Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Sep-2017

هل الإدارة الأميركية جادة في دعم عملية السلام؟ - د.جورج طريف

 

الراي - تتناول وكالات الأنباء في تقاريرها هذه الأيام، انباء حول نية الولايات المتحدة الأميركية في بذل الجهود لاعادة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات في محاولة لتحقيق تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط تضع اساسا لعملية سياسية يمكن ان تؤدي في النهاية الى ايجاد حل للقضية الفلسطينية يرضي جميع الاطراف المعنية بعملية السلام.
 
غير ان اسئلة كثيرة تطرح في هذا الاطار نذكر منها على سبيل المثال: هل ما تبذله واشنطن من جهود يرقى الى المستوى المطلوب لحل اخر وربما أصعب قضية على وجه الأرض بسبب التعنت والصلف الاسرائيلي الذي يظهر بوضوح في ممارسات الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو والتي تتمثل في استمرار مشاريع الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية وتهجير أهلها الأصليين واقامة المستوطنات اليهودية عليها، ومحاولاتها تهويد الاراضي الفلسطينية في القدس والضفة الغربية ضاربة عرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية التي تدين هذه الممارسات؟ الى أي مدى تظهر واشنطن جديتها في العمل لحل الصراع؟
 
ثم ومن ناحية أخرى لا يرى المراقبون الإهتمام المطلوب من قبل ادارة ترامب بهذا الاتجاه سوى تصريحات لا تحمل اي مؤشرات تظهر تصميم او جدية الادارة الأميركية في طرح مبادرة او أفكار جديدة لحل الصراع.
 
ويؤكد ما ذهبنا اليه التصريحات التي أدلى بها وزير خارجية السلطة الوطنية الفلسطينية السابق، عضو المكتب السياسي لحركة «فتح»، عضو وفد المفاوضات الفلسطيني نبيل شعث، لصحيفة «إيزفيستيا» الروسية ، وقال فيها إن إسهام الأمريكيين في إيجاد تسوية لقضية الشرق الأوسط يكاد يعادل الصفر، وأضاف أن الممثلين الأمريكيين لا يطرحون مقترحات محددة للتغلب على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
 
وأوضح نبيل شعث أن المسؤولين الأمريكيين المعنيين بتسوية قضية الشرق الأوسط لا يقدمون أي مبادرات محددة، ويظهرون جهلا بتفاصيل عملية التفاوض، وأن زيارات ممثلي الإدارة الأمريكية تقتصر على طرح أسئلة ومحاولات من قبلهم لاستيضاح الوضع، وأن موقف الأمريكيين لا يستند إلى القانون الدولي والاتفاقات التي تم التوصل إليها.
 
ويبدو أيضا أن أهلية المندوب الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط جيسون غرينبلات لم تكن مناسبة لجهله في تفاصيل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي خاصة وأن عمله وخبراته السابقة تركزت على الاعمال التجارية ونشر العديد من الكتب المتعلقة بالسفر والسياحة والتعليم قبل ان يعينه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستشارا في قضايا اسرائيل حتى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعرب قبل أيام عن استيائه من الوضع الحالي، وقال: «عقدت نحو 20 اجتماعا مع الوفد الأمريكي، لكنني حتى الآن لم أفهم كيف يعتزمون العمل وتسوية الوضع».
 
لقد شهد العالم في هذه المرحلة تغييرات كبيرة اثرت الى حد ما على أحادية القطب في العالم الأمر الذي يتطلب من عواصم صنع القرار في العالم وفي المقدمة منها موسكو ولندن وبكين وباريس العمل وبالتعاون مع الأمم المتحدة والرباعية الدولية على الدخول بقوة كشركاء الى جانب واشنطن في العملية السلمية في الشرق الاوسط وحل القضية المركزية على اسس من العدل واستنادا للشرعية الدولية وصولا الى تحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم.
 
Tareefjo @ yahoo.com