Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-May-2020

الأردن وفلسطين توأمان*علي ابو حبلة

 الدستور

إن العلاقة التي تربط الأردن بفلسطين ليست مرتبطة بموقف أو تصريح كما يظن البعض إنها علاقة امتداد تاريخي وجغرافي وتعايش مشترك، يشكّل الأردن وفلسطين القسم الجنوبي من المنطقة التي عرفت تاريخياً وجغرافياً في العهود الإسلامية باسم بلاد الشام. وظلت تعرف كذلك حتى أواخر فترة حكم الدولة العثمانية. وفي فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى عرفت أحياناً باسم سورية الكبرى وأحياناً باسم سورية العمومية.
 
بقيت هذه البلاد وحدة واحدة بأرضها وسكانها حتى نهاية الحكومة العربية التي شكلها الملك فيصل في سوريا بعد انتهاء معارك الثورة العربية الكبرى. وبعد انتهاء الحكم الفيصلي في تموز عام 1920م, بدأت الحكومات الاستعمارية تقسيم المنطقة إلى مناطق نفوذ لم تعهدها المنطقة من قبل، وكان قد سبق ذلك التقسيم القرار الذي أصدره وزير خارجية بريطانيا بلفور عام 1917م، القاضي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، هذا التحدي الذي قاومه الشعب العربي الفلسطيني بإصرار عنيد، شهدت على أساسه الساحة الفلسطينية ثورات متعددة، من أهمها ثورة البراق عام 1929م، ثم الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م. وبحكم المسؤولية القومية المشتركة، وانطلاقا من وحدة المصير المشترك، كان الشعب الأردني قد مد يد العون والدعم والتأييد للشعب العربي الفلسطيني لمساندته ومشاركته في الثورات المسلحة الساعية إلى تحرير فلسطين وإبقاء السيادة الفلسطينية عليها. انها العلاقة الاقوى في تاريخنا القديم والحديث لما يجمع الشعبين الأردني والفلسطيني وحدة التاريخ ووحدة المصير ووحدة الجغرافيا، البعض في رؤيته ومواقفه ومحاولات التشكيك في عمق العلاقة ووحدة الموقف والمصير المشترك يسعى لخدمة أجندات تخدم المخطط الصهيوني المرسوم للمنطقة وخدمة أهداف المشروع الصهيوني التصفوي للقضية الفلسطينية ضمن مسعى الكيان الإسرائيلي الذي ما زال يرفع شعار خيار الوطن البديل، الفلسطينيون بتمسكهم بأرضهم وبثبات موقفهم بالدعم الأردني اللامحدود للشعب الفلسطيني يفشلون خيار الوطن البديل ويشكلون درعا حاميا وواقيا للأردن الشقيق، إن العلاقة الفلسطينية الاردنية هي علاقة استراتجيه وترابطية، هي علاقة نسيج اجتماعي نتيجة صلات القرابة والنسب التي تربط الأردنيين بالفلسطينيين.
 
إن القيادة الاردنية بقيادة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الواعية والحكيمة وهي تدرك مخاطر المرحلة التي تمر فيها ألامه العربية والمؤامرة التي تستهدف الفلسطينيين كما الأردنيين وتعي لخطورة المشروع التوسعي والاستيطاني والضم بحيث جاءت تصريحات وتحذيرات الملك عبد الله الثاني لصحيفة دير شبيغل الالمانيه تحذير لإسرائيل وجرس انذار للعالم أجمع، والعرب بشكل خاص أن بوابة الأمن القومي العربي « للبوابه الشرقيه « بخطر لما يشكله خطر الضم نتيجة التوسع الصهيوني والزحف لاقتضام الارض لصالح اسرائيل الكبرى من النيل للفرات،عمق العلاقات التاريخية الوطيدة الاردنيه الفلسطينية كفيله بإفشال المخططات الصهيو امريكيه وإفشال صفقة القرن، القيادة الاردنية بمواقفها الداعمة للموقف الفلسطيني والحق الفلسطيني تفشل تلك المحاولات للامتداد الصهيوني وافشال مشروع اسرائيل الكبرى، ان حرص القيادة الفلسطينية على توثيق العلاقه الاردنيه الفلسطينية ينم عن وعي وادراك القيادة الفلسطينية ممثلة بالاخ الرئيس محمود عباس ان هذه العلاقه ذات الامتداد التاريخي كفيله بافشال كل محاولات اسرائيل للتمدد والتوسع على حساب أمن المنطقة
 
وحدة الموقف الأردني الفلسطيني والتنسيق الأردني الفلسطيني تتطلبها المرحلة الحاسمة والمفصلية في تاريخ المنطقة لان فلسطين تشكل العمق الاستراتيجي للأمن القومي الأردني وان الأردن هو بوابة الامن القومي العربي ومنفذ فلسطين للعالم العربي 
 
العلاقة بين الشعبين الأردني والفلسطيني تبقى تاريخيه وهذه العلاقة الترابطية التاريخية التي تربط الأردن بفلسطين فهما بمثابة توأمان لا ينفصلان شاء من شاء وأبى من أبى وهذا ما كرسته وأكدته تصريحات الملك عبدا لله الثاني
 
هذه العلاقة المتوجه بتصريحات ملكية « عنوانها المقولة الشهيرة للمغفور له المرحوم الملك حسين بن طلال بترديده دائما الأردن بلد الأنصار والمهاجرين « ونحن في علاقتنا كذلك علاقة لا تحكمها مصالح فردية أو شخصية أو انية هي علاقة مصالح مشترك وتاريخ مشترك وهي علاقة وحدوية تربطها وحدة الجغرافية ووحدة الشعبين الأردني الفلسطيني وستبقى كذلك فالعلاقة بينهما توأمان لا ينفصلان.