Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Aug-2019

الكاتبة السورية ربا إبراهيم: الحرب فتكت بمظاهر الحياة والثقافة

 الدستور

ترى الكاتبة السورية ربا إبراهيم أن الكاتب زكريا تامر استطاع تحقيق مكانة مرموقة للقصة السورية، وكان ممن مهدوا السبيل لظهور جنس أدبيّ هو القصة القصيرة جداً. وكان رائداً في هذا المضمار مع ثلة من روّاد آخرين، مثل حيدر حيدر، عبدالسلام العجيلي، وعبدالله عبد، والكاتبة غادة السمان. وتؤكد أن القصة السورية في الوقت الحالي بحالة جيدة، هناك مبدعون، وأقلام شابة تحاول أن تبتكر أسلوبها الخاص والجديد. وتقول: في رأيي القصة السورية كسبت رهانها، وأكدت جدارتها في حمل هموم الإنسان ووجع الوطن وأحلام البسطاء.
الكاتبة نفسها من مواليد مدينة طرطوس بسوريا 1975، صدر لها: المعلمة الجميلة، رواية. 2011ـ اتحاد الكتاب العرب بدمشق. للشمس وجهان. مجموعة قصصية.2016ـ دار الغانم. دمشق. حاصلة على عدة جوائز ادبية، وتنشر نتاجها في الصحف والدوريات المحلية والعربية.
وعن وضع الأدب والأدباء في سوريا بعد الأحداث والتغيير الكبير الذي حصل منذ ثماني سنوات، وإلى أي مدى أثر هذا التغيير في نتاجها ونتاج المبدعين الآخرين، قالت: حملت إلينا الحرب آفاتها الخبيثة، فتكت بمظاهر الحياة والثقافة وكشفت هشاشة الصلة التي تربط الأدب بالناس الذين انقسموا بعد الميم (معارضة أو مولاة) في صراع على الانتماء. وغدا الأدب يتيماً بين الحقيقة والواقع، ثمّة أقلام ملونة تبحث عن تفاصيل فرح قليل بين الركام وأقلام سوداء ترسم الأفق المخضب بلا غد.
وعن روايتها الجديدة التي أطلقت عليها عنوانا مؤقتا هو «الباسقات»، قالت: مازالت مخطوطاً. تطرح تساؤلا عبر شخصيات نسائية هل الجسد غاية أم وسيلة عند المرأة في ظل الثقافة الذكورية.
وترى الكاتبة السورية أن على الكاتب أن يجذب القارئ من خلال الجدة والإثارة والابتعاد قدر المستطاع عن تكرار الطرح ونمطيته بحثاً عن نجاح سريع. وتؤكد أن القارئ بات أكثر وعياً لدور الأدب وينتظر من الكاتب أن يحلق به إلى عوالم جديدة وأن يعيد قراءة الواقع بطريقة أخرى.
إن القصة القصيرة بالنسبة لربا إبراهيم فكرة تقدّم إلى القارئ في صورة رمز موحٍ، وتفاصيل تغوص في عمق الفكرة بلغة واضحة تخاطب القلب والعقل معاً وتعكس الوجع الإنساني عبر مزج الحلم بالواقع. ومن عناصرها الأساسية لغة مكثفة بعيدة عن الإطالة، والصدق.
أما عن علاقة الكاتب بأبطاله فتراها غامضة. يصادف الكاتب نماذج من شخصيات واقعية يضيف عليها من خياله ما يناسب دورها في القصة، تبدو بعد الانتهاء من الكتابة شخصية مختلفة عما استوحاه من الواقع. وتقول: شخصية البطلة في قصصي، تحمل بعضاَ مني، أو أفكار شخص أعجبت بأفكاره، أو أحلامه أو خوفه أو انكساره، هي مزيج من تجربتي وعلاقاتي بالآخرين. بعد إعمال خيالي فيها. شغف بلون البنفسج .  
وعن علاقة الكاتب بالناقد تقول الكاتبة السورية: لا يمكن أن يكتب الكاتب لنفسه. الكتابة لا تكتمل إلا بوجود كل من القارئ والناقد، ما يحدث أحياناً أن ينال عمل أدبي إعجاب النقاد بخلاف القراء، وأحياناً يحدث خلاف ذلك. في مرات قليلة  يحدث إجماع على العمل.
وأضافت: النقد في بلدنا شأنه شأن النقد في أي بلد آخر. وهناك أقلام نزيهة تكتب نقداً أكاديمياً متخصّصاً؛ يتسم بالرصانة والمصداقية، بعيداً عن المجاملات، والنقد الصحفي العابر، ويركز على النص الأدبي بمعزل عن قائله.
تنطلق ربا إبراهيم في كتابتها من فكرة ما تروقها سواء أكانت تصلح لقصة قصيرة أو رواية طويلة، وتضيف: أحاول أن أكتبها بلغة هادئة (لا أجيد نظم الشعر) فيها نبض الشعر وطراوة الحلم. لا تكفي الرؤيا الجيدة ليكون العمل ناجحاً. يحتاج لأسلوب يحقق السلاسة ليكون مقبولاً (السهل الممتنع). فيما يخص كتاباتي فأنا أحاول الاشتغال على الأسلوب.   
وتوضح أن اللغة عجينة المبدع، فمنها يشكل عوالمه الخاصة، وخلالها يوصل إبداعه إلى الآخرين. قدرة المبدع على تطويع اللغة وتشكليها تساهم في نجاح أي عمل أدبي أو إخفاقه، أمّا في القصة القصيرة حسب رأيي يجب أن تكون اللغة مكثفة وموجزة وواضحة، لا تحتمل الإطالة.
أخيرا ترى ربا إبراهيم أن العمل الإبداعي لا يولد بسهولة في ظل ما نعيشه من ظروف حرب مريرة.