Saturday 18th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-May-2024

التهديد المصري المزدوج.. التكتيك

 الغد-إسرائيل هيوم

بقلم: شاحر كلايمن  3/5/2024
 
 
 
بينما كان إسماعيل هنية يتواجد في تركيا، أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل. أعرب عن تقديره لجهود الوساطة التي تقوم بها القاهرة منذ ثمانية أيام، وأوضح له أن حماس تفحص "بروح إيجابية" الاقتراحات لاتفاق لوقف النار وتحرير المخطوفين. مشكوك جدا أن يكون الجنرال كامل صدقه. فهو ما يزال يتذكر كيف أنه زار قطاع غزة قبل ثلاث سنوات والتقى يحيى السنوار وكيف وعدوه بأن يحافظوا على الهدوء.
 
 
وما يزال يعرف المصريون بأنه ليس لهم بديل. فالقاهرة تجثم تحت العبء الاقتصادي الجسيم للحروب من حولها. واكتشف رئيس الوزراء المصري مصطفى المدبولي، هذا الأسبوع، بأن بلاد النيل تستضيف في أراضيها تسعة ملايين لاجئ. الكلفة السنوية - 10 مليارات دولار. قسم كبير منهم من دول افريقيا. في السودان، مثلا، توجد حرب مضرجة بالدماء مع عشرات آلاف القتلى ومئات آلاف اللاجئين. الغزيون أيضا جاؤوا إليها بجموعهم - مائة ألف نسمة.
وإلى هذا، ينبغي أن تضاف الضربة الاقتصادية في قناة السويس، بعد تخريب الحوثيين لمسار الملاحة في البحر الأحمر الذي أدى إلى هبوط عشرات في المائة في مداخيل رسوم العبور في القناة. وحتى من دون هذا، الوضع الاقتصادي المصري ليس لامعا: حسب التقديرات، نحو 60 في المائة من 106 ملايين مواطن مصري يعيشون دون خط الفقر أو قريب منه. والآن، مع إمكانية موجة لاجئين إضافية من قطاع غزة، تبذل القاهرة كل ما في وسعها كي تحقق صفقة مخطوفين وتمنع حملة عسكرية في رفح.
لا يضنون في الوسائل
ليس للسيسي ترف قطر. فالإمارة يمكنها أن تسمح لنفسها بأن ترسل هنية لإقامة طويلة في تركيا. كما أنها غير معنية بفشل إضافي في المفاوضات تسجل على اسمها والانتقادات التي ستتعرض لها بعد ذلك -عن حق أو عن غير حق- من سياسيين في الولايات المتحدة وفي إسرائيل.
المشاكل الاقتصادية لا تقلقها مثلما تقلقها العلاقات مع واشنطن، التي يمكن لإسرائيل أن تخرب فيها. فمنذ زمن بعيد وإسرائيل تكن ضغينة لقطر. ومن السهل النسيان بأن قيادتها استجابت بسرور لتيار السيولة النقدية التي تعزز الردع المصطنع في غزة. ولهذا فإن قطر تبتعد ومصر تقترب.
المصريون لا يضنون بالوسائل. وهم يسربون في كل صوب رسائل متفائلة تحرج حماس وتورطها مع الغزيين، الذين يستجدون أي وقف للنار. وأمس، استدعوا مرة أخرى إسرائيل وحماس لزيارة أخرى في القاهرة.
حسب المنشورات العربية، سجل رجال السيسي نجاحا في ساحة عودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع، وهي مسألة قدمت فيها إسرائيل تنازلات. في موضوع شرط حماس لوقف نار دائم، هم ما يزالون ينتظرون بشائر طيبة.