Thursday 26th of December 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Nov-2024

أمراء ورجالات دولة يؤمون حفل تأبين الرفاعي (صور وفيديو)
عمون - مندوبًا عن جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبدالله، وبحضور سمو الامير طلال بن محمد وسمو الأميرة غيداء طلال وسمو الاميرة سمية الحسن رعى رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان حفل تأبين رئيس الوزراء الأسبق المرحوم زيد الرفاعي الذي أقيم مساء الأربعاء في قصر الثقافة بعمان.
 
وافتتح الحفل برسالة من سمو الامير الحسن بن طلال قرأها عريف الحفل الوزير الاسبق حيدر محمود، وكلمة جلالة الملك عبدالله الثاني، ألقاها رئيس الوزراء جعفر حسان.
 
وألقى كل من رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز ورئيس المحكمة الدستورية محمد الغزو والوزير الأسبق رجائي المعشر والوزير الأسبق رجاء الدجاني والوزير الأسبق نايف القاضي والوزيرة السابقة رويدا المعايطة والسياسي حمزة منصور كلمات عن الفقيد، بالإضافة إلى كلمة آل الفقيد ألقاها نجله رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي.
 
وعرض في حفل التأبين مقطعي فيديو عن الفقيد الرفاعي، والفقيد في عيون أصدقائه.
 
وحضر الحفل رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي ورؤساء الوزراء السابقون، وعدد من الوزراء والوزراء السابقين والنواب، ورجالات سياسية ووطنية، حيث امتلأ مدرج قصر الثقافة بالحاضرين.
 
 
ووجه سمير الرفاعي، نجل الفقيد في كلمته شكرًا للأسرة الأردنية التي طوقت أعناق العائلة بمشاعر صادقة خففت المصاب، مؤكدًا أنّ العائلة لمست من عائلتها الأردنية دفئًا ومودة شكلت معنى الأسرة الواحدة الكبيرة.
 
وتاليًا كلمة آل الفقيد:
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
مندوب صاحبي الجلالة المعظمين، دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان الأفخم
أصحابَ السمو الملكي الأمراء ...
أصحابَ الدولةِ والمعالي والسعادة،
السيداتُ والسادة،
الجمعُ الكريم،
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أقفُ اليوم، بينكم، امتناناً وعرفاناً، وقد طوّقت الأسرةُ الأردنية الواحدةُ أعناقَنا، بمشاعرَ صادقةٍ كريمةٍ، خفّفت مصابَنا، وكانت لنا خيرَ عزاء، في فقدِنا الوالدَ الغالي..
 
لقد لمسنا بكل ما في الكلمةِ من دفءٍ ومودة، معنى الأسرةِ الواحدة الكبيرة المتكافلةِ؛ الأسرةِ التي أعزّها الباري سبحانه وتعالى، بخير قيادة وخيرِ جُندٍ؛ على أرضٍ باركَ اللهُ فيها، وأقسمَ بتينِها وزيتونِها، وضمّ ثَراها الطهورُ أنبياءَ الله ورسالاتِه وأولياءَه وصحابَةَ نبيّه الأمين.
 
 
 
هذه الأسرةُ الواحدة، يجسّدُها، اليوم، جمعُكم الكريم، الذي يشرّفُنا بحضور هذا اللقاء، في ذكرى ابنٍ بارٍّ من أبناءِ الأردن المنيع، أردنيٍ نذرَ روحَه وحياتَه وجهدَه وعملَه، لخدمة الأردن الغالي وقيادتِه المباركة وشعبه النبيل، فعاش وقضى، جندياً مخلصاً، وما بدّل تبديلاً..
 
 
كان والدي، رحمه الله، واحداً من أبناءِ جيلِه، ومن ثقافةِ جيله ومن وعي جيلِه؛ جيلِ الحسينِ بن طلال، طيب الله ثراه... جيلٍ أدرك أن حجمَ الأردن لا يُقاسُ بمساحتِه ولا بعديدِ سكانِه ولا بمواردِه، ولكن؛ بعزيمته ورسالتِه وهِمّةِ أبنائه.. 
 
