Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Sep-2017

بالعيد.. املأ سلال قلبك تسامحاً! - د.اسمهان ماجد الطاهر
 
الراي - كبرت كثيراً هذا العام، كبرت أكثر من ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً. انتصرت على إنكساراتي وعزلت خيبات أملي بعيداً عني وتصالحت مع نفسي وقبلت خسائري وبترت غرغرينا أصابت أطراف قلبي ليحل الهدوء الجميل.
 
أرحب بكل سنة جديدة تضاف الى عمري وأشعر أنها إضافة مهمة، أليست الزيادة مكسباَ. لم يزعجني أو يخيفني العمر مثل الكثير من الناس فكل سنة تضاف إلى أعمارنا تعطينا المزيد من الحكمة والقوة والتجارب الجديدة. كل سنة تضاف إلى العمر هي هبة من الله لنا.
 
أتى العيد يحمل باقات أمل. ما زلت أفرح بالعيد وأملأ سلال منزلي ورداً. استعد له بفرح ويمر شريط من الذكريات أمام عيني أتذكر طفولتي وأذكر طقوس وتفاصيل العيد في بيت عائلتي.
 
العيد فرح نبقى مصرين على التمسك به مهما كانت ظروف الحياة صعبة سواء المادية أو الاقتصادية أو السياسية. هو فرصة للتسامح ولرمي هموم الحياة بعيداً.
 
ما زلت أتعجب من المشقة التي يجدها البعض في التسامح والتغاضي أو النسيان والمضي قدماً فرغم صعوبة التغاضي عن الكذب من وجهة نظري لأنه الشيء الوحيد الذي لا يمكن تبريره إلا أن قيمة الصبر وعظم أجر التغاضي كبير. هناك ثلاثة وصفهم الله بالجمال صبرا جميلاً، وهجرا جميلاً، وصفحاَ جميلاَ فاصبر بلا شكوى واهجر بلا أذى واصفح بلا عتاب. قد يكون أقسى ما مررت به كان خيراً لك.
 
هل يقسو الطيبون ومن وضعت الرحمة في قلوبهم! قد يجيب البعض بنعم فعندما نفعل ما يمليه علينا القلب قد نوصف بالسذاجة.
 
أتساءل هل هناك ممحاة تعيد الورقة بيضاء كما كانت! قد يجيب البعض بلا والمنطق يقول ذلك!
 
ولكن عندما نتكلم بعقلانية قد نبدو بلا قلب لذلك نميل إلى أن نقرأ بعض الأحداث والمواقف دون كلام. إن المعنى المجازي للعبارات السابقة اصفح كلما استطعت وأبقي روحك نقية صافية كالماء الزلال.
 
نحن ننسى ونسامح لكن تبقى عزة النفس هي الدرع الذي يقينا من الطعن مجدداً. الحياة تعلمك ما لا تتوقعه ودروسها تغير فيك وتجعلك تزيل الستار عن الحقيقية وتجبرك على قبولها مهما كانت قاسية. في الحياة ستتعلم كل شيء وحدك، وحدها القسوة إياك تعلمها. الحياة ليست طويلة لنحمل أنفسنا فوق طاقتها ولنتذكر كل شيء وهي جميلة إذا أدركنا معنى عبارة أن الحياة لا تساوي شيئا.
 
في العيد نذكر من رحل عنا من الأحبة وندرك أننا في النهاية راحلون جميعاً. العيد فرصة للتسامح وللإحتفال وتبادل المودة ولندرك أن العيد يعني العودة الى يوم انتهاء محنة أو بلاء. هو عودة للطمأنينة والفرح.
 
A_altaher68@hotmail.com