الغد-يديعوت أحرونوت
يوسي يهوشع - 21/1/2025
الحادثة التي قتل فيها الرقيب احتياط أفيتار بن يهودا بعبوة زرعت في أراضي قرية طمون شمال غور الأردن ليست عملية أخرى فريدة ضد قواتنا بل جزء من سلسلة عمليات. لا تعود العمليات دوما لمنظمة ما. أحيانا تكون هذه شبكة محلية. مهما يكن من امر، يوجد ارتفاع في درجة نوعية أدائهم، وهذا جزء من ميل مقلق يلزم الجيش بالانتقال فورا الى اعمال هجومية ذات مغزى للضغط على المهاجمين. لم يعد ممكنا الاكتفاء بلعبة الدفاع فقط.
طمون هي منطقة عمل فيها الجيش الإسرائيلي قبل أسبوعين، لكن هذه ليست مركزا مثل جنين، طولكرم ومنطقة نابلس. رغم ذلك، زرعت هناك عبوة أصابت سيارة جيب من نوع "دافيد" وتسببت بموت المقاتل واصابة 4 من رفاقه. رغم ان الجيش يدعي بان العبوة كانت مصنعة محليا وليست رسمية المواصفات، الا انها نجحت في أن توقع بسيارة الجيب إصابة ذات مغزى. لم تكن للجيش معلومات عن تفخيخ المحور. كما لم يقدر بانه ستزرع عبوة في مثل هذا المكان. ولهذا فلم تمر في المكان جرافة D9 مثلما يجري مثلا في منطقة مخيم جنين الذي يحتاج لـ "تمشيطه" بشكل مستمر منعا لزرع عبوات ثقيلة هدفها المس بقواتنا التي تتحرك في المنطقة. واذا كان في طمون أيضا بات الجيش يحتاج الى جرافات – وثمة كهذه لم تصل بعد من الولايات المتحدة، فهذا يدل كم تفاقم الوضع. نحن نبلغ هنا عن تغيير الميول في يهودا والسامرة على مدى السنة الأخيرة. واحد من أكثر الميول إثارة للقلق هو استخدام العبوات شديدة الانفجار، التي بعضها بالذات رسمية المواصفات. فايران هي التي ترسلها فالحدود ليست مغلقة والعائق هناك قديم جدا. في بعض الأماكن لم يتغير منذ عهد بلاد المطاردات، سهل جدا اجتيازه.
قبل أسبوع صعدت مركبة عسكرية إسرائيلية على عبوة في قباطية. أصيب ثلاثة مقاتلين اثنان منهم بشكل خطير. يدور الحديث عن منطقة مشابهة جدا لتلك التي وقعت فيها الحادثة امس. قبل نحو شهر أصيبت بعبوة سيارة "دافيد" كانت تقل قائد لواء منشه، العقيد أيوب كيوف، وقائد فرقة يهودا والسامرة، العميد يكي دولف. كيوف أصيب بجراح طفيفة، دولف لم يصب. العبوة كانت شديدة الانفجار، وبالحظ فقط لم نفقد قائدين كبيرين.
ولعله منذئذ كانت حاجة للتعاطي مع هذا الحدث بجدية أكبر والانتقال الى الهجوم، لأنه وقع بعد ذلك حدث العملية القاسية في الفندق في السامرة، قرب كدوميم حيث قتل ثلاثة إسرائيليين. الخلية التي نفذتها كانت مدربة، جاءت مع وسائل قتالية متطورة، فرت بسرعة من الساحة ولم يلقى القبض عليها حتى الآن.
يضيف الوقود إلى الشعلة تحرير مسلحين من السجون في إطار صفقة المخطوفين وريح الإسناد التي تلقتها حماس كنتيجة للصفقة. يمكن الافتراض بانها ستحاول الآن الى جانب الإيرانيين إشعال الضفة – بالعمليات ضد قوات الجيش واهداف إسرائيلية وكذا بأعمال هدفها إسقاط السلطة الفلسطينية والاستيلاء على الحكومة. هذا الواقع من شأنه أن يكون كارثيا على إسرائيل. على هذه الجبهة التي يعيش فيها معا ثلاثة ملايين فلسطيني ونصف مليون إسرائيلي، من الصعب الدفاع عنها.
عزز الجيش فرقة يهودا والسامرة بسبع سرايا، بعضها للألوية المختلفة في ارجاء المنطقة. وسيقيم الجيش حواجز وعوائق امام المركبات الفلسطينية التي سجتاز تفتيشا قبل ان تصعد الى المحاور المشتركة للاسرائيليين والفلسطينيين لأجل محاولة إحباط عمليات إطلاق النار أو العبوات التالية.
لكن كما أسلفنا، توجد صعوبة كبيرة في العمل فقط في الدفاع. المستوى السياسي أدخل جبهة الضفة الى اهداف الحرب. في ضوء التطورات في الشمال وفي غزة، مركز الثقل انتقل الى هناك بشكل رسمي. واذا كان هذا هو الوضع فيجب الضغط على المقاتلين الذين يوجدون هناك بقوة اكبر بكثير.