Saturday 12th of October 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Sep-2024

حزب الله وحده

 الغد-إسرائيل هيوم

عوديد غرانوت
 
 
 
القنبلة التي القاها أمس في المقابلة الصحفية رئيس إيران مسعود بزشكيان كادت تبتلع في أصداء القنابل التي اسقطها سلاح الجو على مئات أهداف حزب الله في ارجاء لبنان. خلاصة الرسالة: نحن في إيران لا يمكننا أن نسلم بتحويل لبنان الى غزة ثانية – وحزب الله وحده، بدون مساعدة من الخارج لن يتمكن من منع ذلك.
 
 
عني محللون لبنانيون وآخرون بمحاولة فهم اذا كان هذا تهديدا تجاه إسرائيل والغرب ويفيد بان اتساع المعركة في لبنان سيجبر إيران على الانضمام اليها أم العكس بالضبط: إشارة الى حزب الله بان يحظر الا يحطم كل الأواني في المواجهة مع إسرائيل كي لا يسرع نشوب حرب لبنان الثالثة.
إضافة بزشكيان في المقابلة التي جاء فيها ان "طهران لا تريد الحرب" كفيلة بان تلمح بانه وجه أقواله إلى حزب الله بالذات. ففي إيران، التي امتنعت حتى الان حتى عن الثأر لتصفية هنية، يفهمون بان مواجهة شاملة في الشرق الأوسط في الوقت الحالي من شأنها ان تؤدي ليس فقط الى سحق حزب الله"المعقل المتقدم للجمهورية الإسلامية"، بل وأيضا الى المس بحقول النفط ومنشآت النووي لديها.
لم تكن هذه هي المحاولة الوحيدة لتحذير نصرالله من أن يصعد اكثر فأكثر في ردود فعله الوضع المتوتر على أي حال. ففي لبنان يروون ان الولايات المتحدة أبلغت في اليوم الأخير رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري بان "الخطوة الدبلوماسية فشلت والآن لم يتبق أي طريق لكبح إسرائيل".
نصرالله لا يحتاج لهذه الرسائل كي يفهم بانه بقي وحده، بكل معنى الكلمة. وحيدا في محور، فيما أن باقي الجبهات، بما فيها تلك الإيرانية ما تزال تقف جانبا. وحيدا أيضا في الداخل، بينما معظم القادة الكبار الأكثر قربا منه صفتهم إسرائيل. وهذا تواصل أمس أيضا، مع تصفية رئيس منظومة الصواريخ في المنظمة.
هذه العزلة، الى جانب الخوف من أنه "في كل زاوية يختبئ جاسوس أو عميل مع إسرائيل"، تعمق فقط ضائقة الأمين العام. فمنذ بداية الحرب اعتقل حزب الله اكثر من 400 مشبوه منهم 130 اعتقلوا بعد تفجير أجهزة الاشعار المنسوب لإسرائيل. الحراسة على نصرالله اكثر تشددا من أي وقت مضى. والخطاب الذي القاه يوم الخميس الماضي سجل مسبقا لأول مرة، ولم ينقل بالبث الحي والمباشر من الخندق خوفا من ضربة مباشرة.
لكن كل هذه – التصفيات المركزة، القصف الواسع، هجمات السايبر، التحذيرات من كل الاتجاهات واحساس الضائقة والملاحقة – لم تتسبب له بعد بان ينزل عن الشجرة. وبخلاف ما نشر في إسرائيل، فان قسما هاما من منظومة صواريخه للمدى البعيد، بما فيها الدقيقة مخزنة في الخنادق ولم تتضرر بقصف سلاح الجو. كما أنه يقدر بانه سيتمكن من التصدي لغزو بري من الجيش الإسرائيلي الى جنوب لبنان بنجاح اكبر مما للتصدي للتفوق التكنولوجي الإسرائيلي.
في النظرة الإسرائيلية أيضا، يجب الاعتراف بأنه رغم الضربات القاسية التي أوقعت على المنظمة وعلى رئيسها في الأسبوع الماضي لم يسجل تقدم في تحقيق أي من الهدفين: الفصل بين ساحة لبنان وساحة غزة وإعادة سكان الشمال الى بيوتهم بامان. فحزب الله لا يوقف النار.