Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Aug-2019

230 عاماً على الدبلوماسية الأميركية و«صفقة القرن»*د. شهاب المكاحله

 الراي-في نهاية يوليو 2019، كنت وعدد من الزملاء الإعلاميين والدبلوماسيين في حفل وزارة الخارجية الأميركية التي احتفلت يومها بمرور 230 عاماً على نشاطها الدبلوماسي بحضور عدد من النخب السياسية ووزراء الخارجية السابقين ومنهم هنري كيسنيجر. وكانت لي بعض اللقاءات الجانبية مع عدد من السياسيين الأميركيين الذي سألتهم عن ماهية صفقة القرن التي من المُزمع الإعلان عن بنودها السياسية في شهر نوفمبر من العاصمة واشنطن. فكان رد بعضهم أن الصفقة لم تبدأ اليوم بل ابتدأت منذ السبعينات وأنه لا ضير في محاولة معرفة إطار الصفقة والقبول بها من الدول العربية المعنية لأنه لا يمكن أن يستمر الصراع العربي الإسرائيلي إلى الأبد.

 
ومن تلك اللقاءات رشح أن هناك توجهاً لعقد لقاء عربي أميركي في واشنطن لتدارس طبيعة الصفقة ومدى التقدم الذي أحُرز منذ لقاء المنامة تمهيداً لإعلان الشق السياسي والعمل عليه على كافة الأصعدة خصوصاً بعد عودة جاريد كوشنير مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من جولته الشرق أوسطية. ولعل الاجتماع الذي عُقد في الآسكا بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين نهاية يوليو وعلى رأسهم السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، رون دريمر، كان بهدف رسم الخطوط العريضة للصفقة بالتزامن مع الانتخابات الإسرائيلية التي ستجري في ١٧ أيلول القادم.
 
وفي ذلك اللقاء العربي الأميركي المزمع عقده في كامب ديفيد بين مسؤولين عرب وأميركيين، من المرجح أن تعلن الإدارة الأميركية عن الخطوط العريضة لصفقة القرن المكونة من ٦٠ صفحة دون الخوض في التفاصيل لتركها لمشاورات لن تكون ثنائية بل لمجموعات عمل. وهذا ما أكد عليه المبعوث الخاص للمفاوضات الدولية، جيسون غرينبلات في نهاية الشهر الماضي حين قال: «إن صفقة القرن ستكون واقعية» مؤكداً أن الصفقة لا تتعامل مع مصطلح حل الدولتين بل ستركز على التعامل مع حركات الإسلام السياسي مثل حماس والجهاد الإسلامي والوضع السياسي والاقتصادي في قطاع غزة» إذ وصف «التعامل مع تلك الجماعات من العقبات الرئيسة التي تحول دون تحسين حياة الفلسطينيين».
 
وإذا أردنا ان نعرف كُنه الصفقة الحقيقية بالنسبة للاجئين الفلسطينيين، فإننا يجب أن نلتفت إلى عبارات استخدمها غرينبلات: «يجب أن يكون هناك شيء واقعي ولا يمكن الوفاء بالوعود التي قُدمت لهم من قبل. ما نقدمه هو شيء جديد ومثير بالنسبة لهم (الفلسطينيين). الأمر يعتمد على ما إذا كان الجانبان (الفلسطيني والإسرائيلي) على استعداد للتفاوض والوصول إلى خط النهاية»-.
 
باختصار فإن الحل الاقتصادي سينهي الحل السياسي مع وضع لمسات ريعية وخيرية على بعض جوانب التفاوض والتسوية. وليس المهم أن يعلن السياسيون رفضهم للصفقة بل من يستطيع تحويل الأقوال إلى أفعال على أرض الواقع وهذا ما نشهده من الجانبين الأميركي والإسرائيلي في كل يوم.