الراي - الفيس بوك عالم غريب, وقد شرحت لصاحبي أمس عنه, واخبرته كيف أكتشف مزاج الناس عبره.. وقد سألني صاحبي كيف؟.

 

أخبرته بأني أحيانا اضع أغنية لمحمد عبده, وجمهور محمد عبده يتراوح بين (50) لايك إلى (70) فقط.. أحيانا أكتب قطعة نثرية تحتوي على الغزل وجمهور الغزل واسع, وأحصل على ألف لايك على الأقل و(200) تعليق.. الأغنية متاحة عبر اليوتيوب, ولكن الغزل غير متاح دائما..

 

أحيانا أريد أن أحصي مزاج (الكركية) المقيمين في عمان, يكفيني أن اضع بوست بسيط يحتوي على جملة:- (حيهم الكركيه).. يأتيك على الفور (300) تعليق أغلبها تحتوي على رد واحد وهو:- (حي شاربك أخو خضره)... وأتأمل التعليقات وأعرف نسب العشائر.. وأعداد المقيمين.

 

أخبرت صاحبي أيضا, أني أحيانا أقرر أن أكتشف ردود فعل الناس وميولهم بالنسبة لقيادة المرأة للسياره, وأقوم على الفور بتأليف قصة عن سيدة تقود السيارة وهي تتحدث بهاتفها.. بالطبع (بوست) مثل هذا ينتج صراعا أنثويا ذكوريا.. وأنا أقوم من خلال قراءة التعليقات بفهم الأمزجة..

 

أخبرته أيضا عن أهمية قياس نسبة الحميّة لدى الشعب الأردني وهذه مسألة مهمة بالنسبة للدكتور صبري ربيحات بصفته عالم اجتماع.. فأنا أحيانا أضع على صفحتي صورة منسف, وأكتب أسفل الصورة كلمة (أخ) تأتيني في نفس اللحظة (36) دعوة عبر البريد الخاص.. والبعض يقوم بإرسال هاتفه مع كلمة (جيرة الله انت ومين بتحب معك).

 

وفي نهاية حديثي قلت لصديقي, لكن هناك بوست وموضوع إذا وضعته لا ينافسه موضوع أو حدث ويحصل في الغالب على أعلى التعليقات و(اللايكات)، وهو:- وضع صورة الملك أو كتابة مقال عنه.. هنا تتطور المسأله من تعليقات ولايكات إلى (شير) بمعنى:- مشاركة المقال...فأنا حين أريد تفعيل صفحتي وأقرر في لحظة أن يدخلها (5000) شخص اكتب عن الملك فقط.. فهو ما زال الأكثر شعبية والأكثر حضورا والشخص الذي يتفق عليه الكل ويدافع عنه الكل ويحبه الكل.. ثم أغيب لربع ساعة فقط وأعود وأكتشف أن صفحتي أصبحت قصة..

 

قلت لصاحبي يومها هل تريد أن ترى الأمر, حسنا دعني أكتب شيئا حميما عن الملك.. وكتبت, كان عدد التعليقات والأدعية التي نثرت له في أقل من ثلث ساعة يتجاوز ال (150) وفي اليوم الثاني أصبحت ألوفا.

 

أنا صدقا وأقولها بكل ما في القلب من نبض وحياة, أني أحب الملك بكل جوارحي.. ولكن اسمح لنا سيدي فنحن حين نريد أن نفعل صفحاتنا أو ننتج قصة في عمان.. أونزيد في أعداد المشاهدات, نلجأ لصورك أو الحديث عنك فهل تسمح لنا؟.