Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Jun-2018

قراءة في كتاب الاخلاق – للأستاذ أحمد أمين - د. عميش يوسف عميش

الراي - الكتاب صادر من مكتبة الاسرةالاردنية/ مهرجان القراءة للجميع – وزارة الثقافة (124 صفحة) ويحتوي: على المقدمة وتسعة فصول وطبع في 2018/8/1 .يقول الكاتب في المقدمة المؤرخة في سبتمبر عام (1929 :(ان الغرض من هذا الكتابان يكون مرشداً للطلبة في حياتهم الاخلاقية، يلفتهم الى نفوسهم ويبين لهم اهم نظريات الاخلاق، ويوسع نظرهم فيما يعرض عليهم من الاعمال اليومية، ويشد ارادتهم لتأدية الواجب واكتساب الافضلية. ويقول: راعيت فيه الجهة العلمية اكثر من الجهة النظرية، لان التعمق في النظريات خط الفلاسفة، والعمل وفق ما تتطلبه الاخلاق واجب الناس جميعاً والحياة الاخلاقية تعتمد على الروح الذي يبعث على العمل اكثر مما تعتمد على قواعد العلم.

وكنت الفت كتاباً في الاخلاق نشر عدة مرات، لكن عندما وضعت الوزارة برنامجها الجديد للأخلاق في المدارس الثانوية عمدت الى صياغة كتابي صياغة جديدة وبسطت موضوعاته لتناسب الطلبة وحذفت منه ما زاد عن حاجتهم وزدت فصولاً جديدة. يتحدث الكاتب في الفصل الاول عن: ماهية علم الاخلاق ومسائله، فيقول اننا نحكم على بعض الاعمال بانها خير وبعضها شر مثل العدل واداء الدين خير والظلم وانكار المدين ما عليه شر.

ويتساءل عن معنى الخير ومعنى الشر والناس يعملون اعمالاً لتحقيق غايات لكنهم يختلفون في هذه الغايات. لكن هل للناس جميعاً غاية اخيرة واحدة يطلبونها او ينبغي ان يطلبوها وما هي: وعن كل هذا يبحث علم الاخلاق. فهو علم يوضح معنى الخير والشر وبين ما ينبغي ان تكون عليه معاملة الناس بعضهم بعضاً او الغاية التي على الناس ان يقصدوها في اعمالهم. ويقول: ان علم الاخلاق يبحث في اعمال الناس فيحكم عليها بالخير او الشر، ولكن ليست كل الاعمال يحكم عليها، فكثير منها لا يصح ان يقال انها خير ولا شر.

فهناك اعمال غير ارادية كالانتقال فجأة من ظلمة الى نور وليست من موضوع علم الاخلاق فلا نحكم عليها. وتصدر عن الانسان اعمال ارادية كأن يبني احد مستشفى لأبناء قومه، ويحكم عليها فاعلها انه خير واذا ندم احد على قتل عدوه فيحكم على ذلك انه شر.

لكن هناك اعمالا غير ارادية لا حصر لها كأن يصاب احد بداء النسيان فيترك عملاً كان يجب عليه عمله في وقته او يخلف موعداً مهماً. كذلك اذا ان انساناً لا يستطيع ان يضبط نفسه فيغضب ويضرب غيره من غير شعور. لذا فان موضوع علم الاخلاق هو الاعمال التي صدرت عن عمد واختيار. وكذلك الاعمال التي صدرت لا عن ارادة ولكن يمكن تجنب وقوعها فهذان النوعان يحكم عليهما بالخير او الشر.

وامآ ما يصدر عن ارادة وشعور لا يمكن تجنبه في حالة الاختيارفليس من موضوع علم الاخلاق. والمسؤولية الاخلاقية نوعان: (1 (القانونية اذا خالف انسان قانون بلاده وعوقب بالقضاء (2 (والمسؤولية الاخلاقية هي اوسع دائرة من القانون- والاخلاق سلطانها واسع ومن يتولى لها التوبة والعقوبة هو االله والضمير. فالقانون لا يستطيع ان ينهى عن الكذب والحسد.

اما ما ذكره الكاتب عن الضمير: فماهيته ان يأمر الضمير صاحبه بعمل الواجب لا لعقوبة الا بتوبة نفسه بارتباطها وعقوبة نفسه بالندم والتأنيب. والضمير ليس هادفاً معصوماً يأمر بالخير دائماً. ولا قيمة للضمير يأمر وينهى اذا لم يدعم بإرادة تنتقد امره وتهينه. ويقول: ان خير شيء في الانسان ضميره، فهو الدليل الذي يهدي سبيل السلام. ويذكر الكاتب بمقياس الحكم الاخلاق، ولكن باي مقياس اقيس الشيء فاحكم عليه بالخير او الشر.
 