نشأ والدي مؤمناً بالله عز وجل، ومتشبّعاً فكرَ العروبةِ ومبادئَها، ومنتمياً لخطابِ النهضة العربية الكبرى، الذي قامت على أساسِه الدولةُ الأردنيةُ الحديثة، داراً للعزّ والكرامةِ، وسنداً لقضايا الأمة ووطناً يستحقه الأردنيون، الذين قدموا الغالي والنفيسَ في مُعتركِ البناء والتضحية، فكانَ الأردنُ، زنوداً تحمي وسواعدَ تبني، وحكايةَ نجاحٍ وكبرياء.
 
 
 
نقفُ إجلالاً واحتراماً لهذا الجيلِ المخلصِ الذي سلّم الرايةَ والأمانةَ لجيلِ عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله وأيده بنصره المبين، ليواصلَ خلفَ قيادةِ جلالتِه الحكيمة، مسيرةَ التحديثِ والعزمِ والأمل؛ وليبقى عَلمُ الأردنِ، أبدَ الدهر، "خافقاً في المعالي والمُنى، عربيَّ الظِلال والسّنا، زاهياً أهيباً، ظافراً أغلبا"، بعون الله، وبهمّة الأردنيين والتفافِهم حول قيادتِهم الهاشمية المظفرة.
 
الجمعُ الكريم،
 
يعفيني متحدثون كرامٌ، ومختصون، من التحدثِ عن جوانبَ مهنيّةٍ، سياسيةٍ وإدارية، في مسيرةِ الوالد رحمه الله.  
 
ولكني، وفي هذا المقام، أودُّ أن أؤكد إن الوالدَ الذي خاض غمارَ العملِ العام، أغلبَ سنواتِ حياته، واجتهدَ واتخذَ قراراتٍ اختلفَ معها واتفق معها كثيرون، كان يدركُ أن رجلَ الدولةِ الحقيقيَ صاحبَ الرأيِ والموقفِ لا يجوزُ أن يكونَ محايداً عندما يتعلقُ الأمرُ بالوطنِ وهويتِه وأمنِه وسيادةِ القانون..
 
وعليه أن يكونَ في الموقعِ والموقف الذي تقتضيه أمانةُ المسؤولية، مهما كانت الكُلفُ باهظةً، ما دامت النوايا والجهودُ خالصةً صادقةً في ولائها وانتمائها.
 
لقد حرص والدي طيلةَ حياته، أن يترفّعَ عن الخصوماتِ الشخصيةِ، وأن يعفَّ عن الخوضِ في سيرةِ وأخطاءِ الآخرين.
 
كان مُوقِناً أن الحقَ يعلو، ولا يُعلى عليه، وأن جولةَ الباطل لا تطول..
 
وكانت رسالتُه لنا، أن كونوا دائماً معتمدين على الذات، مخلصين في كل جهد أو عمل، أوفياءَ صادقين، اعتمدوا الاستقامةَ نهجاً ومبدأَ حياة، وادفعوا دائماً بالتي هي أحسن.
 
علّمَنا والدي أن عفةَ اللسانِ كعفّةِ اليد، وأن الاستقامةَ هي في كلِ التفاصيلِ وأدقِها، وأن الوفاءَ وحُسنَ المَعشَر ونظافةَ الخُلقِ وصدقَ النية واحترامَ الكبيرِ والصغير، هي ميزاتّ تصنعُ الإنسان..
 
لقد كان، رحمه الله، مؤمناً بالله عز وجل، موقناً أن الموتَ حقّ وأن الآخرةَ حقّ وأن الدنيا ممرّ.. وليس الإنسانُ بالمحصلة، إلا جملةَ مواقفَ وسيرةً وذكرى.
 
