الغد- هآرتس
عيران يشيف 8/11/2024
لدى الأميركيين تعبير "شخص مع صيانة عالية"، يصف الشخص الذي يحتاج إلى "الصيانة العالية". أنا أتوقع بأنه بسبب ذلك فإن ترامب سيقوم بإزاحة نتنياهو عن الحكم في أسرع وقت ممكن. ترامب سيتصرف هكذا بالأساس لأسباب عدة تستند إلى اعتبارات اقتصادية.
الأول هو أن ترامب يعتبر نتنياهو سيدا "عالي الصيانة". وإسرائيل حصلت من الولايات المتحدة على 18 مليار دولار كمساعدات أمنية في السنة الأخيرة. ترامب يفكر ويقول إنه لا يريد استثمار الأموال الأميركية، سواء في أوكرانيا أو في إسرائيل. استمرار دعم الجنون الشرق أوسطي لا يوجد على أجندته. الثاني هو أن ترامب يريد اتفاقا مع السعودية، الذي سيثريه هو وعائلته بشكل شخصي، كما حدث في اتفاقات إبراهيم. شرط السعودية لمثل هذا الاتفاق سيكون وضع خطوط عريضة للدولة الفلسطينية. ولكن نتنياهو وشركاءه في اليمين نقشوا على رايتهم معارضة إقامة الدولة الفلسطينية. السعودية ستطالب برأس نتنياهو (السياسي).
ألا يوجد لترامب التزام تجاه نتنياهو؟ الجواب هو لا. ترامب يحتقر نتنياهو وما يزال يتذكر علاقته مع جو بايدن. الآن وهو متحرر من الاعتبارات الانتخابية فإنه لا توجد أي أهمية لوعوده الانتخابية. في الأصل ترامب لا يمكن انتخابه لولاية ثالثة. إضافة إلى ذلك، ترامب يقلل تجاه الخارج لاساميته هو وعائلته. والده قبله مارس كراهية اليهود حيال تأجير الشقق في نيويورك.
كيف سيقوم ترامب بـ"تطيير" نتنياهو؟ حسب رأيي، هناك طريقتان. الأولى هي إرسال رسالة إلى الأحزاب في إسرائيل، في المقام الأول للأحزاب الحريدية، بحسبها أن نتنياهو "أنهى حياته السياسية". هي ستتماشى معه بسرعة. الثانية هي استخدام الضغط المالي، الجزرة والعصا، على نتنياهو والليكود ومراكز نفوذ أخرى.
هذه الخطوة ستكون لها تأثيرات مختلفة. فمن جهة هذا يعد مساعدة كبيرة للديمقراطية في إسرائيل وأمن إسرائيل. نتنياهو هو المسؤول المباشر عن الأزمة الكبرى في تاريخ إسرائيل، وسيتم تذكره بأنه أكبر المدمرين من الداخل للشعب اليهودي. في المستقبل غير البعيد، العالم سينتقل إلى استخدام مصطلح "أن تفعل مثل نتنياهو"، كتعبير عن الأمة التي تفقد نفسها.
نتنياهو لم يكن في أي يوم زعيما جيدا. هو سياسي نجح أكثر من الجميع في البقاء في منصبه لأنه تعود نثر الوعود، وعزى لنفسه الفضل من دون صلة بالواقع (مثلا، نمو فرع الهايتيك لم يحدث بفضله، لكنه تفاخر به)، كما أنه تهرب من المسؤولية عن إخفاقاته بأحداث 7 تشرين الأول (أكتوبر) وتنصل من مسؤوليته عن التحريض الذي أدى إلى قتل رابين، خلال السنوات تعززت تطلعاته الديكتاتورية في الانقسام والتشهير اللذين أصبحا مسممين أكثر، وزادت عائلته والمقربون منه من نرجسيته التي أصبحت مرضا.
من سيأتون بدلا من نتنياهو سيقفون أمام ظروف جيوسياسية متحدية. ترامب تسبب بضرر استراتيجي في السابق عندما قام بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وأضراره المستقبلية يحتمل أن تكون حتى أكثر قسوة.