سلام ثم سلام عليكم من الباب الذي يستقبلني حرسه بابتسامة الأردني المشرق، هكذا ادمنت المرور من هنا طوال خمس وعشرين سنة مضت، إذ أمر بمحاذاة الإدارة بحديقتها الجميلة واسترجع وجوه من عرفتهم من تاريخ تأسيس مؤسسة التلفزيون حتى الآن، وأترحم على من قضى وافرح لمن بقي حيا، وتعلو وجهي البسمة حين يستقبلني جيل جديد من دفتر عائلة هذه المؤسسة العتيدة..

 

وحين أقترب من أستديو يوم جديد تقفز عيني إلى الاذاعة التي كان فيها برنامج تراثي لمدة سنة.. لقد انزرع المكان في ذاكرتي وعمق محبتي..

 

وأنا في صالة الانتظار في الاستديو يأتيني فنجان القهوة على عجل ثم اجلس مع معد البرنامج فأفهم من المراد ثم أدخل الاستديو.. هذا ما درجت عليه طوال السنين الماضية..

 

وقد وقر في ذهني منذ ذاك الزمان حتى الآن بأنني في يوم جديد سأكون في رحلة ثقافية جميلة يتم التطواف فيها على ضفاف المعرفة والتاريخ والأدب والتربية والصحة والتراث والفنون وأشياء كثيرة كل ذلك يتم من خلال بعض من حفظت اسماءهم (كاتي وشهد وإبراهيم) ثم ينتهي بنا الأمر إلى علا نيروخ هذه السيدة المحترمة التي تجيد حياكة الكلام الجميل بلسان عربي مبين كما تجيد إدارة المطبخ بنكهة ثقافية عالية المستوى..

 

لا أبالغ إذا قلت إن هذا البرنامج يمثل واجهة متينة لنهارنا الاردني الحضاري البهي.

 

ألف تحية لفرسان هذا البرنامج من المعد والمخرج والمنتج والمصور وكافة أفراد الفريق الذيين يصنعون الاضواء وقد رضوا لأنفسهم ان يكونوا وراء الستارة. واقول لكم: ما منعني من التواجد معكم قبل أيام إلا ( قبضة الأسر الكوروني الباردة).