Thursday 6th of February 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Sep-2016

سورية: إطلاق مبادرة جديدة يعتمد على مناقشات جنيف الروسية الأميركية

 

عمان-الغد- قال المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا امس الخميس، ان اطلاق مبادرة سياسية جديدة بشأن سورية يعتمد على نتائج المناقشات الروسية الاميركية المنعقدة في جنيف حاليا، موضحا :"نحن بصدد تقديم تقرير عن مبادرة سياسية في الأسبوع الذي يسبق الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة".
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي "إننا نتابع العمليات العسكرية التركية في شمال سورية"، مضيفا "نستطيع دخول حلب فورا بمجرد التوصل لهدنة لكن لم نحصل على إجابة من الحكومة السورية على طلبنا بإدخال مساعدات"، معتبرا أن الوقت غير مناسب لمبادرات جديدة بشأن سورية.
كما أكد دي ميستورا أن "المزيد من الخطوات فيما يخص تسوية الأزمة السورية تعتمد على نتائج مشاورات جديدة في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن المشاورات ستستمر حتى اليوم الجمعة أو صباح غد السبت المقبل وبناء عليه واعتمادا على نتائج هذه المناقشات، ونحن بصدد تقديم تقرير عن مبادرة سياسية في الأسبوع الذي يسبق الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة".
 وأشار مبعوث الأمم المتحدة إلى أن القوافل الإنسانية سيتم إرسالها "في أي وقت" حالما يتم تعيين هدنة لوقف القتال لمدة 48 ساعة، كما دعا روسيا والولايات المتحدة وإيران والمملكة العربية السعودية لتسهيل فتح وصول المساعدات الإنسانية إلى مدينة حلب.
وفي موسكو، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إصرار روسيا على إطلاق حوار سوري كامل النطاق من أجل تسوية الأزمة في أقرب وقت ممكن.
وقال لافروف في كلمة ألقاها أمام طلاب معهد موسكو للعلاقات الدولية : "إننا نصر على إطلاق حوار سياسي حقيقي في سورية في أقرب وقت. وسبق أن تم تفويض الأمم المتحدة بإطلاق هذا الحوار، لكنها حتى الآن لا تتسرع في هذا الاتجاه".
وذكر الوزير بأن روسيا تبذل جهودا كثيفة من أجل تسوية الأزمة السورية، ومحاربة الإرهاب، وتخفيف معانة السكان، وهي تعمل دائما انطلاقا من القانون الدولي.
واستطرد قائلا: "عدونا المشترك هو الإرهاب الدولي. ونحن واثقون من أنه لا يمكن محاربته إلا على أساس القانون الدولي تجنبا للكيل بمكيالين، ومع احترام الدور المحوري للأمم المتحدة".
وقال لافروف: "إننا كنا نسترشد بهذه المبادئ، عندما قررنا الاستجابة لطلب الحكومة السورية، وأرسلنا مجموعة من القوات الجوية والفضائية الروسية إلى سورية لمحاربة "داعش" و"جبهة النصرة" والجماعات الإرهابية الأخرى التي تتعاون مع هذين التنظيمين. وبموازاة ذلك، إننا نحقق أهدافا مهمة للغاية تتعلق بتحسين الوضع الإنساني للسكان السوريين ولا سيما في المناطق المحاصرة من قبل المسلحين".
وأكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو تواصل ممارسة نهجها السياسي المستقل، مضيفا أن روسيا لا تنوي الاختيار بين أوروبا وآسيا، بل ستواصل تطوير علاقاتها على كافة الاتجاهات.
وقال لافروف: "إننا نصف نهجنا الخارجي بأنه نهج متعدد الاتجاهات، ويأخذ بعين الاعتبار كافة مسارات التنمية، كما أننا نصفه بأنه مستقل، لأنه من المستحيل أن يكون لروسيا أي نهج آخر سوى نهجها المستقل".
واستطرد قائلا: "إننا لن نندفع إلى أي جانب. إننا دولة أوراسية. هكذا قضى التاريخ والطبيعة وأجدادنا العظماء. ولذلك يجب علينا أن نعمل على كافة الاتجاهات من أجل توفير الظروف الخارجية الملائمة لتنمية البلاد، لرفع مستوى معيشة السكان، بما في ذلك تأمين حدود البلاد وضمان الأمن للمواطنين الروس المسافرين إلى الخارج".
