تغريد السعايدة

الشارقة –الغد-  في ثالث ايام مهرجان الشارقة القرائي للطفل، استمرت العروض "الشيقة" التي توافد الزوار لمتابعتها من مختلف مناطق الإمارات، والتي تصادف وجود عطل رسمية، ساهمت في تحفيز العائلات على الحضور، وسط إجراءات تنظيمية مميزة من إدارة المهرجان، التي وفرت كل سبل الراحة والتسهيل على الحضور لمتابعة الفعاليات التي تنوعت ما بين ثقافية تعلمية وترفيهية وفنية في ذات الوقت.

وكانت فعاليات أول من أمس الجمعة قد تميزت بالحضور الكبير من مختلف الأعمار، وشهدت مختلف اركان المعرض مشاركة من الحضور، من ألعاب وحضور ورش عمل وفقرات فنية بأصوات طفولية فاحت في جميع أرجاء المعرض، حيث قام بعض الأطفال بتقديم الأغاني بشكل تفاعلي مع الأطفال الذين جذبتهم الأصوات والموسيقى التي أعادت غناء بعض أغاني الطفولة في البرامج التلفزيونية.

ومن الفعاليات التي تعتبر الأولى في المعارض الخاصة بالطفولة، فقد كان للتثقيف الأمني حيز واسع فيها، ضمن زاوية "معمل الخبير الصغير"، الذي يغوص في الأطفال في علم الخيال والتحليل في عوالم ، التحقيقات الجنائية، والجوانب القانونية، بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة الشارقة، ويضم اربعة معامل مختلفة تعلم فيها الأطفال كيفية إستخدام الميكروسكوب ووظائفة والتعرف على الطرق العلمية التي يتم من خلالها تحليل وقراءة بيانات الخلايا في المختبر، والأدوات المستخدمة في فحوصات الـ DNA.

ويعتبر هذا الركن من الفقرات المميزة والمثيرة والجاذبة للأطفال الذين لديهم حب الاكتشاف والتحليل والمغامرة، ويلفتهم العمل الجنائي والشرطي، ويستمر هذا الركن طيلة أيام المهرجان التي تستمر حتى التاسع والعشرين من ذات الشهر، إذ قالت الملازم أول راوية سيف المحرزي من شرطة الشارقة أن " تنظم القيادة العامة لشرطة الشارقة، هذا المختبر حرصاً منها على تقوية الحس الأمني لدى الأطفال، وتعريفهم بالمهارات التي يجب توافرها لدى الأشخاص الراغبين في الانضمام إلى الشرطة، والعمل في مجال المختبرات الجنائية، ونعتبر أن أهم ما يميز هذا المختبر أنه صمم بشكل يتناسب مع الأطفال بمختلف فئاتهم العمرية".

ومن ضمن الفعاليات المسرحية التي جذبت الحضور كباراً وصغاراً، كانت فقرة الحكواتي التي قدمها الفنان المصري أحمد يوسف في أجواء من الحماس والإثارة، حيث تضمنت الفعالية سرد قصتين الأولى حملت عنوان "الغابة"، أما الثانية سردت "قصة أهل الكهف"، إذ يعتبر اسلوب الحكواتي من الطرق السردية القديمة التي تستهوي الجميع، وباتت العديد من الفعاليات المسرحية في مختلف الدول العربية تستقطب الأطفال إلى القصص والحكايات من خلال هذا الإسلوب "الحكواتي".

وسرد الحكواتي في قصّة أهل الكهف المشاهد التاريخية للحكاية وما تحتويه من معلومات وعناصر مكانية عرّفت الأطفال من مختلف الفئات العمرية على هذه القصة القرآنية وأركانها الأساسية بأسلوب يستند إلى مهارة الالقاء وبساطته في إيصال المعلومة، حيث اختتم الفنان حكاياته بسلسلة من الأسئلة الهادفة إلى تطوير مدارك الأطفال إلى جانب توزيع جوائز وهدايا قيّمة، إذ يعتبر المصري يوسف، أحد الممثلين المسرحيين النشطين المقيمين في الإمارات، وفي مجال التمثيل منذ أكثر من عشرين عاماً، وإمتاز ومنذ عشر سنوات بشخصية "الحكواتي" التي يتنقّل بها بين المسارح.

ومن العروض المسرحية المميزة كذلك من دول الكويت، كانت مسرحية "مصنع الكاكاو"، التي شارك في تقديمها نخبة من فناني الكويت المميزين، منهم إلهام الفضالة، ويعقوب عبد الله، وصمود الكندري، وحسين المهدي، ولولوة الملا، وجاءت من إخراج الفنان علي العلي، وتنوعت فعالياتها ما بين الاستعراض الغنائي والحوار الموجه للأطفال، والتي تهدف إلى ترسيخ قيم التعاون والرضا، بإسلوب تثقيفي فكاهي جاذب للأطفال.

وسينمائياً، قامت مؤسسة "فن" المتخصصة في تعزيز ودعم الفن الإعلامي للأطفال والناشئة، بتقديم عدد من العروض السينمائية لأطفال الشارقة القرائي، من خلال عرض مجموعة من الأفلام القصيرة وأفلام الخيال متعددة الافكار من أفلام كوميديا، إضافة إلى أفلام الرسوم المتحركة، والأعمال السينمائية الدرامية.

وليتسنى لجميع الأطفال من حضور المعارض السينمائية من مجموعات لطلبة المدارس والأطفال القادمين مع أهاليهم في ساعات المساء، فقد حرصت الجهات المنظمة للمهرجان على أن يكون العرض للأفلام السينمائية على فترتين صباحية ومسائية، وتخصص الفترة من الساعة الرابعة وحتى التاسعة مساءً، لأيام العطل الأسبوعية، وتعتبر الفئة المستهدفة من هذا الركن ما بين أربع سنوات إلى اثني عشر عاماً، وتهدف إلى تشجيع الشباب على الانخراط في مجال الفني الإبداعي، والإسهام في تطوير الحركة الإبداعية الفنية والثقافية في الإمارات.