Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Dec-2017

معالم الإنجازات الطبية في الالفية الثانية - د. عميش يوسف عميش

 الراي - عندما نتطلع الى الماضي ونتذكر الالفية الثانية علينا الا ننسى العدد الكبير من العلماء الذين ساهموا فيتطور وتقدم العلوم والبحوث الطبية والاكتشافات والانجازات وبخاصة امراض المناعة والوبائيات والاوراموذلك بتشخيص ومعالجة الامراض المتعددة، اي نتذكرهم كأننا نعرف ان انجازاتهم مستمرة وقائمة حتىاليوم وليس فقط احداث مضى عليها الزمن واصبحت في عالم النسيان. لقد شهد العالم في الالفية

الثانية تغيرات جذرية في ديموغرافية وسياسة البنية الاساسية للمجتمعات في كلا الدول النامية والدول
الصناعية، تلك التغيرات التي اعطت توقعات عالية بالنسبة للرعاية الصحية، والتعليم، ونظافة البيئة وعدم
تلوثها، وزيادة دخل الفرد وفوق ذلك كله النوعية الجيدة في مستوى المعيشة لجميع الشعوب. ان التفاؤل الزائد في التوقعات تحتم
علينا مراجعة الاساليب والاهداف الخاصة بالتنمية والتي تساعدنا لفهم افضل لموضوع الصحة وعلاقتها بمظاهر التطور في حياتنا. ان
الصحة شيء مرتبط ارتباطاً اساسياً وجوهرياً بواقع السياسة والاقتصاد والتطور الاجتماعي والبيئة. ورغم التقدم في مجال العلوم
الطبية والتكنولوجيا والاتصالات والكمبيوتر والانترنت، بالإضافة للرعاية الصحية، والرفاهية الاجتماعية، فإننا لا زلنا نواجه تحديات كثيرة.
فالفقر يعتبر العامل الاكبر والاول لأسباب الموت والمعاناة في كل ارجاء العالم. فنصف سكان العالم اي اكثر من ثلاثة مليارات نسمة
يعيش منهم العدد الاكبر في العالم الثالث يعانون الفقر المدقع والمجاعة وحوالي ثلث اطفال العالم يعانون من سوء التغذية. ونصف
سكان الكرة الارضية لا يقدرون الحصول على العلاجات الاساسية لأمراضهم كذلك اللقاحات، وليس لديهم السبل لتعزيز صحتهم
والحصول على الماء غير الملوث والصالح للشرب. وحسب احصاءات منظمة الصحة العالمية هناك مليار نسمة عاطلين عن العمل او
يعملون بدوام جزئي وحوالي (40 (مليوناً محرومون من الدراسة الابتدائية و(350 (مليون من الدراسة الثانوية. اما التهديدات للأمن
الداخلي للدول فقد ادت الى مشاكل صحية كثيرة مثل: النمو الديموغرافي، والهجرة الجماعية، والتحضر، والى نزاعات وخلافات وصراعات
اجتماعية واخيراً الى الجريمة المنظمة وكل اوجه الارهاب. كما ان هناك غياباً للعدالة وزيادة في العنف، وصراعات مسلحة، ومآس طبيعية
كالزلازل والبراكين والتسونامي، وكذلك تلوث المناخ الذي يبدو انه اصبح شيئاً اساسياً من صفات الطبيعة التي نعيش فيها وانحسار
طبقة الاوزون والاحتباس الحراري. بالإضافة الى ارتفاع نسبة الطلاق والادمان على الكحول والتبغ والمخدرات وانتشار مرض الايدز، حيث ينتج
عن كل ذلك زيادة عدد الاطفال الذين ليس لهم مأوى غير الشوارع وكذلك عودة او حدوث امراض قديمة اهمها مرض التدرن (السل). ان
كل هذه المشاكل مرتبطة بالصحة وتنعكس على رفاهية بني البشر ومعيشتهم وحياتهم. ومع انتهاء الالفية الثانية قبل 17 عاماً
وبدء الالفية الثالثة، فان العلماء وخبراء الصحة ملزمون لان يعملوا على تحسين نوعية الحياة على وجه الارض. وعلينا ان نستمر في
مخاطبة موضوع الصحة من جوانب متعددة كالأمن الانساني وكجسر نعبره نحو السلام والازدهار. كما ان التعليم والتثقيف الجيدين
يحسنا من حياتنا وطبيعة عملنا مما يؤدي الى وضع صحي افضل وفي نهاية المطاف يساهم في تقليل نسبة وفيات الاطفال الرضع،
وارتفاع نسبة العمر المتوقع ونوعية افضل لحياة الجميع. ان العلماء والاطباء امامهم مسؤوليات في مجال تنمية وتطوير العلوم
الطبية، وتحسين انظمة الرعاية الصحية ونوعية الحياة التي نحياها. هناك تحديات كبيرة نواجهها وتقف عثرة امامنا. اما تنمية وتطور
عالمنا في الالفية الجديدة (الثالثة) فذلك يعني التقدم والارتقاء في البنى التحتية للمجتمعات وبخاصة التصنيع وزيادة الدخل القومي
للأمم، وبالنهاية الرفع من مستوى حياة الشعوب. كما ان العالم قد شهد حقائق جديدة لا بد لنا ان نعيشها وكمحاولة لنعدل ونتكيف
من جديد لإعادة تعريف الحدود بين الاوطان والعولمة التي ادت الى انكماش في حدود الثقافة والاقتصاد والتي تمخض عنها مذكرة
منفردة لعالم احادي. اما التهديد الاهم والاكبر الذي يواجه الشرق الاوسط ودول اسيا في الوقت الحاضر وحتى دول العالم اجمع فهو
الارهاب الذي تقوده عصابة الخوارج (داعش) الارهابية والذي ادى ويؤدي الى حروب اهلية، وقتل ونزوح ملايين المواطنين الذين اصبحوا
لاجئين في دول الجوار بالإضافة لدمار البنية التحتية للمدن والقرى والتراث والاثار وحرق الارض ومن عليها. ان فكرة هذا المقال بخلفية
فهم الماضي ومن ثم قراءة الحاضر وبالطموح لمستقبل افضل، هو التخطيط لتاريخ مبهج في مجال الطب في الالفية الثانية وما
صاحبها من فوائد عظيمة للإنسانية نبني عليها في الالفية الثالثة، كذلك ادراك الانجازات التي قام بها بعض هؤلاء الذين ساهموا في
تطور العلوم الطبية في الالفية الثانية والذين اردت ان اطلق عليهم كنية (Figures Universal (اي الشخصيات العلمية العالمية. فلقد
قاموا بما حققوه من انجازات طبية كبيرة لها دلالات اساسية وهي ان العلوم الطبية لا بد لها ان تتصف بالصفة الانسانية في روحها
والعقلانية في استخداماتها والاخلاقية في اهدافها. كما ارجو ان تكون هذه المراجعة الاستذكارية والوعي والادراك والاعتراف بالماضي
طريقاً يقود رؤيتنا لعالم افضل انه عالم المستقبل المشرق.