Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Aug-2019

كوشنير.. سمع ما لا يرضيه*كمال زكارنة

 الدستور-تأكيدات جلالة الملك عبدالله الثاني اثناء اللقاء مع كوشنير في عمان اخيرا ،على موقف الاردن الثابت والراسخ والملتزم ،بأن حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والوصول الى سلام عادل وشامل وقابل للديمومة ،بما يحقق الامن والازدهار الاقتصادي لجميع شعوب ودول المنطقة ،لا يمكن ان يتحقق الا على اساس مبدأ حل الدولتين ،فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية ،الى جانب الكيان المحتل الغاصب لفلسطين ،بكل تأكيد هذا الموقف الدائم والداعم للشعب الفلسطيني وقيادته ،لم يعجب الشاب المتحمس كوشنير وهو في مقتبل العمر السياسي ،ولم تطرب اذنه لهذا الموقف الاردني الحازم والحاسم ،كما تعودت ان تطرب لموسيقى الجاز وغيرها ،وبسبب ثقل هذا الموقف الوطني والقومي المبدئي ،لم يستطع كوشنير حمله وربما اكتفى بنقله على مضض الى العواصم التي تنقل بينها بعد عمان ،وبحسب تحليلي الشخصي ،ربما يكون اكثر ما يستفز الجانبين الامريكي والاسرائيلي ،ان جلالة الملك لا يذكر ولا ينطق اسم صفقة القرن منذ بدء الحديث عنها وحتى الان،ويؤكد دائما على ان الحل الناجح والدائم للصراع بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي يمكن فقط بموافقة جميع الاطراف وقبولها بمبدأ حل الدولتين ،ولا يتطرق جلالته الى ذكر اية طروحات او مشاريع اخرى ،تأكيدا على عدم جدواها واستحالة نجاحها ،وتعبيرا صريحا عن رفضها ورفض التعامل معها من حيث المبدأ.

موقف جلالة الملك المشرّف ،يجب ان يكون الاساس لبناء موقف عربي اسلامي كامل متكامل ،لا نقص فيه ولا انسحاب ولا ابتعاد ولا تردد ،ليشكل حصنا منيعا وجدار صد قوي تصدم به كل المحاولات والمؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية ،وترتد دون احداث اية اختراقات او ثقوب يمكن ان ينفذ منها الاعداء ومخططاتهم.
محاولات المبعوث الامريكي البائسة ،لن تحقق اية نجاحات او اهداف من التي يبحث عنها ،وما الهروب الى كامب ديفيد والتحضير لطبخة او عجنة جديدة في المنطقة ،الا اعترافا واقعيا بفشل مساعي وجهود الولايات المتحدة لاقناع الامة العربية بصفقة القرن ،رغم كل الضغوط السياسية والاقتصادية والامنية التي مارستها على الدول العربية ،كما ان البحث عن بدائل اخرى لطرح الصفقة بأساليب ووسائل وطرق جديدة مختلفة ،يؤكد اقرار الادارة الامريكية بفشل الصفقة وعدم القدرة على فرضها ،والعجز عن اجبار العرب على التنازل عن فلسطين لصالح المحتلين الصهاينة .
القضية الفلسطينية خارج سياق المناورات السياسية ،ولا تخضع للحِيَل والاغراءات والضغوطات ،والحل يكمن فقط في انهاء الاحتلال الصهيوني للاراضي الفلسطينية المحتلة ،ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله وتقرير مصيره ،الغريب ان هذه الحقائق التاريخية المعروفة للجميع ،تتجاهلها الادارة الامريكية الحالية تماما إما عن جهل حقيقي يطبق على اركانها ،او بسبب الانحياز المطلق للاحتلال الصهيوني وعدم الاكتراث بحقوق الاطراف الاخرى.