Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jul-2016

ما أشبه اليوم بالأمس - عمار الجنيدي

 

 
الراي - يتذكّر الآباء والأجداد بكثير من المرارة والقهر والكمد: مآسي السلطنة العثمانية في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر حيث كانت تجبر المواطنين على أعمال السخرة لخدمة الجيش والحاميات التركية المنتشرة كداء الحَصبة في جسد الوطن العربي، فكانوا يجبرونهم على قطع غابات الأشجار ثم تحويلها إلى فحم وذلك لتسيير قطارات السلطنة التي تذرع الوطن العربي نهبا وصفيرا ودخانا.
 
وما تتعرض له الكثير من المواقع الأثرية في محافظة عجلون للجور والاعتداءات الغير مبررة بتاتا، وذلك بما يمكن نسبته إلى الجهل بهذه المواقع وقيمتها التاريخية أو الدينية؛ فكثير من هذه المواقع تعود في تاريخها الديني إلى مقامات الأولياء الذين تعج بهم المنطقة .
 
ما أشبه اليوم بالأمس؛ لكن المُعتدون هذه المرّة هم منّا، والغريب أن اعتداءاتهم لها أبعادها على المستوى البيئي والمستوى التاريخي، حيث تقبع الكثير من المقامات رهناً للعبث والتخريب فيها نتيجة الاعتقاد بأنها تحتوي على كنوز ، فتصير المنطقة بأكملها إلى الحفائر الجائرة التي لا تراعي حرمة أو احترما لما تحتويه هذه المقامات من قبور أو أشجار تعود في تاريخها إلى مالا يقل عن سبع مئة عام .
 
فشجرات «أبو الشعر» و«أبو الوفا» و «شجرات الخضر» المعروفة بأنها تحيط بقبور هؤلاء الأولياء، حيث تحاط هذه المقامات في الذاكرة الشعبية بهالة من الأساطير والكرامات وبان المقبورين تحتها هم أولياء صالحين أو قادة الفتوح الإسلامية ممن اغفل التاريخ تدوين سيرهم ، فنسجت حولهم الحكايات والأساطير وحيكت حولهم هالات القداسة؛ حيث تتعرض باستمرار إلى التخريب والتحريق وإتلاف معالمها الأثرية عندما لا يجد الباحثون عن الذهب ما يرضيهم من غنائم، مستغلين عدم وجود من يسال عن هذه الأماكن خصوصا من الوزارات التي تتنصل من مسؤولياتها تجاه هذه الأماكن أو حتى منع محاولات الاعتداء المتكررة والسطو عليها.