Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Jun-2019

محمود الشلبي يُشهر ديوانه الجديد «حقائب الظل» في «كتاب إربد»

 الدستور- عمر أبو الهيجاء

وقع الشاعر الدكتور محمود الشلبي مساء يوم الأربعاء الماضي، في فرع رابطة الكتاب في إربد، ديوانه الشعري الجديد»حقائب الظل»، وسط حفاوة كبيرة من الحضور، وشارك في حفل التوقيع الشاعر والباحث د. سلطان الخضور والناقد المهندس ناجح الخطيب، وأدار مفردات الحفل الأكاديمي الدكتور محمود الحموري الذي استعرض بأسلوبه الشفاف سيرة وملامح التجربة الشعرية للشاعر الشلبي الذي تتلمذ على أشعاره وكتاباته أجيال مختلفة، مؤكدا أن الشاعر يعد مدرسة مهمة في الأردني والعربي.
إلى ذلك قدم د. الخضور قراءته النقدية التي حملت عنوان «أحلام الشاعر د. محمود الشلبي تطل من حقائب الظل»، قال فيها: ليست صدفة أن يزخر ديوان الدكتور محمود الشلبي الأخير الموسوم بحقائب الظل والصادر هذا العام عن دار اليازوري للنشر والتوزيع، ليست صدفة أن يزخر بالأحلام، فمن يعاين الديوان لا يحتاج إلى جهد كبير ليكتشف أنه ديوان حالم لشاعر حالم، وإن اختلطت مفرداته الحالمة بالحنين إلى الماضي أحياناً ورفض الحاضر أحياناً أخرى، نجده قد نجح في عملية مزج كيميائية ما بين هذا وذاك وما بين الحلم الذي سكن معظم قصائد الديوان، وقد عبر الشاعر عن أحلامه في حقائب الظل تصريحاً لا تلميحاً فقد وردت كلمة حلم بصورها النحوية المختلفة في قصائده الثمانين التي احتواها الديوان ما ناف عن الخمسين مرة، إضافة لما ورد في القصائد من كلمات توحي بالحلم وتعزز أهميته مثل» الطموح الواردة في القصيدة الأولى من الديوان والمعنونة ب «فاتحة»ومفردة الأمل الواردة في قصيدة»للقلب حكمته» في جملة «ما أبعد الأمل المعلق.
وأكد د. الخضور أن الحلم عند الدكتور الشلبي حالة تراكمية متوالدة، فقد يبنى على ما تحقق، ومن الممكن يفرخ الحلم أحلاماً أخرى قد تتساوى معه أو تنقص أو تزيد،فها هو في قصيدة بوصلة الطريق ينقطع حلمه ويكمله في اليوم التالي لأنه يعيش حالة من القلق ويتابع سيره إلى الديار وإلى الذكريات، ويربطها بالحاضر من القول.يقول في قصيدة بوصلة الغريق(قاطعت حلمي عند منتصف الحكاية، فقلت أكملُه غداً...فالليل يوسعه الهوى،والحب يحرس نفسه، فنزعت حلم مخدتي من وطأة القلق،المقيم،...إلى أن يقول فسرت إلى الديار الحافلات بموطن الذكرى وخاطب كلُّ شيءٍ أمسَه.)
المهندس الخطيب في قراءته الرصينة حول ديوان «حقائب الظل» التي استهلها بالإشارة إلى أن ما بين الحقائب والظل وشيحة وُثقى، فكلاهما مؤشر على الزمان وعلى المكان. فالحقائب هي التعبير عن الرحيل، والرحيل يقتضي الانتقال من مكان الى آخر ومن زمن الى آخر، أما الظل، في الأصل، هو المؤشر الأقدم على الوقت .... ويكفي أن أذكر بأن أوقات الصلاة وهي عماد الدين عند المسلمين كانت – قبل اختراع الساعة – مقرونة بالظل، ولكن الظل عند الدكتور الشلبي له أكثر من دلالة، فهو الذكرى، وهو الوهم، وهو الطيف الملهم، وهو الشبيه، وهو الأثر الذي يتركه المرء، وهكذا تعيد الذاكرة تشكيل طفولتها يوما ً إثر يوم مراوحة بين الملذات النادرة، والكروب المتكررة، فتنجذب الروح الى خفة الجناح وتنحاز الى الطبيعة (رمز الزمن المتجدد) والهواء الطلق وأسراب الفراشات، واللافت أن الأطفال لا يدركون الزمان التاريخي فهم جزءٌ من عالم الطبيعة الذي لا يعرف الزمان . وقد اختار الدكتور محمود الشلبي قصائد لتعبّر عن كل هذه الخلجات.
وأضاف الخطيب، أنه وفي النهاية لا بأس أن نستنتج أن الخطاب الشعري أو ما أطلقت عليه الناقدة يمنى العيد (القول الشعري) لدى الدكتور محمود الشلبي يرتكز على قلق وجودي شخصي مندغم بقلق جمعي، وعلى تشاكل مع المصدر الذاتي لا مفرّ منه إلا إلى الشعر، حيث يصير الشعر هنا الحياة البديلة التي تُخلّد في المداد، ولكي يؤسس قوله الشعري كان لا بد من ركيزتين أساسيتين هما: الموسيقى والانزياح، الكلمات حروفا ً ودلالات تدُينها في كثير من القصائد من الغنائية والاحتفال، مشيرا إلى أنه في نهاية الديوان فقرة حرص الدكتور الشلبي أن يقولها كي لا يطمع الذي في قلبه مرض «يراودني هاجس لا يُمَلُّ/ فهل كنت ضيفا ً ومهّدني للغياب القضاء/ وآثرت أن أكتب الشعر/ ممتلئا ً بالرحيل/ فأسمع صوت الكلام/ إلا إنني مثقل ٌ بالسؤال المؤبد في خاطري/ كلما قادني للبقين الجواب/ وأعربَ قلبي عن خفقه/ حين أوّلت حلما/ وأطفأت شمع الختام». وفي نهاية الحفل قرأ الشاعر د. الشلبي مجموعة من قصائد الديوان مستحضرا طفولته وعلاقته بوالدته شيخة العزام، قصائد استحوذت على إعجاب الحضور وتفاعلهم معها.