمكاناته وقدراته الفنية.
وأكد أن دولاب الحركة الفنية في الأردن لن يتحرك في الطريق السليم، إلا بوجود هيئة حكومية للإنتاج الفني يشارك فيها القطاعان العام والخاص، لكونهما الداعمين الأساسيين في محور الإبداع الفني الثقافي.
ويبين تأثره الايجابي بكل شخصية يؤديها في كل عمل يقوم بتمثيله، وفق ما قال “أقرأ العمل بتأن وأتخيله وأركز فيه وأطبقه على الواقع؛ حيث أعيش أدق التفاصيل، وهذا بحد ذاته يعطيني إصرارا على تقمص شخصية الدور الموكل لي”. ولفت إلى أهمية المسرح كونه فطرة راسخة عند الشعوب، وأحد أشكال وعيها وشعورها، يتداخل فيه الواقع بالأسطورة والمعقول بالمتخيل والوعي باللاوعي، مشيراً إلى أن التعبير الدرامي هاجس إنساني مشترك ومتنفس للاحتياطي الوجداني والفكري عند الشعوب.
ورأى دعيبس الذي تربطه صلة قرابة بالمخرجين حسين وشقيقه أحمد دعيبس وابن عمهما المخرج فايز دعيبس، أهمية أن يتسلح الفنان بالفكر والإبداع وأن يكون واعياً علم اليقين بإشكالية ومشاكل مجتمعه كافة، ما يتطلب، بحسبه، من الجهات كافة ذات العلاقة، إعطاء الفنانين دورا كبيرا لتحقيق التوعية وزرع المبادئ والقيم، وذلك من خلال دعم الأعمال الدرامية والمسرحية باستمرار، والاهتمام بها لكونها ثروة وطنية لإفادة المجتمع.
ويذكر أن دعيبس شارك في العديد من الأعمال الدرامية البدوية من أبرزها: “ذباح غليص”، “هند”، و”أكباد المهاجرة” الذي سيعرض في رمضان المقبل؛ كما شارك في العديد من المسرحيات الجامعية.