Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Mar-2017

ونرنو إلى القمة العربية.. - ناديا هاشم العالول
 
الراي - يقولون: «إذا بلغت القمة فوجه نظرك إلى السفح لترى من عاونك فى الصعود إليها وانظر إلى السماء واشكر الله ليثبت الله أقدامك عليها»..
 
الله يثبِّت القادة العرب المجتمعين بالقمة العربية والتي ستعقد باخفض بقعة على سطح الأرض.. بالبحر الميت الشاهد على الزمان والمكان والانسان..الله يثبِّتهم على الوفاق والاتفاق..
 
وفعلا..فاختيار هذا المكان الاستثنائي يبعث برسالة تفاؤل تعني بان هنالك إجماعا عربيا على التفكير المشترك في كل مستويات الهرم من قمته الى سفحه وما دونه.. الى اخفض بقعة على سفح الهرم وما دون السفح.. معنى مجازي يبعث على التفاؤل يجعلنا جميعنا نرنو الى القمة متطلعين اليها بتفاؤل واحيانا بتفاؤل يشوبه الحذر..
 
فما احوجنا بهذا الوقت بالذات الى العمل كفريق واحد عبر تفكير مشترك بين كل الأطراف العربية في كل مستويات الهرم، من أجل التعاون للوصول الى حل يضمن المصلحة العربية المشتركة بغض النظر عن إختلاف بالرأي هنا او هناك.. فالمفروض ان الاختلاف لا يفسد للود قضية.. فعلم المنطق يقول: (قد يختلف اثنان وان اجتمعا..وقد يجتمع اثنان وان اختلفا.. ولكن اذا افترقا فلن يجتمعا..)
 
فكفانا فرقة وافتراقا.. فقد عانينا من قفزنا فوق الفرضية المنطقية الأولى والثانية لنعسكر بالثالثة.. بفرضية الفرقة والافتراق.. فلننبذ كل مسببات الفرقة والافتراق.. ولنتجاوز المأزق العربي..
 
فالقمة العربية باجتماعها تؤكد على ان للقمة دورا اجتماعيا على الأقل تجاه شعوبها بل تجاه البشرية بأسرها، فهذا المعنى الجوهري للقمة بمسؤوليتها المجتمعية لن تتحقق فعلا إلا عبر عمل عربي متواصل يرنو نحو الأفضل.
 
فالقادة المتربعون على قمة الهرم هم ملْك للجميع وللجميع ، والتاريخ سوف يسجل هذه اللحظات القممية ليقول كلمته الصادقة.. ولسوف يسجل الدور الذي يقوم به الأردن بقيادة مليكه جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله.. ونحن إذْ نثمن دور الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالته.. الذي اثبت باعتداله بان الأردن هو مركز الوفاق والاتفاق ومحط انظار العالم العربي..المتطلع بلهفة الى القمة العربية 2017.. فالأردن باعتداله سيجمع كل الأطراف.. بعيدا عن مسارات الفرقة والافتراق..وما زلنا كشعب يجتمع حول مليكه وكشعوب عربية تتطلع بشغف الى نتائج ههذه القمة وتنفيذها على ارض الواقع عبر آليات يتم متابعتها وتقييمها بجدية استثنائية.. فباعتقادنا المتواضع ما زال العرب يحاولون لملمة بذور التفاؤل من قمة أنشاص 1946 الى قمة عمان 2017 وما بينهما من قمم..
 
فما زلنا نحاول زرع بذور التفاؤل وتنميتها بصميم وتربة البنية التحتية العربية قبل ان تبعثرها أعاصير الخلاف وسموم الفرقة والافتراق.. ما زلنا نرنو وما زلنا نتطلع بأمل الى مؤتمرات القمة العربية بغض النظر عن التآكل الذي ضرب صميم الربيع العربي محولا اياه الى خريف جهنمي..
 
ولا عجب ان شابَ هذا التفاؤل بعض الشكوك المتباينة من فرد إلى آخر ومن شعب إلى آخر.. وكيف لا..فالسنوات العجاف بربيعها الخريفي الذي حرق الأخضر واليابس تطالب هذه القمة بالذات اكثر من اي وقت آخر الى تجيير كل ما يملكه الزعماء العرب من خبرات ودروس وعبَر للوصول بدفة السفينة الى شاطىء الأمان.. بخاصة الشعب الفلسطيني المثخن جسده بجراح ابدية لم يشعر بها الآخرون فعليا الا بعد اكتوائهم بنيران الظلم والإرهاب..
 
فما احوجنا الى ترسيم خطة تُخْرِج فلسطين وشعبها من عنق الزجاجةعبر متابعة هذا الملف بهمة تضمن انهاء احتلال يقف وراء اضرام كل جذوة للإرهاب نتيجة المواقف الإسرائيلية التي لا تؤمن الا باستسلام العرب، مغرقة طموحات الشعب الفلسطيني بأوحال الظلم الهمجي عبر تطرف وتعصب اسرائيلي سبَبُ كل تطرّف مشابه جاء كرد فعل طبيعي له.. والبادئ أظلم..
 
فما احوجنا بهذه القمة العربية الى محصّلة نهائية تتبلور بلحظة استثنائية ذات رؤية تضع حدا لمعالجة نزيف الفوضى التدميرية في لعبة الأمم الإقليمية والدولية التي تدور في الديار العربية وعلى حساب من بالمقام الأول ؟ على حساب الإنسان العربي سياسيا واجتماعيا اقتصاديا وبيئيا.. الخ فمنطقتنا العربية ساخنة دائما، و لهذا فالاقتصاد فيها لا يزال محكوما بفشل التعاون مفشلا بدوره المشاريع الاقتصادية... الخ وما يتبع..
 
فرفقا بهذا الإنسان في زمن تداعت فيه الإنسانية تحت وطأة
 
اللا إنسانية !
 
فما احوجنا الى قمة عربية راسخة تثبَتُ عليها اقدام القادة العرب.. فالأجيال العربية الشابة ترنو الى قمة عربية حقيقية بنتائج على الأرض تحقق الحلم العربي فرجاء: لا تخيّبوا املها..
 
وختاما نقول :ما احوجنا الى قمة عربية حقيقية بركائز قوية تجعل أساساتها تقف في وجه كل الأعاصير.. اعاصير الفرقة والافتراق..
 
ويا قمة .. ما تهزك ريح !
 
hashem.nadia@gmail