وللإجابة على ذلك هناك مقاييس يستعملها الناس، وان الحكم الاخلاق تدرج في الرقي بتدرج الناس، ينظرون الى الاشياء ويحكمون عليها بمقياس مثل السلوك، الرأي الشخصي، ثم الوجدان ثم العقل والاستدلال ثم تربية الحكم والاخلاق – وهذا يعني بيان ما يصح منها وما لا يصح في الحكم الاخلاقي.
 
ثم ينتقل الكاتب لموضوع مذاهب علم الاخلاق ونظرياته فيقول ان (1 (المذاهب تعددت فيه لكن اهمها
مذهب السعادة الشخصية. (2 (مذهب السعادة العامة – اي المنفعة ويطلب اكبر سعادة للناس. (3 (مذهب
البصيرة – اي الذي يليق بشرف الانسان ومنزلته فهو مخلوق راق يبحث عن الفضيلة. وليس يعوقه عن
الوصول الى الدرجة الرفيعة الخلقية في حب ذاته، واغضاءه عن صوت الضمير ارضاءً لشهواته، والمثل الاعلى
انسان يحب الخير للخير، ويتطلب الفضيلة لأنها فضيلة وتؤدي الواجب لأنه واجب السمع صوت ضميره في
اداء ذلك دائماً يجعل ذلك مبدأه في حياته وقانونه الذي يسير عليه. ثم يتحدث الكاتب عن الخير والشر مرة
اخرى وما معانيه وعلاقة الفرد بالمجتمع- لان اعمال الانسان واغراضه وعاداته لا تقوم الا بالنظر الى المجتمع،
فليس الصدق خيراً ولا الكذب شراً لان الانسان يعيش في مجتمع ولولا ذلك لم يكن احدهما خيراً والاخر شراً.
 
ثم في الفصل السابع يتحدث عن معنى الحقوق والواجبات. اسسها وحق الحياة والحرية والملك الخاص
والعام، كما يتطرق في الفصل الثامن الى معنى الواجب واقسامه، ويتحدث عن التضحية لأداء الواجب
والواجبات على الانسان الله تعالى، ونحو نفسه، واسرته، ووطنه، ونحو الانسانية عامة. معنى الواجب والنظر
اليه لا يتنافى مع الوطنية، فكما ان الفرد في الاسرة يعمل لخيره وخير اسرته كذلك الفرد من الاسرة الكبيرة
– وهي الجنس البشري – لخير وطنه وخير الانسانية. اما الفصلين الاخيرين فيتضمنا «معنى المثل الاعلى»
ثم الفضيلة – فيعرفها بانها الخلف الطيب. وفي خلاصة كتابه يعتقد الكاتب ان الفضائل وامثالها لا يرقى
الانسان في اكتسابها الا بأمرين.
(الاول) محاسبة النفس وسؤالها من حين الى حين في اية فضيلة ارتقيت
وفي ايتها ضعفت، هل انا اليوم اصدق مني امس، والى اية درجة نجحت في التزامي الصدق بهذا الامتحان
ونحوه يستطيع الانسان ان يتتبع نفسه ويراقبها في سيرها. اذا رأيت نفسك تغضب كل يوم فاجتهد ان يمر
يوم لا تغضب فيه، ثم اجتهد ان يمر يومان فثلاثة، فاذا نجحت في مرور ايام لم تغضب فيها فتصدق بصدقة
شكرا الله على تقدمك في النجاح في كسب هذه الفضيلة، وانتقل الى غيرها وهكذا.
(الثاني) الارادة القوية
المسيطرة على النفس، فالإرادة قابلة للتمرن، ومثلها مثل من يبتدئ في ركوب دراجة فهو في اول امره
يختل توازنه، ولا يستطيع ان يسيطر عليها، يعلم ما يريد ولكن لا يستطيع ان يصرفها كما يريد، وبالتدريج
والمرانة تطيعه الدراجة، وتنتظم حركته، وتصبح تحت سلطته، ويسير في سهولته سيرا اليا. وهذا هو ما
ينبغي في سيطرة الانسان على نفسه، يكون لإرادته من القوة ما تستطيع به ان توجه النفس الى ما تعتقد
من خير وصواب.