Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Nov-2021

القدس ترسم صورتها كتاب جديد للمعيني يتأمل دلالات وجماليات المدينة في شعر سعد الدين شاهين

 الدستور-نضال برقان

 
ترسم القدس صورتها البهية الأبية الصابرة لكل ما فيها، وبكل ما لها، وما عليها، من معالم حضارتها الراقية، وتاريخها وإرثها العريق، وأمجادها التليدة، وعمرانها الفريد، وثقافتها المتنوعة، وأهلها ومجتمعها وشخصياتها والأبطال والشهداء على أرضها من المقدسيين المرابطين في بيوت العبادة، وفي سبيل تأمل هذه الصورة في الدواوين الشعرية للشاعر سعد الدين شاهين، والذي أمضى أكثر من خمسين عاما يصنع الكلمة الشعرية الوردية/ المقدسية، ويؤصلها ويجملها، ويوفر لهت منصات الوجود والبقاء والاستمرارية، يأتي الكتاب الجديد للباحث والأكاديمي د. عبد الحميد المعيني (القدس ترسم صورتها في شعر سعد الدين شاهين/ الدلالات والجماليات)، وهو الكتاب الذي صدر حديثا عن دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع في عمان.
 
الكتاب نفسه جاء في ثلاثة أقسام:
 
الأول: القدس المدينة: الشخصية والسيادة والكيان الحضاري والمكان والزمان والشاعر والصورة.
 
الثاني: القدس: الصورة الشعرية، الدلالات والجماليات الأبعاد والقضايا والبيئات.
 
الثالث: القدس: الدواوين الشعرية، القراءة والتحليلات.
 
أما الدواوين الشعرية التي تعامل معها المؤلف فكانت على النحو الآتي: ديوان البشرى، على دفتر الحلم، مرتفعات الظل، عطش النرجسات، مراسيم لدخول آمن، أرى ما رأته اليمامة، وحيدا سوى من قميص الأغاني، نزف بريء، اعتقد بالماء خلف السد، حملت رأسي واتخذت السندباد.
 
وبحسب د. المعيني فإن تلك الدواوين سجلت حضور القدس فيها، وأضاءت بصمات صورتها التي رامت تشكيلها، وقد سطر أهلها المرابطون عند باب عمودها، وعلى ساحات مسجدها الأقصى المبارك، وعند كنيسة قيامتها، ملاحم الصمود والصبر والانتصارات بإذن ربها، وكانت القدس في هذا المشروع الشعري أهم عناصره وأهدافه ومراميه، وظلت هي البوصلة والتوجه والاتجاه والرؤية والعيون والدروب طيلة سبعين عاما الماضيات، ولعلها الآن قد اقتربت أكثر من أي وقت مضى في مسافات الوصول إلى قدس الانتصار..
 
ويتابع المؤلف من خلال النتائج التي توصل إليها عبر بحثه: ولهذا كتبت القدس ديوانها المقدسي الخاص بها، ودونت فيها مفرداتها القدسية الطيبة المقاومة والمدافعة عنها في هذا الشعر، وكانت قصيدة القدس هي المنجز الإبداعي العالي الجودة، والسامي المسعى والمقصد، ولم تستطع قوة الاحتلال الغاشمة أن تبعد القدس عن أرضها وترابها وأسوارها وبواباتها وموقعها وسكانها ومقدساتها.
 
ويبيّـن د. المعيني أن كل الصور التي جاءت في قصائد الدواوين العشرة التي درسها لشاهين «تدلل بجلاء على حق العودة ورفض الشتات والمنافي، وعلى حق المقاومة والتحرير، وعلى قدرة الثبات والبقاء في الأرض والوطن، وتعميق المشاعر والأحاسيس بهوية القدس الدينية ومعالمها التاريخية والحضارية والفكرية والسكانية والعمرانية، وأبرز تلك الصور: صورة القدس المدينة الصابرة والصامدة.
 
وحول الشاعر صورة القدس والعدو عبر قصيدة (قفا نبك)، وفيها يقول: «قفا نبك كل البكاء حرام علينا/ إذا استفقنا على ورم/ حط أثقاله وارتخى/ كي يثير الرجولة فينا/ تقبلني صرصر الريح أنى اتجهت/ وتفضي لي السر/ لا تحفلوا بالمدينة/ بعض المباني تعري حجارتها/ كي يمر الزناة على عجل/ من ثقوب الوريد..». ويتساءل صاحب الكتاب بين يدي القصيدة: «لماذا يجبن المتخاذلون، فلا يدافعون عن أوطانهم، ويسمحون للأعداء الزناة أن يحتلوا بلادهم، ومصادرة حياتهم؟ وكيف لنا أن نبكي والبكاء حرام في مثل هذه المواقف؟ وما شأننا وهذا التناص البكائي الذي أطلقه امرؤ القيس قبل أزيد من ألف وخمسمائة عام؟ وهل نقبل صورة هذا الورم الذي فتك بالوطن وأقام فيه؟ فلاحتلال مرض خبيث فتاك، ولكن الشعب سيستأصله بإذن ربه.
 
يذكر أن الشاعر سعد الدين شاهين كان ولد في القدس، سنة 1950، وقد حصل على شهادة الدبلوم من معهد المعلمين للآداب سنة 1970، عمل في التدريس والإدارة والإشراف التربوي في الإمارات العربية المتحدة (1971-1985). أسس مؤسسة تربوية خاصة في عمّان سنة 1984وهو مديرها العام منذ تأسيسها، كما يرأس هيئة المديرين في الشركة العربية للصناعات البلاستيكية الطبية منذ سنة 1990، ويرأس هيئة المديرين في شركة العميد للصناعات الدوائية منذ سنة 2010. عضو في رابطة الكتّاب الأردنيين، وشغل عضوية هيئتها الإدارية أكثر من مرة، وتولّى أمانة السر فيها (2000-2004)، كما رأسَ نقابة أصحاب المدارس الخاصة في الأردن (1993-1996)، وأسس فرقة الأجنحة للتراث والفنون في عمّان سنة 1990. وقد فاز بالمرتبة الثانية في جائزة الخليج للشعر العربي التي نظمها صحيفة (الخليج) الإماراتية عام 1990 عن مجموعته «ديوان البشرى»، حازت أغنية «لي دوري بحياة أفضل» من كلماته، الجائزةَ الثانية لأفضل عمل غنائي محلي متكامل في مهرجان أغنية الطفل العربي الثامن الذي نظمته وزارة الثقافة سنة 2002.
 
أما د. عبد الحميد المعيني فقد عمل أستاذا وقياديا في عدد من الجامعات الأردنية والعربية، ومن ذلك عمله «عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والتربوية - جامعة العلوم الإسلامية العالمية في عمّان»، وهو حاصل على الدكتوراه في الأدب والنقد - جامعة القاهرة - 1980 - مرتبة الشرف الأولى - عنوان الرسالة: شعر بني تميم في العصر الجاهلي «جمع وتحقيق ودراسة».وعلى الماجستير في الأدب والنقد - جامعة القاهرة - 1976 - عنوان الرسالة: شعراء عبد القيس في العصر الجاهلي «جمع وتحقيق ودراسة». وعلى ليسانس في الآداب - اللغة العربية وآدابها - جامعة دمشق 1966 – وتجاوز عدد مؤلفاته الأربعين، وقد ترأس عددا من برامج اعتماد البكالوريوس والماجستير في جامعات مختلفة، وترأس وشارك في عدد من المؤتمرات والفعاليات الأدبية والعربية.