وتابع الوزير أن مراكز قوة اقتصادية وسياسية جديدة تظهر في العالم، وبالدرجة الأولى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والتي تحولت وستبقى قاطرة للتنمية الاقتصادية العالمية. واستطرد قائلا: "تجري هذه العمليات على خلفية فقدان الاتحاد الأوروبي الذي يبقى الشريك التجاري الأساسي لنا رغم العقوبات، مواقعه بشكل تدريجي".
ودحض لافروف المزاعم حول "عزل روسيا دوليا"، مشددا على أن الأغلبية الساحقة من دول العالم لا تشاطر الغرب مقارباته على الساحة الدولية.
وأوضح:" إننا متمسكون بمقاربات تختلف عن المقاربات التي يتم فرضها عن طريق الخطوات الأحادية، وتشاطرنا هذه المقاربات الأغلبية الساحقة من دول العالم، والتي يسكن فيها ما لا يقل عن 80 % من سكان الكرة الأرضية".
وشكك لافروف في احتمال اندلاع حرب باردة جديدة في العالم، مشيرا إلى أنه لا توجد أي مقدمات لذلك في الوقت الراهن.
وتابع أنه من الصعب للغاية المقارنة بين الوضع في العالم قبل نصف قرن والوضع الحالي، موضحا: "اليوم يختلف الوضع جذريا. لكنني لا أرى أي مقدمات لاندلاع نسخة ثانية من الحرب الباردة". وأضاف أنه لم تعد هناك أي خلافات أيديولوجية بين روسيا والولايات المتحدة، بل هناك مبادئ مشتركة خاصة بتطور المجتمعات بصورة ديمقراطية يقبلها كلا البلدين.
وفي الوقت ذاته، أكد لافروف أنه من المستحيل أن تعود علاقات روسيا مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والناتو إلى سابق عهدها. وذكر بأن شركاء روسيا الغربيين يخرقون دائما التزاماتهم في مجال ضمان الأمن، ويرفضون كافة اقتراحات موسكو بشأن تحويل البيانات السياسية في هذا المجال إلى متطلبات ملزمة قانونيا.
كما أكد الوزير استعداد موسكو لتطبيع علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على أساس التكافؤ. واعتبر أن على شركاء روسيا الغربيين أن يقدموا على خطوات عديدة من أجل استعادة ثقة موسكو بهم، والعودة إلى الوضع القابل للتنبؤ في الشؤون الأوروبية.
وفي طهران، أعلن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن عسكريين من روسيا والولايات المتحدة سيلتقون في الساعات القريبة المقبلة للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تنسيق الجانبين في حلب السورية.
وقال ريابكوف في حديث لوكالة "تسنيم" خلال زيارته إلى إيران، "نحن على بعد خطوات من إيجاد حل للوضع الخاص في حلب. وسيلتقي عسكريونا (الروس والأميركيون) من جديد خلال الساعات القريبة المقبلة للتوصل إلى اتفاق نهائي. ولم نتوصل حتى الآن إليه (إلى الاتفاق)".
وأكد أن الجانبين الروسي والأميركي حققا تقدما في الفصل بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة في سورية، قائلا: "حققنا تقدما في هذه القضية ونحاول توسيع نقاط تلاقي الأفكار بيننا وبين الولايات المتحدة حول هذه القضية".
وحول تقييمه لنهج واشنطن خلال المباحثات الأخيرة قال ريابكوف إن الولايات المتحدة الأميركية تتبنى الآن توجها أكثر إيجابية مقارنة بالسابق.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي أن موسكو تبدي رغبتها في التعاون مع واشنطن، مضيفا: "في حال عدم وجود عمليات عسكرية مناسبة نرحب بالتعاون الأكثر عمقا كتبادل المعلومات والاتصالات بين القوات العسكرية للجانبين".
ومع ذلك أشار ريابكوف إلى أن عقبات جميع المباحثات والنقاشات المتعلقة بالقضية السورية كانت تعود إلى النموذج المؤسف للغاية الذي تتبعه الولايات المتحدة، قائلا "نحن على ما يبدو نتفق حول شيء ما لكن في اليوم التالي تقوم واشنطن بإحداث تغيير على الصعيد الميداني فنواجه أفكارا وطلبات وشروطا إضافية جديدة".
وفيما يخص استخدام القاعدة الجوية في همدان أشار ريابكوف إلى أن روسيا لم تستقر في تلك القاعدة الجوية، قائلا: "إن هذا الاستخدام كان ناجما عن بعض الترتيبات المشتركة لروسيا وإيران وكان ذلك شيئا مشتركا توصلت إليه طهران وموسكو".-(وكالات)