Tuesday 17th of September 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Sep-2024

نتنياهو والحكومة يستعدون لاستيطان وضم شمال غزة

 الغد-هآرتس

بقلم: الوف بن
10/9/2024
 
إسرائيل دخلت المرحلة الثانية من الحرب في غزة التي ستعمل فيها على استكمال السيطرة على شمال القطاع، من الحدود السابقة وحتى ممر نتساريم. يمكن التقدير بأن هذه المنطقة سيتم إعدادها بالتدريج لتوطين اليهود والضم وفقا لمستوى المعارضة الدولية التي ستثور في أعقاب هذه الخطوة. إذا تحققت هذه الخطة، فإن السكان الفلسطينيين الذين بقوا في شمال غزة سيتم إبعادهم من هناك كما يقترح الجنرال احتياط غيورا آيلاند، بمساعدة تهديد الجوع وغطاء "حمايتهم"، في الوقت الذي يقوم فيه الجيش الإسرائيلي بقنص مسلحي حماس الذين يوجدون في المنطقة.
 
 
رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يحلم بالتأكيد بما يعتبره المعجبون به كإنجاز حياته، توسيع مساحة دولة إسرائيل، للمرة الأولى بعد خمسين سنة على عملية الانسحاب التي بدأت بعد اتفاق فصل القوات بعد حرب يوم الغفران. معظم أسلافه وهو أيضا تنازلوا عن مناطق، والآن حان الوقت للانقلاب والتوسع. هذا سيكون "النصر المطلق" بالنسبة له، و"الرد الصهيوني" على مذبحة 7 تشرين الأول (اكتوبر) وعلى الاختطاف والإهانة الفظيعة لإسرائيل والجيش الإسرائيلي على يد الفلسطينيين واللبنانيين.
الدخول الى المرحلة الجديدة للحرب لم يبدأ بالعملية البرية التي شاركت فيها فرق عدة أو بالاقتحام الجريء لجبهة العدو الداخلية، بل من خلال بيان بيروقراطي صدر في 28 آب (أغسطس) الماضي حول تعيين العميد العاد غورين كرئيس لوحدة منسق أعمال الحكومة في المناطق للشؤون الإنسانية-المدنية في القطاع في. هذا اللقب الطويل الذي سيجره غورين وراءه الى حين العثور له على اختصار عسكري في قاموس الجيش الإسرائيلي، يساوي رتبة رئيس الإدارة المدنية في الضفة الغربية، عمليا، يجب تسميته "الحاكم العسكري" في غزة، وهذا تجسيد عصري للواء موشيه غورين الذي شغل هذا المنصب عند احتلال القطاع في حرب الأيام الستة.
في الخطوة المقبلة، أعطى نتنياهو توجيهات للجيش في الأسبوع الماضي للاستعداد لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة بدلا من المنظمات الدولية. رئيس الأركان هرتسي هليفي تحفظ من ذلك وحذر من الخطر على حياة الجنود والتكلفة الكبيرة، لكن حسب معرفتنا، فإن نتنياهو لم يقتنع بذلك، وهو ما يزال يصمم على موقفه. الدافع واضح: من يقوم بتوزيع الغذاء والدواء، فإنه هو الذي يتحكم بالحنفية. وخلال ذلك، ستسنح لإسرائيل فرصة طرد من غزة مرة وإلى الأبد "الاونروا"؛ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة التي يعتبرها اليمين مشروعا مناهضا للصهيونية.
في هذه الأثناء، حماس ستواصل سيطرتها على المنطقة بين ممر نتساريم ومحور فيلادلفيا تحت الحصار والتطويق من قبل إسرائيل، التي ستسيطر على توفير المساعدات. هذا هو معنى بيان نتنياهو فيما يتعلق بالمحور: الحدود بين غزة ومصر ستبقى تحت سيطرة إسرائيل. في هذا الوضع، فإن نتنياهو وشركاءه في الحكومة يأملون بأنه بعد قضاء شتاء آخر في الخيام ومن دون خدمات أساسية، فإن مليوني فلسطيني، الذين سيتجمعون في رفح وخانيونس والمواصي، سيدركون أنه لن يمكنهم العودة الى بيوتهم المدمرة. اليأس يمكن أن يثيرهم ويحرضهم ضد الحكم القمعي ليحيى السنوار، ويشجع كثيرين منهم على الهجرة خارج القطاع.
تنازل نتنياهو عن إعادة المخطوفين الإسرائيليين وقراره تجاهل موقف معظم الجمهور والتخلي عنهم لمواجهة العذاب الفظيع والموت في أنفاق حماس، استهدف قلب الوعاء على رأس السنوار. فبدلا من أن يكون المخطوفون ذخرا وأداة ضغط من أجل الحصول على مقابل كبير من إسرائيل، هم سيصبحون بمثابة عبء على الفلسطينيين ومبرر لإسرائيل من أجل مواصلة الحرب والحصار والاحتلال. هكذا تدخل إسرائيل الى المرحلة الثانية في حربها ضد حماس.