رصين - رصد- أثار إلقاء القبض على لاجيء سوري يتنكر بهيئة بائع متجول كل الهواجس المتعلقة إعلاميا وسياسيا وأمنيا بما تسميه السلطات الأردنية بالخلايا النائمة التابعة لمخابرات الرئيس السوري بشار الأسد .
ورغم نفي السلطات الأمنية رسميا لقصة البائع المتجول تسير البوصلة بإتجاه {التكتم الشديد} على أي تفاصيل أمنية إحترازية لها علاقة بمراقبة حثيثة لمجتمع اللاجئين السوريين الذي بدأ يزيد تعداده في الأردن عن 150 الفا من الفارين من جحيم ما يجري في دمشق وما حولها.
قصة عميل المخابرات السورية المتنكر بزي بائع متجول لنوع حلويات شعبي إسمه {شعر البنات} بدأت مع رواية تناقلتها مواقع إلكترونية محلية تقول بأن الشرطة قبضت على بائع سوري في إحدى قرى مدينة الرمثا الأردنية لاحظ مواطنون أنه يملك جهازا عصريا للتنصت وهاتفا خلويا متطورا لا ينبغي أن يحمله بائع متجول.
إنتشرت القصة بسرعة بين صحف المواقع وشبكات التواصل المحلية الأردنية مما إضطر الشرطة لإعلان نفيها لاحقا .
لكن حصول ترتيبات وإجراءات أمنية مكثفة خلال اليومين الماضيين في محيط مخيم الزعتري الشهير المخصص للاجئين السوريين عزز الهواجس والتكهنات حول مخاوف أردنية من خلايا نائمة خصوصا وأن السفير المخلص للنظام السوري في عمان الجنرال بهجت سليمان نشيط جدا وبصورة فعالة في الساحة الأردنية ويميل إلى مناكفة وزارة الخارجية والسلطات الأردنية التي وضعته تحت الرقابة.
هذه الهواجس وصلت إلى مستويات رفيعة جدا بمجرد الإعلان عن شبهة جنائية في مقتل لاجيء سوري توفي حرقا بعدما إحترقت خيمته في ساعة متأخرة من الليل في حادث تتكتم الشرطة الأردنية على تفاصيله مما ساعد بعض تقارير الإعلام الخارجي في ترويج المزيد حول الخوف الأردني من ظاهرة الخلايا النائمة.
الإجراءات الإحترازية الأمنية في محيط مخيم الزعتري توسعت خلال الأيام القليلة الماضية خصوصا بعد تزايد هائل في أعداد اللاجئين دفع الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة للإعلان عن عدم توفر مال يكفي لإغاثة اللاجئين السوريين الذين يتزايدون بشكل مكثف جدا.
قبل ذلك كان رئيس الوزراء فايز الطراونه قد إشتكى في إجتماعات مغلقة من وجود مشكلة إقتصادية ومالية وأمنية إسمها تكدس اللاجئين معترفا بأن مخيم الزعتري ودلالاته هو عنوان للصداع الأهم الذي يشغل حكومته مر حليا.
القرار الأردنية يحتاط المسئولون من وجود خلايا نائمة فعلا في أحضان المجتمع الأردني أو مختلطة باللاجئين يمكن أن تتحرك بأوامر من دمشق لإيذاء الأردن في أي وقت وفقا للأجندة السياسية لنظام دمشق.
هذا التفكير يدفع أجهزة الإستخبارات والمعلومات والإستطلاع الأردنية الأمنية للإستنفار عمليا والتفكير في كل الإحتمالات فأحد المسئولين أبلغ القدس العربي بأن عددا كبيرا من ضباط وعناصر الأمن في ميدان المنطقة الشمالية اليوم تحسبا لأي طاريء من هذا النوع .
فيما يبدو إنتقل الأمر من دائرة الإحتياط إلى دائرة التدقيق الأمني وإستجواب بعض النشطاء واللاجئين فعلا مما يعني بأن خطر هذه الخلايا أصبح محتملا بالنسبة لدوائر القرار الأردنية.
قبل ذلك كانت حوادث محددة قد ساهمت في قرع جرس الإنذار سواء عندما تعلق الأمر بمحاولة قيل أنها تجددت لتسميم خزانات مياه في مناطق شمالية أو عندما تعلق بضبط عبوة متفجرة تحت سيارة رجل أعمال محلي يدعم اللاجئين أو بضبط مساعدات علاجية تبين أنها فاسدة ومرسلة للاجئين أو حتى بوفاة أحد اللاجئين بعد إحتراق خيمته أو بالقبض على شبكة دعارة قيل أنها ضمت فتيات سوريا تم إرسالهم قصدا .
كلها أحداث تقلق المؤسسة الأردنية بعنف وتستنفر جهازها الأمني حتى إن لم يكن لها علاقة بخلايا نائمة.
على صعيد متصل واصل النظام الإيراني تحركاته لإنقاذ حليفه نظام الرئيس السوري بشار الأسد من الانهيار، إذ أعلن حسين طائب، رئيس دائرة استخبارات الحرس الثوري الإيراني، أمس، أن إيران عليها مسؤولية دعم حكومة الأسد. ونقلت وكالة «فارس» للأنباء عن طائب قوله «علينا مسؤولية دعم سوريا وعدم السماح بكسر خط المقاومة». وبينما وصل رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، إلى دمشق صباح أمس, أجرى وزير المصالحة الوطنية السوري، علي حيدر، في طهران، أمس، مشاورات مع المسؤولين الإيرانيين، للبحث على ما يبدو في مساعي إيران لتشكيل مجموعة اتصال لحل الأزمة السورية «سياسيا».