Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Jul-2020

ما الذي قاله بولتون عن علاقة ترامب بأردوغان؟

 الغد-تقرير خاص – (أحوال تركية) 18/6/2020

 
يكشف الكتاب الجديد لمستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، المؤلّف من 577 صفحة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان له تأثير كبير على السياسة الأميركية في سورية وغيرها من المناطق الأخرى.
يصوّر الكتاب كيف كانت مكالمات أردوغان المتكررة مع ترامب فعالة في جعل الرئيس الأميركي يفعل ما تريده أنقرة، على الرغم من فشل هذه الطريقة في بعض الأحيان وخاصة فيما يتعلّق بمسألة رجل الدين الإسلامي فتح الله غولن، الذي يتّهمه أردوغان بالوقوف وراء محاولة انقلاب على نظامه في العام 2016، وفي جعل السلطات الأميركية تسقط الاتهامات ضد “بنك خلق” الحكومي، والذي اتهم بالتورط في مخطط يهدف إلى التحايل على العقوبات المفروضة على إيران بين العامين 2011 و2016.
في الصفحة 191 من كتابه، قال بولتون إنه خلال اجتماع بين أردوغان وترامب عُقد في الأرجنتين في 1 كانون الأول (ديسمبر) 2018، وعد الرئيس الأميركي بأن يحاول مساعدة نظيره التركي في قضية البنك:
وكتب بولتون: “قدّم أردوغان مذكرة من مكتب المحاماة الذي يمثل بنك خلق، واكتفى ترامب بتقليبها قبل أن يعلن اعتقاده بأن البنك كان بريئاً من تهمة انتهاك العقوبات الأميركية على إيران. وسأل ترامب عما إذا كان بإمكاننا التواصل مع المدعي العام مات ويتاكر، وهو ما تهرّبت منه. ثم أخبر ترامب أردوغان بأنه سيهتم بالأمر، موضحاً أن المدعين العامين في المنطقة الجنوبية ليسوا من رجاله، ولكنهم من رجال أوباما، وهي مشكلة يمكن حلها عندما يتم استبدالهم”.
وأكّد بولتون في كتابه أن هذا ليس صحيحاً لأن هؤلاء “كانوا موظفين في وزارة العدل، وكان بإمكانهم اختيار نفس النهج إذا بدأ هذا التحقيق في السنة الثامنة من رئاسة ترامب بدلاً من آخر سنة من رئاسة أوباما. وكان الأمر كما لو أن ترامب أراد إظهار أن لديه سلطة مطلقة مثل أردوغان، الذي قال قبل عشرين عاماً عندما كان عمدة اسطنبول أن الديمقراطية مثل القطار، تركبه إلى المحطة التي تريدها، ثم تنزل”.
وأكّد مستشار الأمن القومي السابق أن ترامب قال إنه “لا يريد أن يحدث أي شيء سيئ لإردوغان أو تركيا، وأنه سيعمل على هذه القضية بجد. كما اشتكى أردوغان من القوات الكردية في سورية (وهو أمر لم يناقشه ترامب) ثم أثار قضية فتح الله غولن، وكرر طلب تسليمه إلى تركيا”.
وكتب بولتون: “افترض ترامب أن غولن لن يعيش أكثر من يوم واحد إذا عاد إلى تركيا. وضحك الأتراك، وقالوا إن غولن لا يجب أن يقلق لأن تركيا لا تطبق عقوبة الإعدام. ولحسن الحظ، انتهى الحوار بعد ذلك بوقت قصير… لن نحشد أي نتائج إيجابية من هذه العلاقة مع زعيم أجنبي استبدادي آخر”.
قبل هذا اللّقاء ببضعة أشهر، وبعد اجتماع ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي في تموز (يوليو) 2018، اتصل أردوغان بترامب للتحدث عن القس الأميركي أندرو برونسون الذي كان محتجزاً في تركيا في تشرين الأول (أكتوبر) 2016 بسبب علاقته المفترضة بغولن.
وكتب بولتون: “أثار أردوغان موضوعاً مفضلاً آخر، والذي نوقش مع ترامب كثيراً: إدانة المصرفي التركي محمد هاكان أتيلا، وهو مسؤول كبير في بنك خلق الحكومي التركي، بتهمة خرق عقوباتنا على إيران. وقد هدّد هذا التحقيق الجنائي المستمر أردوغان نفسه بسبب مزاعم اعتماده هو وأسرته عليه لأغراضهم الشخصية، وهو ما سَهُل أكثر عندما أصبح صهره وزير المالية التركي. بالنسبة لأردوغان، كان غولن و”حركته” مسؤولين عن الاتهامات الموجهة إلى بنك خلق، حيث كان كل ذلك جزءاً من مؤامرة ضده وضد عائلته وثروتها المتزايدة. وأراد الرئيس التركي إسقاط القضية، وهو أمر أصبح مستبعداً بعد أن غاصت النيابة الأميركية في عمق عمليات الاحتيال التي تتم عبر البنك. أخيراً، يشعر أردوغان بالقلق من التشريع المعلق في الكونغرس والذي سيوقف بيع طائرات (إف 35) إلى تركيا بسبب إصرار أنقرة على شراء نظام الدفاع الجوي الروسي (إس 400). وإذا أتمت تركيا الصفقة، فسوف يؤدي هذا إلى فرض عقوبات إلزامية ضدها بموجب قانون العقوبات ضد روسيا للعام 2017. كان لدى أردوغان الكثير ليقلق بشأنه”.
وفي الصفحة 185 من الكتاب، تطرّق بولتون إلى محادثات ترامب مع أردوغان حول القس برونسون:
“لكن ما أراده ترامب كان محدوداً: متى سيتم إطلاق سراح برونسون ليعود إلى أميركا، وهو ما ظن أن أردوغان قد تعهد به؟ قال أردوغان إن العملية القضائية التركية مستمرة، ولم يعد برونسون مسجوناً ولكنه بقي قيد الإقامة الجبرية في إزمير بتركيا. ورد ترامب بأنه يعتقد أن هذا غير كاف، لأنه كان يتوقع أن يخبره أردوغان أن برونسون، الذي كان مجرد قس، سيعود إلى بلاده. وأكّد ترامب على صداقته مع أردوغان، لكنه أشار إلى أن إصلاح المشاكل الصعبة التي تواجهها العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا سيصبح أمراً مستحيلا حتى بالنسبة إليه ما لم تقرر أنقرة إعادة برونسون إلى الولايات المتحدة. وبعد محادثات شملت موضوع تيلرسون (وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون)، والمزاعم المحيرة حول غولن (التي ادعى ترامب أنها المرة الأولى التي يسمع بها)، قال الرئيس الأميركي إن أردوغان كرر استحالة أن يعود برونسون إلى الولايات المتحدة. واعتبر الرئيس الأميركي أن هذا هو السبب الذي يدفع الكثيرين إلى تجنب التعامل مع أردوغان، واشتكى بشكل خاص لأن المجتمع المسيحي الأميركي كان مستاء من مسألة هذا القس”.