Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-May-2020

ملفات خلافية ساخنة بين أميركا والصين.. هل ستفضي لصدام بين البلدين؟

 الغد-عدنان السخن

عواصم- تتسع دائرة الخلافات بين الصين والولايات المتحدة إلى أن أخذت منحا خطيرا وصل لحد التهديد من الطرفين، ما يشي أن العلاقات لن تكون بخير بين البلدين في قادم الايام.
ثلاث قضايا رئيسية يتمحور حولها خلاف البلدين بدأت بواكير أولاها في أعقاب اعتراض الرئيس الأميركي دونالد ترامب على اتفاقيات التجارة بين البلدين والتي رأى أنها مجحفة بحق بلاده، الصينيون من جانبهم قاوموا كافة الخطوات الاميركية لتعديل تلك الاتفاقيات وكلما اتخذت أميركا خطوة، بحق المستوردات الصينية اتخذوا خطوة مقابلة، الا أن الجانبين رسخا اتفاقات على مضض بهذا الخصوص، مشكوك في أن تصمد طويلا.
القضية الخلافية الثانية التي أشعلت فتيل تبادل الاتهامات عبر حرب كلامية شبه يومية بين الطرفين، كانت حول مصدر فيروس “كورونا” والذي تسبب بجائحة حصدت مئات الآلاف من الأرواح، فقد اتهمت إدارة ترامب وهو نفسه أن الصين صنعت الفيروس بمختبر بمقاطعة ووهان (منشأ الفيروس)، وأن هذا المختبر لم يتخذ الاحتياطات اللازمة، فانتشر بسرعة كبيرة في المقاطعة وما لبث أن انتشر في العالم اجمع.
كما أن أميركا وترامب نفسه اتهما الصين بإخفاء معلومات مهمة وضرورية حول خطورة المرض من جهة وحول عدد الاصابات والوفيات في بداية انتشار الفايروس في مقاطعة ووهان، وشملت الحملة الهجومية الاميركية منظمة الصحة العالمية والتي اتهمتها بالتواطؤ مع الصين حول حقائق “كوفيد 19” وأعلنت أنها لن تدفع مخصصاتها لتلك المنظمة، وحقيقة أن تصريحات الساسة الاميركيين لم تشتد الا عندما بدأت الولايات المتحدة بتسجيل أعداد كبيرة جدا من الاصابات والوفيات لمواطنيها بسبب الفيروس.
وطالبت الولايات المتحدة بإجراء تحقيق حول الفيروس في ووهان، وتبعتها عدة دول مثل كندا واستراليا، مع تحفظ أوروبي على الموضوع.
الصين من جانبها سخرت كل وسائل الدفاع حيال كافة القضايا الخلافية، فقد أكدت أن الفيروس انتقل من خلال تعاطي متعاملين مع حيوانات غريبة في سوق الاسماك في ووهان، وحددت أنه انتقل بداية من “الخفاش” الى الانسان.
وفي ظل حماسة الدفاع عن بلادهم انبرى بعض المسؤولين وغير المسؤولين الصينيين لاتهام الولايات المتحدة بنشر الفيروس في الصين.
والخلاف البارز الثالث بين الصين وأميركا موضوع تايوان وهونغ كونغ واللذان تعتبرهما الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها، الا أن الولايات المتحدة تتعامل مع هذين الجزأين على أساس أنهما بلدان مستقلان، ما يثير غضب المسؤولين الصينيين الذين يؤكدون على الدوام أنهما ضمن مفهوم “بلد واحد ونظامان”.
آخر الصدامات الاميركية الصينية كانت أمس عندما هنأت الولايات المتحدة الرئيسة الجديدة لتايوان تساي إنغ-ون على تنصيبها لتتحول الجزيرة التي تُحكم ذاتيا إلى مصدر توتر جديد بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.
وحققت تساي فوزا ساحقا في انتخابات كانون الثاني (يناير)، لتتولى الرئاسة لولاية ثانية في نتيجة شكلت ردا واضحا من الناخبين على حملة بكين المتواصلة لعزل الجزيرة.
ونصبت تساي لولاية مدتها أربع سنوات إضافية خلال حفل أقيم أمس واستغلته لدعوة الصين للعيش بسلام جنبا إلى جنب مع تايوان تحكم ذاتيا وإلى خفض منسوب التوتر.
رسالة التهنئة التي بعثها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لتساي وأشاد فيها بـ”شجاعتها وحكمتها” أثارت تنديدا من بكين، التي ترفض أي اعتراف رسمي بتايبيه.
وقالت وزارة الدفاع الصينية إن خطوة بومبيو “خاطئة بل وخطيرة للغاية”.
