الراي - أهم ما يميز الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك عبد الله الثاني انها تعلقت بالشباب التعليم كأهم قطاعين. لقد كانت الورقة مختلفة في طروحاتها عن أوراق جلالة الملك الستة السابقة وما زالت الفعاليات المختلفة تحاول الأبحار والأمعان في قراءة مضامينها وفي وضع تصور لكيفية تطبيق الرؤية الملكية التي صيغت بكلمات من نور.

 

لقد كلفت طلبتي في الجامعة بقراءة الورقة السابعة ومناقشة مضامينها في الغرفة الصفية من وجهة نظرهم كشباب هذه الامة وعنوان نهضتها، وكم سرني حماسة الشباب واحساسهم بالفخر بالإهتمام الذي ما زال قائد الوطن يوليه لهم ولأهم قضية متعلقة بهم وهي التعليم.

 

لقد اعتبر جلالته أن أساس نهضة الامة هو التعليم ولقد جاءت ورقة جلالة الملك السابعة كأضاءة على مجموعة من المحاور المهمة التي لابد من تكثيف الجهود لوضع برامج وأدوات لتطبيق هذه المحاور والمضامين المهمة لإثراء قطاع التعليم وإعطاء المزيد من الاهتمام لقطاع الشباب خصوصاً أن المجتمع الأردني مجتمع فتي. فالشباب هم أمل المستقبل وسر نهضة الأمة كما أسماهم جلالة الملك وبالتالي لابد من تنميتهم والأهتمام بتعليمهم وتطويرهم ودعهمهم للمشاركة في تنمية المجتمع.

 

أن التسارع الشديد في تطور العلوم والتكنولوجيا خلق تحديات جمة امام قطاع التعليم وفرض علينا طرح تساؤل حول مدى قدرة وكفاءة البرامج التعليمية المتوفرة لدينا على مواكبة التطور الحاصل، مما حتم على المسؤولين في قطاع التعليم التوجه نحو تطوير وأصلاح التعليم في مختلف الأطر سواء في المناهج أو تطوير القائمين بالعملية التعليمية أو تطوير بيئة التعليم المادية والمعنوية.

 

لقد طرح جلالة الملك فكرة الاستثمار في التعليم وأكد على أن الاستثمار فيه هو الأنجح والأهم وفي ذلك اضاءة واضحة على أهمية الأستثمار في تطوير جيل يمتلك مهارات علمية ومعرفية وتقنية وانسانية يمكن أن تفيد المجتمع وتساعد على تخريج شباب قادرين على خلق فرص عمل لانفسهم باستخدام مفاهيم ريادة الاعمال بعيدا عن الأعتماد التقليدي على القطاع العام او الخاص، خصوصا في ظل تطور ما يسمى أقتصاد المعرفة الذي يوجه نحو فكر وأطار عمل جديدين يدعمان الاستثمار برأس المال الفكري بدلأ من الموارد المادية فقط. إن توفر مناهج تساعد على التنوع وقبول الاختلاف والتفكير الناقد والتحليلي من أهم المضامين التي طرحتها الورقة ولتطبيق ذلك لابد من تعريف وتأهيل الطلاب للعمل في الشركات الافتراضية من خلال اعطائهم المهارات اللغوية والحاسوبية التي تساعدهم على الحركية والتفاعل مع الاخر. وذلك لن يكون دون تعزيز أدوات واساليب حديثة في التعليم والإبداع في استخدام الادوات التكنولوجية المتاحة للتعليم، اضافة الى الاهتمام بتوجيه التعليم نحو اقتصاد المعرفة ومهارة تطوير مجتمع المعرفة وذلك لا يمكن تطبيقة الا من خلال الاهتمام بالتكنولوجيا وتطبيقاتها المتعلقة في مجال الاستثمار في الاعمال الالكترونية.

 

تعتبر التكنولوجيا وحوسبة التعليم من أهم أدوات النجاح التي تساعد في الخروج من أسلوب التلقين ومن بوتقة صناعة بنك معلومات في عقل الطالب دون قدرة على عكس هذه المعلومات وتطبيقها في الواقع مما ينقلنا نحو المفهوم الأهم الذي اشار له جلالته وهو تطوير المناهج.

 

أن تطوير المناهج أساس العملية التعليمية ولقد دعى جلالة الملك في الورقة الى ضرورة تطوير مناهج تناسب الظروف الحالية وتفتح أفاقاً للدخول الى المستقبل والبعد عن المناكفات. ولتطبيق ذلك لابد من تطوير مناهج قوية تساعد على تقوية المهارات المختلفة للطلبة ولابد من أن تضم لجان تطوير المناهج فعاليات من المجتمع المحلي والصناعي وسوق العمل أضافة الى المختصين التربويين والمعلمين مما يؤدي الى النهوض بالعملية التعليمية وتطوير الفكر الشبابي الأمر الذي يحقق رؤية جلالة الملك في صناعة وتطوير العقول المفكرة والايدي العاملة الماهرة والمدربة مما يساهم في إيجاد مختبرات لتقوية مهاراتهم.

 

أن تطوير المعلمين يكون من خلال التدريب المستمر وحضور الندوات والمؤتمرات العلمية التي تزيدهم علما وكفاءة، مع الأستمرار في حثهم على إستخدام أساليب التعليم الحديثة التي تشجع التفكير الناقد والتحليلي.

 

أن التنوع والاختلاف واحترام الأخر ومهارة الحوار مفاهيم مهمة تضمنتها الورقة النقاشية الملكية مع التركيز على أهمية المحافظة على الهوية الوطنية والثقافة العربية والقيم واللغة العربية وسيكون ذلك من خلال تعظيم أهتمام الطلبة بلغتهم وتدريسها بطريقة تظهر جمالية اللغة الثرية وحث المتعلمين على محبة لغتهم الام والأبحار في كل ما يتعلق بها من شعر ونثر وثقافة وحضارة عربية أصيلة.

 

أن الورقة النقاشية السابعة تضمنت كلمات من ذهب تفتح طريقاً نحو أساليب حديثة بالتعليم. أن أهم ما يميز الاوراق النقاشية لجلالة الملك أنها تشير الى إضاءات وكأنها نقاط نور إذا اتبعتها تصل الى نتيجة عنوانها مزيد من الأزدهار والتطور في مختلف القطاعات.

 

A_altaher68@hotmail.com