Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-May-2017

قِيم ومفاهيم ووقائع - ابراهيم العجلوني
 
الراي - حين تكون القيم والاخلاق مفقودات لا موجودات يكثر عليها الحديث ويتشقق، ويأخذ مذاهب شتى وطرائق قِددا.
 
فبمقدار ما تغيب قيمة من القيم يحضر الكلام في أهميتها وضرورة ان يتمثلها الناس في واقعهم، حتى صار في حكم القاعدة المقررة ان كثرة تردد مفهوم ما (كالحرية مثلا) او شيوعه مرتبطة بغياب تمثلاته او (ما صَدَقاته).
 
من اجل ذلك كله، ولِتقادم العهد بهذه القاعدة مَرَنَ الرأي العام على آلية يستدعي بها مضادات الدعاوى بالحقوق والحريات والمبادئ والشعارات، ويربط كل دعوى بنقيضها، بل يتوجس خيفة منها ويتوقع شرورا.
 
***
 
الحرية، والاخاء، والمساواة، وحق تقرير المصير، وحقوق المرأة والطفل، والديمقراطية، وما شئت مما تصدع به الفضائيات آناء الليل واطراف النهار.. كل اولئك محمول على معنى المفارقة المضحكة المبكية ما بين «المفهوم» و»واقع الحال».
 
***
 
اما «السلام» فخبره اليقين في هذه الحروب التي تزهق ارواح الألوف وتشرّد الملايين من البشر، وترجمته المشهودة في توظيف «هيئة الامم المتحدة» لخدمة مصالح القوى الكبرى ومخططاتها، وما هو – لدى انعام النظر – الا «كلمة» هم قائلوها بغير ما معنى ملموس او دلالة صادقة.
 
***
 
وفي انعطافة نحو افقنا العربي الاسلامي نجد مزدحما من الدلالات المتخارجة للمفهوم الواحد او القيمة الواحدة. وكل يدّعى وصلا بليلى، وكل يرى نفسه المؤمن وغيره الكافر ويعتقد صلاحه وفساد الآخرين.
 
***
 
وفي غمرة هذا الالتباس وقلب هذا الغموض، وصميم هذه الفوضى تنهض مؤشرات واضحة على ان ثمة جهة وحيدة ترتد اليها اسباب معظم ما هنالك من تناقضات مُعجبات، وتنتهي اليها عوائده وفوائده، وتلكم هي الصهيونية التي تعرف ما تريد وتطابق ما بين بروتوكولات حكمائها ووقائع نفوذها في الارض وما تتوخاه من سيطرة على «الجوييم» فيها، سواء اكانوا حكّاماً أم محكومين، وحسبك بخطط الصهيونية وضوحا ان كنت تنشد الوضوح.
 
***
 
ان كل شيء في عالمنا مرتبط بكل شيء. وكل نأمة هي حدث كوني.وعلى ما تستيقنه الصهيونية من امساكها بأزمة (جمع زمام) الامور، وانها كالموت في قول الشاعر:
 
لعمرك ان الموت ما اخطأ الفتى
 
لكالِطوّل المُرخى وثنياه باليدِ
 
الا انها يند عنها كثير من حقائق التاريخ ومن سُنن الاجتماع وتغفل عن امكان ان تفاجئها الأُمم بما لم يكن في حسبانها، واول ذلك تطابق القيم والمفاهيم مع الوقائع، وانتباه العرب والمسلمين خاصة الى مصادر قوتهم وعزّتهم. وكل ذلك مؤذن بغروب هيلمانها وارتداد كيدها اليها، ان لم يكن ذلك غدا او بعد غد فبعد حين.
 
***
 
لا يأس اذن من اعادة القيمة الى الواقع ومن ابتناء الارادة بالايمان، ومن انتباه امة العرب الى ما يحييها، ولا يقنط من روح الله إلا القوم الكافرون.