Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Sep-2019

نتنياهو غير اليمين

 الغد-إسرائيل هيوم

 
أمنون لورد 10/9/2019
 
رغم كل الألاعيب التهكمية، من خلف الانتخابات الحالية تختبئ التيارات العميقة للمجتمع الاسرائيلي. بنيامين نتنياهو هو ظاهرة مختلفة عن زعماء اليمين في الماضي. هذا ما يجعله الذخر الاهم لليمين في الـ 25 سنة الاخيرة. كما أن هذا ما يؤدي بعناصر المجتمع الاسرائيلي المسماة “يسار” – نوع من الوسط البيروقراطي المؤسساتي – التركيز على نتنياهو وفقط على نتنياهو، من اجل حل، ان لم نقل تفكيك اليمين.
لقد بنى نتنياهو ببساطة المجتمع الاسرائيلي من جديد، واثبت بان اليمين في اسرائيل ليس خيار منفى – قومي من النوع الذي حفز مناحم بيغن بل بديلا ناجعا وايجابيا لكل حمل حركة العمل الذي انهار. من يريد أن يفهم من اي حفرة عميقة من الفساد والتعفن الاخلاقي انقذ الليكود – وبخاصة بنيامين نتنياهو – اسرائيل، نوصيه أن يقرأ السيرة التي كتبها آريه افنري الراحل عن لفنسون – “قتل الشخصية”.
بني غانتس، الذي درج على الاستخفاف بقدراته، هو مع ذلك رجل جدي. فقد نجح في أن يجمع حوله حزبا يكاد يساوي في قوته الليكود. اي من رجال الامن ورؤساء الاركان في الماضي لم ينجح مثله في الماضي في هذا الموضوع. واحد الاسباب لنجاح غانتس النسبي هو أنه لم يسارع الى القفز الى مياه السياسة. لم يبث وهو في البزة العسكرية أو بعدها، انه يحركه دافع هدام ما لإسقاط نتنياهو ولإنقاذ شعب اسرائيل. وقد جعل “انا وانت نغير العالم” و “انشودة السلام” موسيقا للمصاعد. ولكن محظور علينا أن نخطئ. أزرق أبيض هو عمليا حزب العمل ذات مرة. الفكرة الاجتماعية – الحزبية حلت محلها فكرة أخوة المقاتلين العسكرية. وعندما انهار القطب الصهيوني لحزب العمل، وكف عن أن يكون حزبا يعنى ببناء الامة، حلت النزعة الامنية محل النزعة القومية. فالنزعة الامنية هي من مؤشرات ما بعد الصهيونية الواضحة. هناك حاجة الى رؤيا قومية للفهم بان الحاجة الى جدار على حدود سيناء والى صفقة غاز، لا تنبع من اعتبارات عسكرية صرفة. كيف قالوا في الجيش الاسرائيلي في ذروة فترة البالونات الحارقة؟ “هذا ليس تحديا عسكريا”.
يعبر غانتس عن الاستراتيجية القديمة التي تستهدف جلب اصوات اليمين بدعوى أننا نرغب فقط في التخلص من نتنياهو. قوة غانتس هي مدى خلفيته الثقافية والايديولوجية. وتسيطر على هذه الخلفية اليوم صحيفة “هآرتس”، يهود اميركا الليبراليون وخبراء م.ت.ف لشؤون السياسة الاسرائيلية.
العنصر الثالث البارز في جولة الانتخابات الحالية هو بالطبع ايفات ليبرمان. في المجتمع الاسرائيلي كانت دوما تيارات من الفوضى والعدمية. فاليمين الراديكالي وكذا اليسار المتطرف يتميزان في هذا المجال. ولكن أجنحة اليمين المتطرف اكبر بكثير من ناحية انتخابية. غير أن هذه التيارات التي اصلها او تعبيره في الاطراف، تمثل ايضا الروح التي تهب في الوسط. لقد الحق ليبرمان ضررا استراتيجيا خطيرا بدولة اسرائيل في أنه منع اقامة حكومة: اسرائيل تبذر المال مباشرة على الانتخابات وتخسر مالا كثيرا اكبر بكثير بتأجيل معالجة العلل الاقتصادية المتراكمة. لقد اهتزت مكانة اسرائيل، والديمقراطية في خطر بسبب عمل تخريبي واحد من ليبرمان. الى جانبه يعد الاصوليون رمز المسؤولية الوطنية، وعلى اساس تأييدهم يمكن ادارة سياسة. الفوضوي وحده يمكنه أن ينجر وراء عبقريات عدمية مثل تلك التي اظهرها ليبرمان. ان مجرد التفكير في صدام هذه القوى الثلاثة في الانتخابات يجب أن تسهل على الناخب الحسم في صندوق الاقتراع.