في مثل هذه الأيام التموزية الحارة شاء أستاذنا المرحوم محمود الكايد رئيس التحرير لصحيفة $ التي كنت اعمل فيها محررا للشؤون الفلسطينية والحزبية والنقابية.. أن أغطي فعاليات «المؤتمر القومي العربي» الذي كان سيعقد في العاصمة اللبنانية بيروت في صيف العام 94 من القرن الماضي..

 

المشاركون في المؤتمر قامات فكرية وقومية بارزة وصلبة من بينهم المرحوم حمد الفرحان وخير الدين حسيب وسليم الزعبي والدكتور صالح ارشيدات والمرحوم ناجي علوش وصلاح صلاح والمرحوم شفيق الحوت ومعن بشور وعشرات الشخصيات الفكرية والسياسية من وطننا العربي الكبير..

 

بيروت في تلك الايام العصيبة ما تزال تمسح جراحها من آثار الحرب الأهلية اللبنانية وبمشاركة إسرائيلية.. فالثقوب في البنايات ما تزال ظاهرة للعيان بارزة وكبيرة من آثار قذائف الصواريخ والمدفعية وعلى مدى أكثر من 15 عاماً شتان بين بيروت التي تركتها العام 1972 بعد انتهاء دراستي الجامعية فيها وبين بيروت بعد الحرب الأهلية الدامية..

 

المؤتمر القومي العربي استمر 4 أيام ليس غير والتوصيات كثيرة ومهمة وأهمها: «أن لا مستقبل لوطننا العربي دون الوحدة الكاملة والشاملة لاقطاره وفي أقرب وقت»..

 

في طريق عودتي من بيروت إلى عمان عرجت الى دمشق وفي جعبتي اسئلة كثيرة وساخنة لـ «لحكيم» جورج حبش الأمين العام للجبهة الشعبية و«أبو النوف» نايف حواتمة.. الأمين العام للجبهة الديمقراطية...

 

لم التق «الحكيم» والتقيت «أبو النوف» اكثر من مرة كان دوما يتأبط باهتمام شديد كتابا لشمعون بيرس عنوانه «الشرق الاوسط الجديد» وكما يبدو لم يكن قد قرأه بعد.

 

صب أبو النوف جام غضبه على ياسر عرفات وجماعة اوسلو ودون أن يقر أو يعترف بأنه الأول الذي دلهم الى هذه الطريق الملأى بالحفر والاشواك..!

 

بعد 15 عاماً خرجت علينا «كوندليزا رايس» وزيرة الخارجية الاميركية بالتبشير مجدداً بالفكرة القديمة الجديدة «الشرق الأوسط الجديد» الذي كان يسميه البريطانيون الشرق الادنى بديلا لـ«ألفكرالقومي العربي» الذي يسميه «الوطن العربي الكبير» ويسخر من المشروع الغربي البريطاني الأميركي ويسميه «الشرق الاوسخ الجديد»..!