Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Sep-2018

في الطريق إلى الصحوة - رافيتال عميران

 

معاريف
 
الغد- نحيي هذه الأيام 25 سنة على اتفاقيات اوسلو. فحكومة اليمين التي تحكم في معظم الوقت منذ اغتيال المبادر والمتصدر لهذه الاتفاقات، يتسحاق رابين، فعلت كل شيء كي تثبتها في الوعي العام كفشل ذريع لليسار. وهذه الأيام تنجح في جني الثمار.
خطوات سياسية ذات مغزى بشكل عام تحظى بتحليل تاريخي معقد. ففي اليمين يدعون بحدة أن العمليات الانتحارية الفظيعة التي جاءت بعد وقت قصير من التوقيع على الاتفاقيات هي الدليل على فشلها. وشعار "مجرمو اوسلو إلى المحاكمة" مخطوط جيدا في الخطاب الإسرائيلي. من ناحية عامة، من الصعب الجدال مع قرب مواعيد أحداث الإرهاب والاتفاقيات. 
لا شك أن معظم الجمهور الإسرائيلي الذي آمن بالسلام، فقد في منتصف التسعينيات ثقته بالفلسطينيين، وفشل ادخال المسيرة السياسية في جمود عميق معناه على مدى السنين الابقاء على الوضع الانتقالي: عدم التقدم إلى حل دائم وإلى اقامة دولة فلسطينية، ولكن أيضا عدم التراجع عن الاتفاقيات التي تحققت وانعدام الاستعداد للعودة إلى احتلال مناطق أ و ب. وبخلاف تيار الوسط الذي سار في التيار مع وضع التجميد، لم يتجمد اليمين على حاله. فقد تمكن من استخدام فقدان الوسط لاهتمامه بالوضع السياسي وسعى في ظل عدم الاكتراث ومفهوم "اللا شريك" إلى تحقيق اجندته المسيحانية، التي تتضمن الغاء الاتفاقات. 
منذ بداية العمليات الانتحارية الاجرامية نجح اليمين بأن يثبت في الحياة العامة شعار "مجرمو اوسلو إلى المحاكمة"، وهكذا عمليا يؤطرهم بانهم النتيجة الحصرية للمصافحة بين رابين وبيرس وعرفات. وإلى ذلك حرص على ان يطوي في النسيان احداثا تاريخية مهمة اخرى مسؤولة عن دفن اتفاقات اوسلو: اغتيال يتسحاق رابين على يد نشيط اليمين المتطرف يغئال عمير، المذبحة النكراء في الحرم الابراهيمي للمخرب اليهودي باروخ غولدشتاين، الذي قتل 29 مصليا فلسطينيا، ثم الحجيج الاستفزازي لاريئيل شارون، في حينه رئيس المعارضة، إلى الحرم، والاضطرابات الدموية التي نشبت في اعقابه. وفوق كل ذلك صعود بنيامين نتنياهو إلى الحكم؛ زعيم اصبح بقاؤه السياسي هو الاهم حتى بثمن الاستسلام الهادئ ولكن الثابت للنزوات الفاشية من اليمين المتطرف. 
خلال السنوات الـ 25 من الوضع الانتقالي، عمل اليمين المتطرف برعاية صمت الوسط ونظرية "اللا شريك" من اجل الغاء اتفاقيات اوسلو. وبخلاف الوسط، لم يكن يحتاج حقا إلى احداث الإرهاب كي يحارب قيام دولة فلسطينية، التي تتعارض وايمانه ببلاد إسرائيل الكاملة. ولكنه بلا ريب عرف كيف يستغل جيدا المبرر الأمني بشكل تهكمي كي يدفع إلى الأمام بفكره المسيحاني. 
ومن خلال صراع عنيد، سواء استيطاني ام قضائي، نجده رويدا رويدا يحقق إنجازات على الارض ويثبت حقائق تجعل من الصعب قيام كيان فلسطيني مستقل وموحد في يهودا، السامرة وغزة. ان تطبيق انظمة السوق التي تسمح بشرعنة بؤرة استيطانية على أرض فلسطينية خاصة، هو بلا شك خطوة دراماتيكية في الاتجاه. ولهذا يجب ان تضاف محاولات التسوية مع حماس، في ظل قطع مشكلة غزة على المشكلة الفلسطينية وتجاهل أبو مازن. 
في هذه المرحلة، تنسجم افعاله الجنونية غريبة الاطوار مع آلاعيب رئيس القوة العظمى الكبرى، دونالد ترامب. الوسط الإسرائيلي سيستيقظ من سباته فقط عندما تعطي آثار هذه الجنونيات ثمارها الأمنية والاقتصادية. نتائج الانهيار المرتقب للأونروا وقطاع غزة كلها هي بداية الطريق للصحوة.