 
 
الجمعُ الكريم،
 
وفي رحيلِ الوالد، والصديقِ والقدوة، لم أجد أصدقَ وصفاً من أبياتٍ كتبَها العمُ الكبير الشاعرُ الأردني الراحل، عبد المنعم الرفاعي، في رثاءِ شقيقِه الكبير، جدّي سمير طالب الرفاعي، يقولُ فيها؛
 
كنــتَ دنـــــيـــــايَ فـــلـــمــــــــــــا أَفَــــــلَــــتْ      أقْــــبـــلَـــــَتْ دنــــيــــــا مــــن الــهـــــمِّ الــــــمُــــثيــــرِ
 
كنــتَ نجـــــــوايَ إذا ضَــــنَّـــــتْ عــــلــى      كـــبــــريــــــــائي ظــــلــــمـــــةُ اللــــيلِ العـــــســــيــــرِ
 
كنــتَ لــــي ما فَـــــــيَّــــــأَ الـــظِـــــلُّ ومـــــــا    نَــــــثَــــــرَ الـــــطَّــــــلُّ عـــلـى الــمــوجِ الخـــضــيــرِ
 
أقــــــرأُ الــتــــاريـــــخَ فــي الــــوجــهِ الـذي كَـــــتَــــــــبَ الـــتــاريـــــخَ فــي أبـــهـــى ســـطـــــورِ
 
إن دعـــــاه الــــقـــرْبُ لَــــبَّـــــــى وافـــيـــــاً   أوْ دعــــــــــــاهُ الـــــــبُـــعْـــــــــدُ لَــــبَّــى بـالضــمـيـــرِ
 
ظــــــامِــــــئٌ لا يَــــــــــرِدُ الـــــحــــــوضَ إِذا عَـــــبَـــــثَــتْ فـي مــائِــهِ عَـــطْـــشَــى الــطـيــــــورِ
 
أنِــــــــــــــــفٌ إِن مَــــسَّـــهُ الــــكُــــرْهُ أبَــــى        مُـــــرْهَـــــــفٌ كـالــســيــفِ فــي الغــمْــدِ الــوقـــورِ
 
مـــــؤمـــــــنٌ بـــــاللّه بــــالـــخيـــــر بــــمـــــا   قَــــــــدَّرَ الـــــخـــالـــــقُ بـــالــــــيــــــومِ الأخــــيــــــــــرِ
 
كــان لا يــقبـــلُ فـــي الـحــــقِّ ســـــوى أنْ يـــــقــــولَ الـــــحــــــقَّ وَضــــاحَ الـــظــهـــــــورِ
 
وسَــــنَـــــــا خُــــلْــــقِـــكَ يــسـمــو عـــاليــاً  يَــــــــسَـــــعُ الـــنــــاسَ كـــبـــــيـــــراً بــــصـــغــيـــــــــرِ
 
كــنـــتَ تَـــــــدري أنَّ مـــا قَــدَّمْــــتَـــــــــــهُ مِــن عــمـيـــمِ الخـيــرِ يبــقـى فـــــي الـــصـــدورِ
 
وإلــى جَـــنّـــــَاتِــــــهِ تَــطــــوي الــسُّـــــرَى فــي الـظــــلالِ الــخُـــضْـــرِ والـــمــاءِ الـــنَّــــمــيرِ
 
يــــجـتــبــيــــكَ الـــمَــــلَـــــكُ الأعــلَى إلى     وارفِ الــــرحــمــــةِ فـــي الــركْــــنِ الـــطـــهــــــورِ
 
 الجمع الكريم
 
الشكرُ والامتنان لكم جميعاً، لحضوركم وتواجدكم معنا هذا المساء، كما كنتم معنا ووقفتم إلى جانبنا بمصابنا الجلل؛ فالأردنيون، كانوا، وما زالوا، وسيبقون دائما وأبداً؛ أهلَ الخير وأهلَ النخوة وعنوانَ المروءةِ والشهامة.

وأسألُ الله تعالى أن يحفظَ الأردنَ الغالي، حرّاً منيعاً أبياً مزدهراً، في ظل حامي الحِمى وقائدِ مسيرة الخير، جلالةِ الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله ورعاه وإلى جانبه ولي عهده الأمين."