Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Aug-2018

تحقيق إسرائيلي: شبكة روسية استغلت علاقات إسرائيل بواشنطن لصالح ترامب
 
القدس: كشف تحقيق أجرته القناة التلفزيونية العاشرة الإسرائيلية، كيفية قيام شبكة روسية بالتأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح الرئيس الحالي دونالد ترامب، من خلال تحسين صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعلاقاته مع ترامب، وبالمقابل إبراز التوتر بين نتنياهو والرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما بما ينعكس سلباً على نظرة الناخب الأمريكي إلى مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.
 
وبثت القناة العاشرة التقرير، مساء الإثنين، وبيّن أن هذه الشبكة قامت ببث مئات آلاف المنشورات والتغريدات عبر حسابات لموقعي فيسبوك وتويتر، ومنصات تواصل اجتماعي أخرى وهمية، لتثير حواراً حول العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، وتبرز حسنات علاقة نتنياهو-ترامب، وتدهور علاقات الديموقراطيين بإسرائيل.
 
وقالت القناة العاشرة إن التحقيق كشف عن ثلاثة ملايين تغريدة آخرها نُشر قبل ثلاثة أشهر، كلها من إنتاج عملية روسية محكمة التخطيط، نفذتها “وكالة أبحاث الانترنت” الروسية، التي وصفتها القناة بأنها منظمة غامضة تعمل من موسكو، وهي مموّلة من قبل شخص مقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووظفت المئات من العاملين لسنوات كي تؤثر على الجدل الدائر في الولايات المتحدة والدول الغربية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة تويتر وفيسبوك ويوتيوب.
وكانت وكالات الاستخبارات الأمريكية قد خلصت نهاية عام 2016 إلى أن التدخل الروسي كان السبب في ترجيح كفة ترامب في الانتخابات الرئاسية مقابل هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي، وذلك عن طريق هجمات إلكترونية وأخبار كاذبة على شبكات التواصل الاجتماعي.
 
وهذه المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن استغلال الروس للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية في حملتهم “المفترضة” التي هدفت لمساعدة ترامب على الفوز.
وحسب التحقيق التلفزيوني الإسرائيلي، كان عميل روسي من بين مئات العملاء العاملين في الشبكة يقوم بإنشاء حسابات مزورة، وينشر عليها قصصاً وهمية، مثل منشور (على فيسبوك) شبّه الصراع بين كلينتون وترامب بالصراع بين الشيطان والمسيح، وتغريدة على تويتر، ادعت أن كلينتون زيفت نتائج الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي في كل المناطق التي فازت فيها كي تنال ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية.
 
وكان هذا العميل يختار اسماً أمريكياً له، ويقدم نفسه على أنه من مؤيدي الحزب الجمهوري في ولاية تينيسي مثلاً، وهذا أكدته الاستخبارات الأمريكية أيضاً، وقالت إن الهدف الأساسي كان زرع الفرقة، ونشر الآراء المتطرفة وإضعاف أمريكا.
 
أما الهدف الثاني فكان مساعدة ترامب في الوصول إلى البيت الأبيض.
 
وقال التحقيق إن ملايين الأميركيين تعرضوا للحملة الروسية دون أن يعلموا ذلك ربما حتى اليوم.
 
وأشار التحقيق إلى محاولات روسية لتعكير العلاقات بين أوباما ونتنياهو، ولتعزيز العلاقة بين ترامب ونتنياهو، عن طريق تغريدات جاء في إحداها: “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متهم بالفساد؟، هذا مستحيل! نتنياهو صديقنا. وتحت حكمه صارت إسرائيل حليفتنا الأقوى، شاركوا هذه التغريدة إن كنتم تظنون أن نتنياهو بريء”.
 
وفي تغريدة أخرى: “لو كان لدينا شخص مثل نتنياهو عام 1938 لثنى تشامبرلين عن إجراء مفاوضات مع هتلر”.
 
والمقصود هنا آرثر نيفيل تشامبرلين، الذي كان رئيساً للوزراء في بريطانيا، والذي حاول استرضاء الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر اجتناباً لشره، لكن ذلك لم يفده، واندلعت الحرب العالمية الثانية واضطرت بريطانيا للدخول فيها ضد ألمانيا.
 
ويبدو أن المقصود تشبيه أوباما بتشامبرلين في مفاوضاته مع إيران حول برنامجها النووي.
 
أما أكثر التغريدات إعادة للنشر والمشاركة، فتتعلق بالدفاع عن ترامب واعتبار أنه يتعرض لمحاولة تشويه وشيطنة تماماً مثل نتنياهو، وأن الاثنين هما اللذان يسعيان لكشف فشل أوباما.
 
فمثلاً عندما زار نتنياهو سور الصين العظيم، كتب في أحد التغريدات: “من الضروري بناء سور في غرب أوروبا”، في إشارة كما يبدو لوقف هجرة المسلمين تجاه أوروبا الغربية، ولدعم برنامج ترامب الانتخابي المناهض للمهاجرين.
 
وحسب القناة العاشرة، فقد تم تحليل ثلاثة ملايين تغريدة لصالح التحقيق التلفزيوني، وبيّن جزء منها محاولات لتعزيز اليمين واليمين المتطرف في الخريطة السياسية الأمريكية، من أجل أن تتعزز صورة نتنياهو بشكل إيجابي في صفوفه، كما ذكر البروفيسور باتريك وورن، في جامعة كليمسون بولاية كارولينا الجنوبية.
 
وذكرت القناة أنه من بين ثلاثة ملايين تغريدة، هناك 832 ألف تغريدة كتبت بلغات غير إنكليزية.
 
وتناولت عشرات آلاف التغريدات إسرائيل وإيران والشرق الأوسط.  (الأناضول)