Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Nov-2017

مدرسة رغدان - د. فيصل غرايبة

 الراي - رغم تقدمهم بالسن ورغم تقاعدهم ورغم مضي الزمن لمدة تتجاوز الخمسين عاما على انتهائهم من الدراسة الثانوية،فقد ظل وفاؤهم لمدرستهم التي درسوا فيها مراحل تعليمهم الاعدادية والثانوية وفاء قائما ومستمرا،يزورونها ويتفاعلون مع نشاطاتها ويتواصلون فيما بينهم ويجددون الحديث عنها وعن ذكرياتهم يوم كانوا من طلابها.

هكذا يقوم طلاب مدرسة رغدان العريقة،والتي أهداها الملك المؤسس اسم قصره الأول(قصر رغدان)،والتي تقبع على الشارع الرئيسي في جبل الحسين،مقابل كلية الحسين ودار المعلمين الأولى بالمملكة،بمبادرة لافتة تعكس الوفاء الاسروي الانساني وتقدم نموذجا من نماذج المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمعين المحلي والوطني.
فقد تنادى قدامى خريجي هذه المدرسة ومعلميهم الى الالتقاء من جديد على شكل منظم وبتأطير قانوني وبصفة اعتبارية،يضمهم وينطلقون منه الى المدرسة الأم والى المدينة عمان،فما كان منهم الا أن بلوروا الفكرة في تأسيس»نادي خريجي مدرسة رغدان»، ليكون حلقة الاتصال بينهم وبين ادارة المدرسة وطلابها جيلا فجيلا،وليكون ساحة للانطلاق نحو المدرسة،يتجمع فيها وحولها الخريجون من اعضاء النادي والمستجدون جيلا فجيلا أيضا.
ولقد دفعني الفضول وتبعا لاعجابي بالفكرة،الى أن أحضر اجتماعا للهيئة العامة للنادي،التي التأمت لأول مرة في نادي خريجي الجامعة الأردنية، مع انني لم ادرس في هذه المدرسة ولم اتخرج منها،اذ كنت اسكن في اربد وتخرجت بالمستوى الثانوي فيها ومن مدرسة حسن كامل الصباح ثاني مدارسها الكبرى بعد مدرسة اربد الثانوية.
استمعت من الأعضاء المتحمسين والمتفانين عن جهودهم الخيرة الممهدة لتنفيذ البرامج،حتى ولو ان النادي لم يتخذ له مقرا ولم يمتلك لنفسه مبنى،فقد اتصلوا بادارة المدرسة وبمديريها المتعاقبين وبمديري التربية والتعليم المعنيين، وسجلوا النادي بصورة قانونية لدى الجهات المختصة، وأمنوا جزءا من احتياجاتهم المالية عن طريق التبرع.وباشروا بالتواصل مع الخريجين،ممن هم داخل المملكة وحتى من هم خارجها بما اتيح من عناوين، كما بحثوا مع هؤلاء عن امكانية دعم مشاريع النادي في المدرسة، كالصيانة والتأثيث والديكور والتشجير والكتب والأدوات المخبرية والألكترونية،بما يتجاوز ما هو مقرر ومخصص من وزارة التربية والتعليم لهذه المدرسة من لوازم وتجهيزات، وبما يحقق الوفرة لما هو متاح بايدي الطلبة، لتطوير تعليمهم وتنمية معلوماتهم في شتى المجالات ومختلف المواد الدراسية والأنشطة اللامنهجية والتطبيقات والاختبارات الحسية.
وقد شرع النادي في باكورة نشاطاته وأداء دوره في تخصيص منحة دراسية لمتفوق من مدرسة رغدان، كما أن النادي يعد العدة لاعادة تأهيل المسرح العريق الذي كانت تؤدى فيه الكثير من التمثيليات الطلابية والاحتفالات والحفلات والندوات والدورات للمعلمين واللقاءات بين المدرسين وأولياء الأمور،الا انه الآن ونظرا لعدم توفر الظروف والامكانيات، يستخدم لخزن الوسائل والأدوات التي تنتظر الحاجة اليها.
واننا اذ نشد على يد هؤلاء المبادرين، لبلورة فكرة نادي خريجي مدرسة رغدان واخراجها الى حيز الوجود، وأولئك المتجاوبين الذين تحمسوا للفكرة وضموا جهودهم الى جهود هؤلاء السباقين، فاننا نتوقع من غيرهم من ذوي العطاء الاجتماعي والانتاج الذهني والقدرة المالية واللوازم المادية أن يمدوا أياديهم الخيرة، وان يضموا جهودهم الفعالة للرقي بالفكرة والنهوض بالعمل وتعزيز مسيرة النادي، ليشب بقوة ويكبر بشموخ ويخطو بتقدم الى الأمام من دون تردد أو اهمال ومن غير احباط أو تشكيك أو تخل أو انسحاب.
خصوصاً وأن من خريجي هذه المدرسة العديد من رؤساء الوزارات والوزراء والأمناء والمديرين العامين والسفراء والقضاة ورجال الأعمال والبنوك والأكاديميين والاعلاميين،الذين يحملون ذكرياتها، وقد ادت واجباتها في تربيتهم وتعليمهم وزيادة وعيهم ومعرفتهم.
dfaisal77@hotmail.com