Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Jan-2018

ماذا لو؟ - د. محمد حسين بريك

 الراي - الايام الاخيرة من العام الماضي ذكرتني بقصة قرأتها في مقالة او خبر في صحيفة الرأي قبل ما يقرب من عشرين عاما عن عائلة اميركية قررت قبل اسابيع قليلة من بداية عام جديد ان تتوقف عن شراء المنتجاتالصينية و لمدة عام، و بالفعل بدأ العام الجديد وبدأت العائلة في تنفيذ ما عزمت عليه.

بعد ايام قليلة سنستقبل عاماً جديدا و الكثير منا يتابع مناقشات اللجنة المالية في مجلس النواب لمقترح موازنة الدولة للعام الجديد
و ما تتضمنه هذه الموازنة من تغيرات على آليات تقديم الدعم للخبز و كذلك الاجراءات التي تحد من التهرب الضريبي من اجل الوصول
الى مرحلة الاعتماد على النفس كما اشار جلالة الملك في خطبة العرش التي القاها في افتتاح الدورة العادية لمجلس الامة.
الحكومة تبذل جهودا كبيرة من اجل البحث عن حلول لمشاكلنا الاقتصادية و تسعى جاهدة لايجاد اسواق بديلة لصناعاتنا الوطنية و لا
يخفى علينا تلك الجهود التي تبذل في دول افريقيا من اجل الوصول الى اسواق جديدة بعد ان فقدنا جزء كبير من الاسواق التقليدية
لمنتجاتنا الوطنية.
لست مختصا بالشأن الاقتصادي و لكن حبي لوطني و حرصي الاكيد على الصناعة الوطنية هما ما دفعني لكتابة هذه السطور. منذ
فترة طويلة اتحرى عندما اشتري مستلزماتي و مستلزمات الاسرة ان تكون من الصناعات الوطنية ان توفرت، و صدف اني تعوت على
شراء احد المنتجات و هو صناعة ايطالية و كنت اشتريه كنوع من رد الجميل للبلد الذي تعلمت فيه و لكني توقفت عن شراء هذا
المنتج لصالح منتج شبيه يصنع في الاردن.
ماذا لو اتجهنا نحن الاردنيون جميعا و من بداية العام الجديد بعد ايام قليلة ان نعطي الاولوية للمنتج الاردني حتى لوكان بسعر اعلى
قليلا من ذلك المستورد على الرغم من ان كثيرا من المنتجات الوطنية تنافس المستورد من حيث السعر و الجودة. اعطاء الاولوية
للمنتج الوطني سيؤدي حتما الى تطور هذا المنتج و زيادة قدرة الصناعات الوطنية على ادخال منتجات جديدة و بالتالي تطور الصناعة
الوطنية و سيؤدي الى خفض التكاليف مما يودي الى زيادة قدرة هذه الصناعة على المنافسة في الاسواق الخارجية، هذا كله سيعمل
على خلق فرص عمل للعديد من الشباب الاردني العاطل عن العمل و الذي بدوره سيؤدي الى القضاء او التقليل من الكثير من الظواهر
الاجتماعية المتلازمة مع البطالة.
القطاع الصناعي ايضا يجب ان يؤدي واجبه تجاه الوطن من خلال ممارسات مختلفة منها على سبيل المثال اعطاء الاولوية في التشغيل
للشباب الاردني و ان يبذل المسؤولون في هذا القطاع جهودا من اجل تدريب و تأهيل هؤلاء و كذلك ان يتحمل هذا القطاع مسؤوليته
المجتمعية بشكل فعال و مستدام و لا اعني في هذا المقام توزيع كسوة الشتاء او طرود الخير في رمضان، و من الواجبات ايضا
التواصل مع المستهلكين من اجل التغذية الراجعة حول منتجات الصناعة الوطنية مما يؤدي الى تطويرها.
ان اقبالنا على شراء المنتج الوطني سيعود بالنفع على الجميع و بالتالي على الوطن، هذا الوطن الذي ليس لنا غيره.
m.break@jpu.edu.jo