وأعربت وزارة الخارجية الصينية عن “غضبها الشديد” حيال الرسالة متهمة واشنطن بخرق التزاماتها الدبلوماسية.
وتثير تساي (63 عاما) حفيظة بكين لأنها تعتبر تايوان دولة ذات سيادة بحكم الأمر الواقع، لا جزءا من “الصين الواحدة”. ومنذ وصولها إلى السلطة عام 2016، رفضت الصين التحاور معها وكثفت الضغوط الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية على الجزيرة.
وتعتبر بكين تايوان جزءا من أراضيها وتعهدت مرارا بانتزاعها بالقوة إذا لزم الأمر.
وتعتبر واشنطن تايوان بأنها حليف رئيسي، بل إنها ملزمة من قبل الكونغرس ببيعها أسلحة لتضمن قدرتها على الدفاع عن نفسها بالطبع ضمن مقاييس القوة مقابل الصين.
وازدادت العلاقات قوة بين تايبيه وواشنطن بشكل إضافي في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بينما تدهورت الاميركية في المقابل مع الصين.
وتتطلع الصين إلى تطبيق نموذج قائم على مبدأ “بلد واحد بنظامين” كما هو الحال مع هونغ كونغ، الذي من شأنه أن يسمح لتايوان بالمحافظة على بعض الحريات مع خضوعها لسلطة الصين القارية.
لكن تساي أوضحت أن تطبيق هذا المبدأ في تايوان غير مقبول. وقالت في خطاب تنصيبها “لن نقبل باستخدام سلطات بكين (نموذج) “بلد واحد بنظامين” للتقليل من شأن تايوان وتقويض الوضع الراهن عبر المضيق”.
وجددت دعوتها إلى بكين للتحاور بينما حضت الرئيس الصيني شي جينبينغ على العمل معها لتخفيف التوتر. وقالت “لدى الجانبين مهمة إيجاد طريقة للتعايش على الأمد الطويل ومنع ارتفاع منسوب العداوة والخلافات”.
وحُكمت تايوان (التي تعرف رسميا بجمهورية الصين) بشكل منفصل عن البر الرئيسي الصيني منذ 1949 بعدما خسر القوميون الحرب الأهلية أمام الشيوعيين وهربوا إلى الجزيرة لتأسيس حكومة موازية.
وعلى مدى عقود، اعتبر قادة تايوان أنفسهم الممثلين الحقيقيين للصين بأكملها رغم اعتراف غالبية الدول دبلوماسيا ببكين.
لكن مع انتقال الجزيرة إلى الديمقراطية منذ تسعينيات القرن الماضي، ظهرت هوية تايوانية ولم يعد كثيرون يسعون لأي شكل من أشكال التوحد مع الصين.
وأثار الأمر قلق بكين التي تشدد على أن أي إعلان استقلال رسمي من قبل تايوان سيشكل تجاوزا للخط الأحمر.
وعقب خطاب تساي، حذر مكتب الشؤون التايوانية في الصين من أن بكين “لن تتسامح إطلاقا” مع انفصال الجزيرة.
بدورهم، أشار محللون إلى أن خطاب تساي في الحقيقة كان تصالحيا.
وفي تايبيه، قال جي. مايكل كول المتخصص ببرنامج تايوان في جامعة نوتنغهام إن “الرئيسة تساي رسمت خطوطا واضحة وحددت عدة أمور غير قابلة للتفاوض بينما قدمت تنازلات خطابية كافية كان بإمكان القيادة في بكين، إن أرادت ذلك، الاتفاق معها عليها”.
وأشار المحلل السياسي من “جامعة نورمال تايوان” فان شيه-بينغ إلى أنها “تطمئن الولايات المتحدة كذلك بأنها لن تتهور ولن تتسبب بالمشاكل”.
ورغم ثخانة الملفات الخلافية وسخونتها بين العملاقين الاقوى في العالم إلا أن معظم المحللين لا يرون أنها ستكون مدعاة لحرب بينهما، ويعتقد كثيرا منهم (المحللين) أن وعود ترامب بحملته الانتخابية لمحت الى أنه لن يخوض معارك تتسبب بمقتل الاميركيين حتى أنه يعمل على إعادة جنود بلاده من مناطق مختلفة من العالم مثل سورية والعراق وأفغانستان.
ويرجح محللون وخبراء أن ترامب سيتجنب أي صدام عسكري لانه يرى أنه سيضر بمصلحته في الانتخابات وهو يسعى للظفر بولاية ثانية.
من جانبها الصين يرى محللون أنها تعزز موقعها في العالم في خلال التجارة والصناعة وهدفها الرئيس تحقيق معدلات نمو عالية، ولا تريد معيقات تجاه أهدافها التنموية، وأن آخر من تفكر فيه هي حرب تقوض مساعيها، رغم أنها منذ عقد تقريبا تسعى جاهدة لتعزيز ترسانتها الحربية.