Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jun-2020

نوايا «الضَّم».. ارتقاء لعدوان جديد*عماد عبدالرحمن

 الراي

وضعت حكومة نتانياهو نفسها أمام مأزق سياسي صعب، بعد أن إنجرفت خلف رئيسها الباحث عن مجد شخصي وحماية من السجن، بإنزلاقه نحو ما تسميه الصحافة العبرية «لُعبة» ضم غور الاردن المحتل منذ عام 1967، الذي يعتبر عدوانا جديدا على العرب، وباتت تبحث عن مخرج ينقذها من تخبط رئيسها الذي يقضي أياماً صعبة، بعد ان وجد نفسه في مواجهة مع الحلفاء قبل الخصوم.
 
تطورات الموقف الاخيرة تُظهر، بما لا يدع مجالاً للشك، أن رئيس الوزراء الاسرائيلي، تلقى رسائل إقليمية ودولية عديدة مفادها ان إقدامه على هذه الخطوة من شأنه تغيير مواقف الكثير من الدول والمنظمات الداعمة لاسرائيل في اوروبا وأميركا، وقد يؤدي الى تأييد دولي واسع ومؤثر لإعلان دولة فلسطينية مستقلة، وتزايد مقاطعة إسرائيل إقتصادياً وسياسياً، وهو الامر الذي ستخرج منه اسرائيل بخسارة لا تريدها في الوقت الحالي، وغير مستعدة لدفع كلفتها، نتيجة الانقسام الحاد في المجتمع الاسرائيلي، وتبلور رأي عام اسرائيلي ضاغط لجهة رفض أو تأجيل الضم.
 
يدرك المجتمع الاسرائيلي أنه يسير في إتجاه خاطئ إذا أيد خطوة نتانياهو، الذي يسعى خصوصا منذ قدوم الادارة الأميركية الحالية برئاسة ترمب، إلى إستغلال التأييد المطلق من قبلها لوجهة النظر الاسرائيلية على حساب الجانب الفلسطيني، خصوصا وان حكومة نتنياهو المدعومة أمريكيا ضغطت من أجل نقل السفارة الاميركية للقدس وحققت مرادها، ولو بتأييد عالمي لا يتعدى عدد اصابع اليد الواحدة، وحاولت شطب «الانروا» التي ترعى شؤون اللاجئين الفلسطينيين لإسقاط حق العودة، لكنها فشلت في تحقيق مرادها.
 
الاردن وفلسطين اللتان تخوضان بقوة معركة سياسية ودبلوماسية حاسمة مع اسرائيل، وتدافعان بشراسة عن الامن القومي لكليهما يحظيان بموقف دولي داعم كونهما يستندان لحقوق مثبتة وإتفاقيات موقعة، ورفض مطلق للتعدي الصارخ على الاراضي المحتلة في غور الاردن، حيث يرتبط الطرفان بحدود طولها 72 كيلو متر، والتي تسعى اسرائيل لضمها، ومنع التواصل الجغرافي بين الأردن وفلسطين، وبالتالي القضاء مطلقاً على اي أمل للفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.
 
أياً كانت خطوة نتانياهو المقبلة بخصوص الضم، سواء للمضي قدماً به أو إرجائه لإشعار آخر، أو حصره بمستوطنات «معاليه أدوميم» شرق القدس، و«أريئيل» في شمالي الضفة الغربية، و«غوش عتصيون» في جنوبها، نعوّل كثيرا على الموقف العربي الذي بدأ يرتقي إلى مستوى الحدث بعد التوعية بأبعاده ومخاطره، وهذا يتطلب جهداً عربياً متواصلاً وحضوراً دبلوماسياً واسعاً لمنظمة التعاون الاسلامي، من أجل إيجاد حل نهائي وشامل للقضية الفلسطينية بعيداً عن مهاترات ساسة إسرائيل ومغامراتهم الطائشة.