Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Nov-2019

جريمة «إسرائيلية» جديدة*كمال زكارنة

 الدستور

انضم الاسير الفلسطيني المناضل سامي ابودياك ابن بلدة سيلة الظهر -جنين ،الى قوافل الشهداء الذين سبقوه ونال شرف الشهادة ،بكل شجاعة ورجولة وشموخ ،وسجل اسمه ناصعا مضيئا في قوائم الشرف والفداء والتضحية من اجل الوطن والشعب ،وعلت روحه لتعانق نجوم السماء والارواح الشريفة التي سبقته هناك ،فيما اضاف العدو الصهيوني اسما جديدا وجريمة جديدة لسجل جرائمه وارهابه الطويل جدا ،والعالم ينظر الى المشهد بصمت مريب وعجيب .
تتعمد سلطات الاحتلال الصهيوني تمويت الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين وقتلهم في سجونها النازية ، فهي تتسبب باصابتهم بامراض خطيرة جدا مثل السرطان وغيره من الامراض المميتة والقاتلة ،وهي تقوم باجراء التجارب على اجسادهم ،دون ان يعلموا او يدركوا ذلك ،وعندما تفتك بهم الامراض تتخلى عنهم وتتركهم صارعون الموت سنوات واشهر طويلة وهي تتلذذ بمعاناتهم وآلامهم واوجاعهم.
اكثر من ثمانمئة اسير فلسطيني يعانون انواعا مختلفة من الامراض داخل معتقلات الاحتلال النازية،وحوالي مائتين منهم يعانون امراضا خطيرة جدا وفتاكة ابرزها السرطان بانواعه ،ولا يتلقون الحدود الدنيا من العلاجات الطبية ،في الوقت الذي تزداد عليهم الضغوط والاستفزازات النفسية من قبل ادارات السجون وامنها ، لتحطيم معنوياتهم واذلالهم وزيادة مدة معاناتهم وعذاباتهم وتقليل فرص شفاءهم الى اقصى حد ممكن لحرمانهم من الحياة .
لن تنتهي معاناة الاسرى الفلسطينيين باستشهاد البطل ابودياك،والنهاية الحقيقية لهذه المعاناة تكون بزوال الاحتلال وانتهائه وتبييض السجون واغلاقها وهدمها وازالتها من الوجود ،اما عائلة ابودياك التي تفتخر بشهيدها الشجاع ،وذوي الاسرى والمعتقلين والشعب الفلسطيني ،فانهم جميعا يبحثون ،كمن يبحث عن ابرة في بيدر قمح ،عن العدالة والحقوق التي شرّعها المجتمع الدولي ،وخصّص المنظمات والهيئات الدولية التي تحميها وتدافع عنها،لكنهم لا يجدونها ولم يعثروا عليها حتى الان ،رغم البحث المتواصل منذ اكثر من سبعة عقود ،ويتساءلون جيلا بعد جيل ،لماذا تغيب العدالة وحقوق الانسان عندما يتعلق الامر بالشعب الفلسطيني وجرائم الاحتلال الصهيوني .
ايّ رقم سيكتب على قبر الشهيد ابودياك في مقبرة الارقام ،وايّ معركة سيخوضها ذووه لاستلام جسده الطاهر الذي انهكه المرض ،او لمعرفة مكان دفنه ،والاكثر غرابة ان العالم لا يريد ان يصدق او ان يعرف ،بأن العدو الصهيوني لا مثيل له على وجه الارض ،فهو مجرد تماما من الانسانية والاخلاق والقيم والمشاعر والرحمة ،وافراده لا يختلفون في سلوكهم عن الوحوش الضارية التي تهاجم وتفترس جميع الاحياء وكل الاشياء ،والعالم لا يعير ذلك اي اهتمام رغم ان الفرائس بشرا .
وماذا يعني احتجاز مريض السرطان الميؤوس من شفائه حتى الموت ،عقابا لوالديه واهله جميعا ،وما هو موقف منظمات وهيئات حقوق حقوق الانسان من سياسة الاحتلال الوحشية التي تنتهك الجسد والروح والجثمان والقبر ،متى يصحو العالم ويضع حدا للاحتلال الصهيوني وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني؟!