Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Jun-2019

سوزان رايس: بهذه الطريقة يتجنب ترامب الحرب مع إيران

 القدس العربي

وصفت مستشارة الأمن القومي في إدارة باراك أوباما سوزان رايس استراتيجية الرئيس دونالد ترامب في إصدار أوامر بضرب إيران ثم إلغائها بالفوضوية، واقترحت عليه طريقة لتجنب الحرب مع إيران وقالت إن هناك فرصة لديه ليعيد فتح المفاوضات مع الجمهورية الإسلامية.
وجاء في مقالها الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” “لو صدقنا الرئيس ترامب فقد كان بين الولايات المتحدة وبين شن الحرب ضد إيران 10 دقائق، ولتكن متأكدا أن هذه الضربات لم تكن لترضى بها إيران. وكانت ستعلم بداية حرب مكلفة تعرض حياة عشرات الألاف من الجنود الامريكيين في منطقة الخليج للخطر. وتضع حلفاءنا في المنطقة وإسرائيل في خطر، في وقت ستصدم الاقتصاد العالمي من خلال خنق حركة السفن في مضيق هرمز”.
وتعلق أن ترامب فكر في المسألة بطريقة جيدة وفي اللحظة الأخيرة قرر أن قتل 150 إيرانيا رد لا يتناسب مع إسقاط طائرة مسيرة ربما دخلت المجال الجوي الإيراني. وربما كان قرار اللحظة الأخيرة صحيحا وأفضل من البديل عنه. لكن لا يعني أن مخاطر الحرب اختفت.
 
كمستشارة سابقة للأمن القومي شاركت في العديد من القرارات حول استخدام القوة ،أنا متأكدة أكثر من أي وقت مضى أن عملية اتخاذ القرار في شؤون الأمن القومي أصبحت عاجزة”.
 
وتساءلت رايس عن الطريقة التي قادت الولايات المتحدة وجعلتها في مدى 10 دقائق من دخول حرب حمقاء بدون أن يكون الرئيس قد وازن بين التداعيات؟ وتجيب: “كمستشارة سابقة للأمن القومي شاركت في العديد من القرارات حول استخدام القوة وأنا متأكدة أكثر من أي وقت مضى أن عملية اتخاذ القرار في شؤون الأمن القومي أصبحت عاجزة”.
فلو كان الرئيس ترامب صادقا، ولم يخض بشكل كاف في مخاطر وتداعيات العملية العسكرية قبل أن يأمر بالطائرات إلى الجو. وأضافت رايس أن احتمال سقوط ضحايا مدنيين أمر لا يستهان به ويجب أن يكون جزءا في أي قرار. فهل فشل مستشار الأمن القومي الذي يطالب بضرب إيران منذ عقد من الزمان بتقديم عرض متوازن للموضوع؟ وهناك في النهاية أمل لو لم يكن ترامب يريد حقيقة حربا مع إيران ويهدف لاتخاذ القيادة في مجال السياسة للأمن القومي. ولأنه ولسبب ما قرر عدم المضي في الضربة العسكرية فيمكنه استثمار الانضباط النسبي في فرصة دبلوماسية. ويقول الإيرانيون إنهم تجنبوا ضرب طائرة كان على متنها 35 من الجنود الأمريكيين واستهدفوا بدلا من ذلك الطائرة المسيرة. ولأن كل طرف ساهم في عملية التصعيد لكنهما يقولان إنهما فضلا  خفض التوتر. وسواء كان هذا حقا أم باطلا فهو يمثل فرصة لنزع فتيل التوتر. ولهذا على ترامب التصرف بطريقة واضحة وإرادة قوية كي يخفف من التصعيد.
وأول شيء عليه فعله هو تهميش مستشاره للأمن القومي الخارج عن السيطرة وزميله الآخرـ مايك بومبيو.
ويجب على الرئيس، ثانيا، تضييق وتوضيح الخطوط الحمر للعمل العسكري ضد إيران. وعليه التأكيد على ثلاثة أشياء تستدعي لرد عسكري أمريكي: الهجوم على الجنود الأمريكيين ومواصلة إيران نشاطاتها النووية وهجوم مباشر على إسرائيل. وعلى ترامب تطمين الكونغرس أنه لن يشن حربا غير ضرورية بناء على تفسير لقانون صلاحية استخدام القوة العسكرية الذي مرر عام 2001 لقتال القاعدة.
الأمر الثالث، على ترامب إيصال خطوطه الحمر لإيران وتقديم مقترح لمنع وقوع الحرب. ومن أجل هذا فهو بحاجة لشخصية دبلوماسية متقاعدة غير متحزبة مثل ويليام بيرنز، نائب وزير الخارجية السابق والذي تفاوض مع إيران أو توماس بيكرنغ، السفير السابق ومساعد وزير الخارجية. ولو لم يكن ترامب قادرا على التعامل مع أي شخص خارج فريقه فيمكنه التعامل مع نائب وزير الخارجية جون أوسليفان وإرساله لمقابلة السفير الإيراني في الأمم المتحدة ماجد تخت رفنجي والذي درس في الولايات المتحدة وساعد في التفاوض على الاتفاقية النووية.
رابعا يحتاج ترامب لأن يقدم سلسلة من الخطوات المتبادلة تعطي الطرفين نوعا من الثقة التي يستطيعان من خلالها بناء محادثات مهمة. ويمكن لترامب أن يمنح مثلا عرضا يسمح لها بتصدير اليورانيوم المخصب بدرجة مخففة مقابل تخليها عن خطط زيادة نسبة اليورانيوم المخصب كما تنص المعاهدة النووية. وربما أوقف عمليات نشر القوات الأمريكية في منطقة الخليج مقابل تعهد قوي من الإيرانيين بعدم استهداف الملاحة الدولية. ويجب فحصها إن التزمت بهذا التعهد ومنحها 3 أشهر.
 
أثار بولتون وبومبيو والسعودية وإسرائيل مواجهة قد تجر أمريكا إليها. وبدون القيام بجهود لمنع الحرب فأمريكا تسير في الطريق إلى حرب مكلفة.
 
خامسا، يمكن لترامب أن يقدم “تعليقا” محدودا لخروج الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية ويعطي إيران تخفيفا مؤقتا من العقوبات التي أعاد فرضها عليها لو وافقت على إطلاق سراح الأمريكيين الذين تعتقلهم والتفاوض مع أمريكا وحلفائها حول اتفاقية جديدة موسعة. وفي حالة اثمرت المفاوضات فيمكن توسيع تخفيف العقوبات. وترى رايس أن محو التهديد النووي الإيراني يجب أن يكون أولوية لترامب. فمطلب إدارة ترامب أن توقف إيران نشاطاتها الأخرى في المنطقة فشل لأنه جاء على حساب المعاهدة النووية. ولو نجح الحوار النووي الجديد فيمكن عندها الحديث عن نشاط إيران في المنطقة. وربما لم ينجح هذا المدخل التدريجي بسبب رفض قادة إيران الحوار أو عدم صبر ترامب على الدبلوماسية الطويلة. وربما أثار بولتون وبومبيو والسعودية وإسرائيل مواجهة قد تجر أمريكا إليها. وبدون القيام بجهود لمنع الحرب فأمريكا تسير في الطريق إلى حرب مكلفة. وفي النهاية كان قرار ترامب الخروج من الاتفاقية النووية وإعادة فرض العقوبات قرارا أحمق وارتد عكسا كما هو متوقع.