Saturday 4th of January 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Jan-2025

الهدف السامي.. التخلي عن المخطوفين

 الغد-هآرتس

 
عوزي برعام    31/12/2024
 
التخلي عن المخطوفين وتركهم لمصيرهم هو الهدف السامي بالنسبة لحكومة نتنياهو. صحيح أنه حتى الوزراء التافهين فيها لن يقولوا ذلك، لكنهم يعرفون أن إعادة المخطوفين تعني "الإهانة الوطنية" بالنسبة للذين يبحثون عن النصر الحاسم على ظهرهم. إعادة المخطوفين تحظى بإجماع وطني واضح. لا يوجد عمل يجسد أهمية التضامن مثل إعادتهم. التخلي عنهم للألم والبرد والجوع والخوف، يبدو للمواطن العادي عملا لا أحد يفعله. نتنياهو يحاول توجيه الاتهام لحماس، لكن الجميع يعرفون أنه لو توقف القتال في غزة، فإن المخطوفين سيعودون.
 
 
نتنياهو كان يمكنه الإعلان قبل أسابيع عن إنهاء الحرب في غزة – الحرب التي ستشاهد ضررها أجيال قادمة، من الإسرائيليين والفلسطينيين. الحرب التي وضعت إسرائيل في  الصف نفسه مع أسوأ الشعوب وقادتها إلى ازمة عالمية غير مسبوقة. ولكن نتنياهو لم يفعل ذلك، لأنه يرفض التوصل إلى تطبيع يؤدي إلى الاستيقاظ والعودة إلى التركيز على المشكلات اليومية. هذا السيناريو لن يخطر أبدا بباله قبل تحقيق أهداف الحرب الحقيقية بالنسبة إليه، التي تعرف بمفهوم "النصر المطلق".
النصر المطلق بالنسبة لنتنياهو يعني الاعتراف به شخصيا منتصرا في المعركة، ولا سيما في الشمال، وإزالة كل عامل ينافسه مثل رؤساء جهاز الأمن الذين فشلوا معه في 7 تشرين الأول (أكتوبر). النصر الحاسم سيأتي من ناحيته، عندما سيتم عزل رئيس الأركان من منصبه، ورؤساء جهاز الاستخبارات، ولن يتم تشكيل لجنة تحقيق رسمية، ويتم الإعلان أنه يهودا مكابي الجديد. وزير الدفاع ثقيل اللسان إسرائيل كاتس يساعده في ذلك، في محاولة لتنظيف الصفوف من الذين فجروا البيجرات وعثروا على مخبئ حسن نصر الله والذين خططوا وقادوا الهجوم الجوي في إيران.
من أجل تحقيق هذا "النصر الحاسم"، تجب مواصلة الحرب في غزة. الحديث لا يدور فقط عن مناورة عادية لحرف الانتباه، بل عن جريمة قومية، لأن الحرب هناك انتهت منذ فترة. إن رفض وقف الحرب يعتبر تبريرا للامتناع عن إطلاق سراح المخطوفين ومواصلة التخلي عنهم وإهمالهم المتهور. أي يوم آخر من الحرب في جباليا يجلب معه عبثا الضحايا، الذين لم يسقطوا من أجل اجتثاث حماس، بل على مذبح "النصر المطلق" الذي يرفض أي قرار إنساني.
هذا "النصر" هو منتج حيوي لمن يوجد في حالة الإفلاس، لأنه في نهاية المطاف جميع أجهزة الدعاية والسم لن تستطيع إنقاذه هو وحكومته وعائلته من الإفلاس، الذي يدركه كل الشعب في إسرائيل وحتى قاعدته.