Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Feb-2020

غُيوم «داكِنة» في سماء العلاقات.. الروسِية - التُركية*محمد خروب

 الراي

تبدو علاقات موسكو–أنقرة وقد وضعت على مسار تصادُمي، رغم حرصهما الظهور بمظهر من تُنسق خطواتها مع الأخرى، في ظل مرحلة جديدة تعبرها الأزمة السورية بات يصعب على كلتيهما وبخاصة موسكو، القبول بقواعد لعبة المراوغة التي يواصلها الرئيس التركي في مقاربته الجديدة الرامية إلى منع الجيش السوري من استعادة «كامل» محافظة إدلب، بعد إخلاله المبرمج باتفاق سوتشي المُوقع بينه والرئيس بوتين في 17 أيلول 2018 والذي لم يجد طريقه إلى التنفيذ.
 
وإذ كان أردوغان وجد فرصة للغمز من قناة موسكو في زيارته الأخيرة لأوكرانيا، قاصداً استفزاز الرئيس الروسي شخصياً عندما قال: أن أنقرة لم ولن تعترف بـ«ضم» روسيا للقرم، بكل ما تمثله عودة القرم إلى قوام الاتحاد الروسي للرئيس بوتين الذي يراها دُرّة إنجازاته، فضلاً عن نعي أردوغان مساريّ سوتشي واستانا، وتلويحه باستخدام القوة العسكرية ضد الجيش السوري، فإن دعوة رئيس الدبلوماسية الروسية لافروف لأنقرة بضرورة الالتزام «الصارم» بما جاء في اتفاق سوتشي، وخاصة فشل تركيا في فصل المجموعات المسلحة «المُعتدلة» عن إرهابيي النصرة،?ونبرة الغضب التي ميزت تصريحاته، تعكس ضمن أمور أخرى، أن صبر موسكو يوشك على النفاد وأن محاولة أنقرة شراء المزيد من الوقت للدفع بأرتال عسكرية وإنشاء المزيد من نقاط المراقبة حول مدينة سراقب تمهيداً لفرض أمر واقع تركي على مسرح العمليات العسكرية، لن يُكتب له النجاح، وأن موسكو - رغم المحادثة الهاتفية بين بوتين وأردوغان - لن تسمح بفرضها، تحت طائلة استمرارها دعم عمليات الجيش السوري على جبهات إدلب وأرياف حلب وإدلب واللاذقية.
 
تراجُع الرئيس التركي عن تهديداته وإن بدا وكأنه تراجع تكتيكي، تمثل بتصريحه بعد انتهاء زيارته لأوكرانيا، أرسل خلالها رسائل لموسكو، كانت الأخيرة أكثر «هدوءاً» في استيعابها، ما يعني أن أنقرة غير قادرة على إدارة مواجهة ساخنة مع دمشق تفضي ضمن أسباب أخرى إلى قطيعة مع بوتين, وهو ما استبطنه تصريح أردوغان: أن لا حاجة إلى خلاف خطير مع روسيا «في الوقت الراهن»، وإشارته إلى مناقشة التطورات مع موسكو بـ«بدون غضب»، رغم توعد استخدام القوة العسكرية لإرساء «الاستقرار في سوريا»، كاشفاً بغطرسة أن تركيا «شرعت في التقدم إلى عمق 3?-40 كيلو متراً عن الشريط الحدودي داخل سوريا»، ما يرفع احتمالات المواجهة بين الجيشين السوري والتركي الغازي، وموقف موسكو هنا أكثر من واضح.
 
ما يدعو للريبة والشكوك بأن خطة أميركية تركية تقف خلف التصعيد التركي, هو الدعم اللافت الذي تلقّته أنقرة من واشنطن(ولندن), وإعلان بومبيو: إن الولايات المتحدة تقف مع تركيا «حليفتنا في حلف شمال الأطلسي».. ما يعيد إلى الأذهان محاولات إدارة ترمب الإنخراط المباشر في التطورات الأخيرة المتسارعة، في ظل تحذيرات روسية من تحضير الجماعات الإرهابية لمسرحية الادعاء باستخدام أسلحة كيمياوية, بهدف استعادة زمام المبادرة وإعاقة الجيش السوري عن تحرير آخر ملاذات الإرهابيين في الشمال السوري.